نائل البرغوثي.. حكاية أقدم أسير فلسطيني في سجون الاحتلال كما ترويها زوجته (فيديو)

في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، دخل نائل صالح عبد الله البرغوثي، عميد الأسرى الفلسطينيين، وأقدم أسير في العالم حسب موسوعة “جينيس”، عامه الرابع والأربعين في الأسر، قضى منها 33 عاما ونصف العام بشكل متواصل داخل سجون الاحتلال.
ولد نائل عام 1957 واعتقل للمرة الأولى عام 1978، وخرج في صفقة وفاء الأحرار في الثامن عشر من أكتوبر/تشرين أول عام 2011. وأعيد اعتقاله في الثامن عشر من يونيو/حزيران عام 2014.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsشؤون الأسرى: الاحتلال يحوّل السجون إلى مقابر أحياء.. وتصاعد المخاوف بشأن مصير نائل البرغوثي
“مهر القدس غالي”.. فلسطينية تصف كيف نجت بأعجوبة من قصف دمّر منزلها في رفح (فيديو)
حزب الله يستهدف مواقع عسكرية إسرائيلية والاحتلال يعترف بتكبد خسائر (فيديو)
وخلال فترة حريته القصيرة، تزوج من الأسيرة المحررة إيمان نافع بعد شهر واحد من تحرره.
وخلال لقاء خاص مع الجزيرة مباشر عبرت إيمان – قضت 10 أعوام داخل سجون الاحتلال – عن آمالها في تحرير نائل ضمن صفقات تبادل الأسرى القادمة.
وقالت “منذ نحو 3 أيام، وصلنا خبر أن نائل نٌقل للمشفى. نشعر بالقلق عليه، لأن ظروف الأسرى هذه الأيام صعبة، خاصة أنني قابلت أسرى محررين وصفوا كيف اسٌتشهد 6 أسرى داخل السجون بسبب شدة ضربهم وتعذيبهم على يد سلطات الاحتلال”.
وكشفت إيمان نقل نائل من سجن عوفر إلى سجن جلبوع، كما تعرض للضرب على يد سلطات سجون الاحتلال، وهو ما أكده أسرى محررون.
وأشارت إلى أنها تواصلت مع الصليب الأحمر وبعض المحامين، وهيئة شؤون الأسرى ووزارة العدل، كما التقت ممثل محكمة الجنايات الدولية، وأخبرته أنها تريد تقديم شكوى بشأن نائل إذا بقي بالأسر دون نيل حريته.
وأشارت إيمان إلى مدى تعلق زوجها نائل بالأرض الفلسطينية واصفةً إياه بأنه “تعلق غير عادي”.
وتابعت: “في إحدى زيارات والدة نائل له في الأسر، طلب منها زراعة شجرة ليمون في حديقة المنزل، وكان يعطيها في كل مرة تزوره قارورة مياه، يأتي بها من أقسام سجون مختلفة، كي تروي بها شجرة الليمون. تمثل هذه الشجرة لنائل كل فلسطين حتى لو شعوريا”.
وأوضحت إيمان أن نائل يتمتع بثقافة عالية ويتحدث الانجليزية والعبرية بطلاقة، كما يقوم بتدريس العبرية للأسرى داخل السجون، ويعد مرجعا في نقاشات الثورة والتاريخ الفلسطيني.
وأشارت إلى أنه أنهى درجة البكالوريوس في العلوم السياسية داخل سجون الاحتلال، بعد أن سجل في جامعة القدس إثر تحرره عام 2011، لكن أُعيد اعتقاله قبل إنهاء دراسته، ليتابعها في السجن.
وعن تأثير عملية “طوفان الأقصى” على نائل قالت إيمان: “وصلني من بعض الأسرى المحررين في صفقة التبادل الأخيرة قول نائل إن الـ43 عاما التي قضاها في سجون الاحتلال (قبل أن يكمل الآن 44 عاما)، تحت قدم أي مقاوم قدم روحه لأجل فلسطين”.
وتكشف ايمان 3 أسباب “لقدرة نائل على تحمل سنين السجن الطويلة: أولها إيمانه بقضيته العادلة، لأنه صاحب حق، وثانيا تحدي العدو بأن يبقى قويا أمامه، وثالثا الإيمان بالله والاستمرار بقراءة القرآن”.
تنتظر إيمان اليوم الذي يتنفس فيه نائل نسائم الحرية، وقالت “أتوقع عندما يتحرر نائل أن يبدأ بزيارة قبر شقيقه عمر، لأنه في تحرره الأول زار قبر والديه، وكان يتمنى أن يزور قبر صالح، أبن شقيقه الوحيد، لكن الاحتلال ما زال يحتجز جثمانه داخل الثلاجات حتى هذه اللحظة”.
وتابعت: “سيزور الأرض خاصة شجرة الزيتون عند منزل عائلته. هذه الشجرة التي اعتاد أن يجلس تحتها ويتحدث معها، ويبكي أحيانا عندما يتذكر والده الذي كان يهتم بها قبل وفاته. لديه أمل الحرية لفلسطين، ولقاء في الجنة مع والديه”.