السودان.. تواصل المعارك بين الجيش والدعم السريع وحاكم “نهر النيل” يطالب داعمي الأخيرة بمغادرة الولاية

يشهد السودان منذ منتصف إبريل/نيسان الماضي حربًا دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع

تصاعد أعمدة الدخان من منطقة شرق النيل شرقي الخرطوم إثر استهداف الجيش السوداني مناطق سيطرة الدعم السريع (الجزيرة مباشر)

تواصلت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدد من الجبهات بالعاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة وسط البلاد.

وقال مراسل الجزيرة مباشر إن انفجارات سُمعت وسط وجنوب شرقي العاصمة الخرطوم نتيجة القصف المدفعي المتبادل بين الطرفين، في حين تصاعدت أعمدة الدخان من منطقة شرق النيل شرقي العاصمة إثر استهداف الجيش مواقع سيطرة الدعم السريع.

وفي ولاية الجزيرة وسط السودان، ذكر مراسل الجزيرة مباشر أن مقاتلات تابعة للجيش أغارت على مواقع للدعم السريع وسط الولاية وجنوبها، في حين سُمعت المضادات الأرضية التابعة للدعم وهي تحاول التصدي لمقاتلات الجيش.

مهلة لمغادرة ولاية وادي النيل

من جانبه، أمهل محمد البدوي، والي ولاية نهر النيل شمالي السودان، أفراد قوى الحرية والتغيير والداعمين لقوات الدعم السريع 72 ساعة لمغادرة الولاية.

وقال البدوي أثناء مخاطبته حشدًا لمحليتي شندي والمتمة أمس الجمعة “أوجّه رسالة إلى أي خائن أو عميل أو طابور خامس أو متعاون مع المتمرد أو قيادي في الحرية والتغيير أن يغادر الولاية خلال 3 أيام.. أي عضو من الحرية والتغيير مدسوس في الولاية أفضل أن يحمل حقيبته ويغادر على الفور”، على حد قوله.

وتشهد ولايات شمالي وشرقي ووسط السودان حملات استقطاب وتحشيد واسعة وتسليح للمدنيين، دعمًا للجيش في مواجهة احتمالات تمدد قوات الدعم السريع نحو ولايات جديدة، بعد أن بسطت سيطرتها على معظم محليات ولاية الجزيرة وسط السودان.

وفي السياق، أدان حزب الأمة القومي بالسودان المنضوي ضمن تحالف قوى الحرية والتغيير-المجلس المركزي في بيان، ما وصفه بالخطاب غير المسؤول لوالي ولاية نهر النيل “الذي دعا فيه إلى طرد المواطنين الرافضين للحرب والسياسيين من قوى الحرية والتغيير وقوى الثورة”.

ونوه الحزب إلى أن حديث والي نهر النيل يؤكد أن الهدف الأساسي من إشعال الحرب هو تصفية الثورة واستهداف القوى المدنية، وحذر من تنامي هذا الخطاب البغيض -على حد وصفه- الذي يؤجج الصراع ويزيد من حدة الاستقطاب السياسي ويدعو إلى الفتنة ويهدد السلم الاجتماعي، وفقًا للبيان.

حرب دامية

ويشهد السودان، منذ منتصف إبريل/نيسان الماضي، حربًا دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وهربًا من القتال في الخرطوم، لجأ أكثر من نصف مليون سوداني إلى ولاية الجزيرة، لكن قوات الدعم السريع تقدمت أخيرًا إلى هذه الولاية، وهاجمت بلدة ود مدني في 15 ديسمبر/كانون الأول، وأجبرت أكثر من 300 ألف شخص على الفرار مرة أخرى.

وكانت ود مدني، التي تقع في ولاية الجزيرة على بُعد نحو 170 كيلومترًا إلى الجنوب الشرقي من العاصمة الخرطوم، مركز مساعدات وملاذًا للنازحين داخليًّا، قبل هجوم قوات الدعم السريع.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما لا يقل عن 7.1 ملايين شخص نزحوا منذ بداية النزاع المستمر، لجأ 1.5 مليون منهم إلى بلدان الجوار.

وقُتل في الحرب أكثر من 12 ألف شخص، وفق تقدير متحفظ لمنظمة “أكليد” غير الحكومية.

وتركت الحرب العاصمة الخرطوم أطلالًا، وتسبّبت في أزمة إنسانية كبيرة، وأتاحت فرصة لتصاعد موجات من القتل بدوافع عرقية في دارفور.

وتقاسم الجيش وقوات الدعم السريع السلطة مع المدنيين بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير عام 2019، ثم تحالفا في انقلاب عام 2021، لكن الخلاف نشب بينهما بشأن خطة لانتقال سياسي مدعومة دوليًّا.

وفي الخرطوم ودارفور، تواجه قوات الدعم السريع اتهامات بنهب منازل واغتصاب نساء وقتل واعتقال تعسفي.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان