الرئيس الكولومبي: إسرائيل ترتكب محارق نازية في غزة

الرئيس الكولومبي قارن في إحدى تدويناته على منصة إكس بين المحرقة النازية والحرب على غزة
الرئيس الكولومبي قارن في إحدى تدويناته على منصة "إكس" بين المحرقة النازية والحرب على غزة

نقلت صحيفة “إل إيسبيكتادور” الكولومبية تصريحات للرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، أبرزت فيها مقارنته بين المحرقة النازية والحرب على غزة.

وكشفت الصحيفة عن مشاركة الرئيس لمقطع “فيديو” أدان فيه أحد المدونين التفجيرات ضد السكان المدنيين في وسط غزة، وأكد أن هذا كان مثالًا على الإبادة ضد الفلسطينيين، التي تعادل بالنسبة له المحرقة النازية.

وكتب الرئيس الكولومبي على حسابه: “يقولون إن هذه ليست أفعال النازيين. وحتى لو كان الضمير الغربي لا يحب هذه الحقائق، فإن إبادة 5300 طفل وفتاة فلسطينية هي النازية بعينها، وأكرر النازية”.

وكان الرئيس الكولومبي قد تلقى انتقادات من “قوى اليمين” بسبب مقارنة مماثلة تحدث فيها عن أن “هتلر يطرق أبواب منازل الطبقة الوسطى في أوروبا وأمريكا الشمالية”.

وفي ذلك الخطاب الذي ألقاه في إطار الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف، قال بيترو إن الحروب تولّد نزوحًا ومهاجرين سيتم مواجهتهم بالعنف من قبل دول الشمال.

وتساءل الرئيس الكولومبي عن سبب سماح الدول الكبيرة المستهلكة للبترول بالقتل الممنهج لآلاف الأطفال في غزة؟ لأن “هتلر دخل منازلهم بالفعل وهم يستعدون للدفاع عن مستويات استهلاكهم العالية للكربون ورفض النزوح الجماعي الذي يسببه”، وفق تعبيره.

وأثارت هذه الكلمات حفيظة أنصار اليمين، بل وحتى الحكومة الألمانية، التي رفضت هذه المقارنات، مؤكدة أن تحديد عواقب أزمة المناخ على الفئات الأكثر ضعفًا في العالم أمر مشروع ومهم، أما “ربط ذلك بالمعاناة في غزة هو أمر غريب”، كما نشرت وزارة الخارجية الألمانية.

وأضافت أنه “من غير المقبول عقد مقارنات فظة مع الحقبة النازية، وبالتالي إضفاء طابع نسبي على المحرقة”، حسب تعبيرها.

وهذه ليست المرة الأولى التي يقارن فيها الرئيس الكولومبي المحرقة بقضايا أُخر.

ففي 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد أسبوع من بدء معركة “طوفان الأقصى” وتصعيد الصراع في غزة، قارن بيترو على حسابه في منصة “إكس” بين تصرفات الحكومة الإسرائيلية وتصرفات هتلر.

وفي وقت سابق، قال الرئيس الكولومبي إنه رأى معسكر اعتقال أوشفيتز “يعود إلى غزة”.

وبسبب هذه التصريحات، تلقى الرئيس انتقادات من الجالية اليهودية في كولومبيا وأثار انزعاج السفارة الإسرائيلية في بوغوتا، كما هددت إسرائيل بقطع صادراتها من المعدات الأمنية إلى كولومبيا.

ورغم تأكيد وزارة الخارجية الكولومبية أن العلاقات مع الحكومة الإسرائيلية مستمرة، إلا أن الحقيقة هي أن الرئيس استدعى السفيرة للتشاور، وليس هناك تاريخ محدد بشأن عودتها.

وفي منتصف شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلن الرئيس الكولومبي أن بلاده ستطالب بضم فلسطين كعضو كامل العضوية في منظمة الأمم المتحدة، وأنها ستتوقف عن شراء الأسلحة من تلك الدول التي صوتت ضد أو امتنعت عن التصويت على قرار يطالب بوقف إطلاق النار في غزة.

ومن المعروف أن الرئيس غوستافو بيترو هو مدافع شرس عن القضية الفلسطينية حتى قبل وصوله لسدة الرئاسة في بلاده.

وفي عام 2015، عندما كان عمدة العاصمة بوغوتا، وقّع اتفاقية توأمة بين العاصمة الكولومبية ومدينة رام الله، نظيرتها في الأراضي التي اعترفت بها كولومبيا بصفتها دولة سنة 2018، وكان ذلك أحد القرارات التاريخية لحكومة الرئيس السابق، خوان مانويل سانتوس.

وفي يونيو/حزيران الماضي، وبّخ الرئيس الحالي وزارة خارجيته علنًا لامتناعها عن التصويت على قرار للأمم المتحدة يسعى إلى تحسين المساعدات الصحية في الأراضي الفلسطينية.

وقال بيترو حينها عبر حسابه على منصة “إكس” إنه “عار ضد الشعب الفلسطيني”، مُذكرًا أنه موقف كان على الوزارة تحويله إلى تصويت لصالح القرار.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، ندد أمام الأمم المتحدة بأن المجتمع الدولي لديه معايير مزدوجة في التعامل مع الحرب في أوكرانيا والصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان