“وهن على وهن”.. الحرب تزيد من معاناة الحوامل في قطاع غزة (فيديو)

وجوه شاحبة وأجسام نحيلة، هذه هي حال النساء الحوامل في قطاع غزة، فئة تشير التقديرات الأولية إلى أن اعدادهن تربو على 55 ألف امرأة.
ضاعفت آلام النزوح وفقدان الرعاية الطبية اللازمة من آلام الحمل. تمنت بعضهن الوضع قبل الحرب، ويعشن على أمل أن تضع الحرب أوزارها قبل لحظات من مخاضهن.
إيناس عبيد، الحامل في طفلها الأول، قالت للجزيرة مباشر إنها عانت رحلة نزوح صعبة وهي في شهرها السابع، حتى وصلت إلى مدرسة تُستخدَم مركزًا للإيواء.
وما إن وصلت حتى بدأت معاناة جديدة تتمثل في عدم توفر أدنى مقومات الحياة لها ولجنينها، الذي أخبرتها الطبيبة أن نبض قلبه ضعيف.
وأضافت إيناس أنها خائفة من أن تضع حملها خلال الحرب، مؤكدة بصوت مبحوح أن مخاوفها تزداد يوميًّا مع العد التنازلي لموعد ولادتها.
وتشاركها إسلام حمد، الحامل في شهرها الرابع، مخاوفها قائلة “خايفة أولد تحت القصف”.
وأضافت للجزيرة مباشر أن تجربتها الثالثة في الحمل مختلفة تمامًا لأنها مليئة بالقلق والخوف والتوتر، مشيرة إلى أنها تخشى عدم العثور على طبيب عندما تحين لحظة الولادة أو أن تضطر إلى الولادة القيصرية بدون تخدير كما حدث مع أخريات أو ألا تحصل على الرعاية اللازمة لها أثناء الولادة.

أما آلاء أبو عودة، الحامل في شهرها الثاني، فقالت إنها خاضت رحلة صعبة من منزلها في شمالي قطاع غزة إلى الجنوب.
وأضافت “كانت رحلة صعبة، كنت أحمل طفلتي وزوجي يحمل طفلتنا الثانية”.
وتشير آلاء إلى حالة ولادة إحدى النساء في مركز الإيواء، قائلة إنها كانت ولادة مؤلمة وموجعة بكل تفاصيلها، مما بعث لديها الخوف من أن تتعرض للحالة نفسها.
أما غادة أبو عمشة فتروي بأسى أن رحلة النزوح القاسية مع عائلتها والمجهود الشاق الذي بذلته تسبب في أن تفقد جنينها، موضحة أنها كانت حاملًا في شهرها الثالث.
وتؤكد ناريمان سلامة، الحامل في شهرها الرابع، افتقار النساء الحوامل في غزة إلى كل أنواع الرعاية الصحية والغذائية بسبب الحرب، مشيرة إلى مخاوفها من الولادة تحت القصف، متمنية أن تلد طفلها بعد انتهاء الحرب في غزة.
بدوره، أوضح استشاري النساء والتوليد وليد أبو حطب أن الرعاية الصحية التي تُقدَّم إلى النساء الحوامل في قطاع غزة تأثرت منذ بداية الحرب، بسبب انشغال المستشفيات بعلاج الجرحى والمصابين جراء القصف.
وحذر أبو حطب من أنه إذا تأزمت الأمور فقد تتحول المستشفيات إلى مقابر جماعية، خاصة لفئة الأطفال الخدَّج والنساء الحوامل.