محلل إسرائيلي بارز: تكلفة الإضرار بقواتنا داخل غزة “آخذة في الارتفاع”

ناحوم برنياع كبير محللي صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية: المشكلة تكمن في الفجوة بين التوقعات والواقع

جندي إسرائيل يحمل زميله
جندي إسرائيلي يحمل زميله المصاب في غزة (الفرنسية)

أكد محلل إسرائيلي بارز أن تكلفة الإضرار بقوات الجيش الإسرائيلي في غزة “آخذة بالارتفاع”، وذلك بالتزامن مع دخول الحرب في القطاع شهرها الثالث، إذ يعلن الاحتلال كل يوم تقريبًا عن خسائر جديدة في صفوف قواته.

وكتب ناحوم برنياع، كبير محللي صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية، الأربعاء “تجري هناك (في غزة) عملية كان من الممكن توقعها سلفًا: المنفعة العسكرية المتمثلة في تنظيف كل عمود، وكل نفق، وكل منزل مشبوه آخذة في التناقص، وتكلفة الإضرار بقواتنا آخذة في الارتفاع”.

وارتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي إلى 498 منذ بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بينهم 164 قُتلوا منذ بدء العملية البرية في 27 من الشهر نفسه، وفق بيانات إسرائيلية رسمية.

وأضاف برنياع “هناك في الجيش الإسرائيلي من يقدّر أننا دمرنا حتى الآن 20% من القوة العسكرية لحماس (حركة المقاومة الإسلامية)، وهناك تقديرات أعلى، لكن لا أحد منها يتحدث عن دمار شامل”.

وتابع في إشارة إلى حماس “نجت نخبتها العسكرية إلى حد كبير، ويبدو أنها محمية بوجود المختطفين”، وأردف أن “التنظيم (حماس) خسر معظم معاقل سلطته، لكنه لم يفقد سلطته على أغلبية سكان غزة”. وأشار إلى أن “استمرار القتال يتطلب أساليب أخرى، ونطاقًا مختلفًا، وتوقعات مغايرة”.

احتلال غزة
جندي من قوات الاحتلال يتحصن داخل مبنى في قطاع غزة (روتيرز)

“فجوة بين التوقعات والواقع”

ولفت برنياع إلى أن “الحرب صعبة وتودي بحياة ضحايا، لكن لا أخبار عظيمة فيها. وحتى لو قُتل أو أُلقي القبض على يحيى السنوار (قائد حماس في غزة) أو محمد الضيف (قائد الجناح العسكري لحركة حماس) أو مروان عيسى (نائب قائد الجناح العسكري)، فإن الوضع الأساسي لن يتغير”.

وقال “المشكلة تكمن في الفجوة بين التوقعات والواقع. وبطبيعة الحال، فإن الانتقال من المرحلة (ب) إلى المرحلة (ج) للحرب يدعو إلى ملخص مؤقت، ومقارنة بين الأهداف المقدَّمة وتلك التي تحققت”.

وذكر برنياع أنه “بعد خلق التوقعات، يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت صعوبة في الانتقال إلى المرحلة الثالثة في غزة”. وأكد أن “نتنياهو رفض، يوم الثلاثاء، طرح خطة تغيير نطاق القتال الذي يخوضه الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة للمناقشة”.

وأوضح أن “الوزير بالمجلس الوزاري الحربي غادي آيزنكوت اقترح مناقشة (خطة تغيير نطاق القتال)، ولكن نتنياهو يؤجل إلى موعد يرفض تحديده”، وأضاف “في الأسبوع الماضي، منع غالانت مناقشة البرنامج في المنتدى الذي يرأسه”.

جندي إسرائيلي يقف قرب مستوطنة زيكيم على الحدود الشمالية من غزة-17 نوفمبر (رويترز)

“صعوبة اللحظة الحاسمة”

وتابع برنياع “حسب ما أفهم، هناك حاليًّا اتفاق عام، أو شبه عام، على أن الانتقال إلى المرحلة التالية أمر واقع، ومع ذلك فإن نتنياهو وغالانت يتأخران، كل منهما لأسبابه الخاصة”.

ولكن المحلل الإسرائيلي رأى أنه “حان الوقت للمناقشة. حان الوقت لاتخاذ القرار. من المفترض أن تؤدي المرحلة (ج) إلى تقليص ترتيب قوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة”.

وقال “الأسباب واضحة: ما يقرب من خمس فرق تعمل هناك اليوم، وهناك حاجة إلى بعض القوات في الشمال (حدود لبنان وسوريا) في حال تدهور الوضع هناك وتحوله إلى حرب. ويضطر بعض جنود الاحتياط إلى العودة إلى منازلهم وعملهم”.

ورأى برنياع أن “السبب الرئيسي والحاسم هو التغيير المطلوب في القتال في غزة، ويواجه نتنياهو وغالانت صعوبة في الوصول إلى هذه اللحظة”.

وقال عن نتنياهو وغالانت “لقد خلقا توقعات لدى الجمهور وبين الجنود على حد سواء لقرار، للإبادة، للنصر بعد إخفاقات 7 أكتوبر”. وأضاف “ما زالا يفعلان ذلك حتى الآن، كل بأسلوبه الخاص. التوقعات غير واقعية. الإعلانات هي أيضًا غير واقعية”.

وتابع برنياع “لقد ابتلع الخطاب الاستراتيجية، الشعبوية هي الجوهر. إنها حالة مأساوية”.

وفي 27 من أكتوبر الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي بدخول بري إلى قطاع غزة بعد شروعه بشن حرب عليه بقصف جوي مكثف منذ السابع من الشهر ذاته، خلّفت حتى الأربعاء 21110 شهداء و55243 مصابًا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارًا هائلًا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقًا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر

إعلان