القناة 12 العبرية: الجيش الإسرائيلي قلق من تآكل “إنجازاته” مع غياب أفق سياسي للحرب
القناة 12 العبرية: إسرائيل تخوض المعارك خلال هذه الأيام في ميدان القتال الأكثر صعوبة في العالم

أفاد تقرير نشرته القناة 12 الإسرائيلية على موقعها، صباح السبت، أنه سيكون من الصعب التوصل إلى اتفاقية مرحلية جديدة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فيما يتعلق بإطلاق سراح دفعة جديدة من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وعزا التقرير الأمر إلى أن رئيس حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، يقدّر أن الجيش الإسرائيلي سينسحب من قطاع غزة خلال أسابيع معدودة.
وأضاف التقرير أن الجيش الإسرائيلي “يبدو منزعجًا، في اليوم الخامس والثمانين من الحرب، من أن المستوى السياسي الإسرائيلي لا يزال لم يحدد بعد أهداف استمرار القتال”.
وقالت القناة العبرية إن مصادر عسكرية صرحت لمراسلها بأن “الإنجازات المتحققة إسرائيليًّا على الأرض ستتآكل بمرور الوقت من دون تحرك سياسي”.
كما أضاف التقرير أنه بات من الواجب، بالتوازي مع إطلاق التحرك السياسي المنشود، “اتخاذ قرارات فيما يتعلق بقطاع غزة، أو بالتصعيد الحاصل على الحدود الشمالية، على صعيد تحديد الأهداف الجديدة للحرب”، مشددة على أن هذه الأهداف “غير محصورة في اليوم الذي يتلو الحرب”.
בצה"ל מוטרדים: "ללא מהלך מדיני יישחקו הישגים", הערכה: יהיה קשה לדחוף את סינוואר לעסקהhttps://t.co/xD2etLpAxd | @ndvori @ohadh1 pic.twitter.com/JOk8pzz7tA
— החדשות – N12 (@N12News) December 30, 2023
التموضع في خان يونس
وأضاف التقرير أن القتال في غزة قد حقق حتى الآن “إنجازات عسكرية حقيقية” لإسرائيل، إذ تدّعي القناة “تدمير معظم الأنفاق الاستراتيجية في شمالي القطاع”، كما قُتل منذ بداية الحرب 8500 ممّن وصفهم الموقع الإسرائيلي بالـ”مخربين”.
وأفاد الموقع بأن القوات الإسرائيلية قد اختارت في هذه المرحلة تركيز جهودها على خان يونس الواقعة جنوبي القطاع، عبر تكتيكات قتالية وصفتها بالـ”فريدة” تشمل “القتال فوق الأرض وتحتها”، مشددًا على أن هدف هذا القتال هو “الوصول إلى يحيى السنوار وسائر قادة حركة حماس”.
وأضاف التقرير الإسرائيلي أنه يمكن الافتراض أن الجيش سيواصل التموضع في خان يونس، التي يعُدها مركزًا من مراكز حماس، إلى حين “القضاء على قيادة التنظيم في القطاع”.
ويقول التقرير إن تقديرات تسود دوائر صنع القرار الإسرائيلية مفادها أنه “سيكون من الصعب دفع السنوار إلى الموافقة على الخطوط العريضة لصفقة جديدة لإطلاق سراح مختطفين إسرائيليين، منذ انهيار وقف إطلاق النار الأخير”.
وعزا الموقع هذه التقديرات إلى عوامل من ضمنها أن السنوار -على ما يبدو- يقدّر أن إسرائيل ستشرع خلال أسابيع معدودة في الانسحاب من أراضي القطاع “وهذا ما يدفعه إلى الاستنتاج بأن عليه التصلب في مواقفه”.

وأفاد الموقع الإسرائيلي بأن مصدرًا في حركة حماس صرَّح بأن جميع الفصائل الفلسطينية تتشاور بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية، بعد رفض مشروع الاتفاق المصري.
وأشار التقرير إلى أن السلطة الفلسطينية قد ردت الاقتراح المصري الهادف إلى إنشاء “حكومة تكنوقراط”، في حين ادعت القناة الإخبارية الثانية عشرة أن مصدرًا فلسطينيًّا قد صرَّح لها بأن “حماس هي من ستصدّق على هوية وريثها في غزة، في إطار تسوية إقليمية”.
وفيما يمكن اعتباره إشارة إلى المصاعب المتعلقة بتحرك شاحنات المساعدات الإنسانية داخل القطاع، مقصودة، إذ أفاد التقرير بأنه “لم يدخل إلى قطاع غزة أي وقود منذ أكثر من أسبوع، بسبب المصاعب التي تواجهها المنظمات الدولية في نقله داخل القطاع، في حين أن الجيش الإسرائيلي لا يعُد الأمر عائقًا، ويحتمل أن يطيل عمدًا أمد هذه المصاعب في إطار ممارسته الضغط على حركة حماس”.
ومع ذلك، فهناك فهم مفاده أنه يجب الاستمرار في السماح بإدخال المساعدات الإنسانية، لأن الأمر يُمثل “الضمان الائتماني الأمريكي الذي يشرعن التحرك العسكري الإسرائيلي في القطاع”.
“ميدان القتال الأكثر صعوبة في العالم”
وختم التقرير بالقول إن “إسرائيل تخوض القتال في هذه الأيام في ميدان القتال الأكثر صعوبة في العالم”.
وادعى أن الجيش الإسرائيلي “يقضي على الأنفاق ويحقق إنجازات تمثلت، حتى اللحظة، في القضاء على نحو ثلث قدرات حركة حماس، لكن الفلسطينيين لا يزالون يعتقدون أن إسرائيل لم تتمكن من تحقيق أي إنجاز مهم، في ظل انتشار مقاطع الفيديو التي تنشرها حماس والتي توثق فيها تكبيد الجانب الإسرائيلي الخسائر”.
وقال إن الإنجاز الحقيقي الإسرائيلي المحتمل، في نظر الفلسطينيين، قد يتمثل في “القضاء على القيادة العليا لحماس، بمن فيهم السنوار، ومحمد الضيف قائد الجناح العسكري للتنظيم، ونائبه مروان عيسى”.