الخرطوم ترد على اتهامات واشنطن للجيش السوداني بارتكاب “جرائم حرب” في البلاد

أعلنت الولايات المتحدة أن هذه الأفعال بمثابة “صدى” للحرب في دارفور التي بدأت منذ 20 عامًا ووصفتها واشنطن بأنها “إبادة جماعية”

قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان (الأناضول)

رفضت الخرطوم اتهامات واشنطن للجيش السوداني بارتكاب “جرائم حرب” في البلاد التي يستعر فيها قتال دامٍ منذ منتصف إبريل/نيسان الماضي بينه وبين قوات الدعم السريع.

وأمس الأربعاء، اتهمت الولايات المتحدة، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بارتكاب “جرائم حرب” في النزاع الجاري بينهما منذ أشهر في السودان، وقالت إنهما “نشرا العنف والموت والدمار في كل أنحاء السودان، والمدنيون يدفعون ثمن هذا الصراع العبثي”، وأعلنت أن هذه الأفعال بمثابة “صدى” للحرب في دارفور التي بدأت منذ 20 عامًا، ووصفتها واشنطن بأنها “إبادة جماعية”.

ورحبّت وزارة الخارجية السودانية -في بيان لها اليوم الخميس- بما توصلت إليه الحكومة الأمريكية من أن “المليشيا المتمردة قد ارتكبت جرائم ضد الإنسانية وجرائم تطهير عرقي، وجرائم عنف جنسي ومهاجمة واختطاف النساء والفتيات، واستهداف النازحين والفارين من القتال، بما يشابه الإبادة الجماعية”.

غير أنها أبدت “استغرابها ورفضها للاتهام الذي ورد في البيان للقوات المسلحة بارتكابها لجرائم حرب، وهو اتهام لا أساس له من الحقيقة”، بحسب البيان.

كما رفضت ما وصفته بـ”المزاعم المعممة التي تساوي بين القوات المسلحة والمليشيا المتمردة بالمسؤولية عن إطلاق العنان للعنف المروع والموت والدمار، واحتجاز المدنيين، وقتل بعضهم في مواقع الاحتجاز”.

قوات ”الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)

ولفتت الوزارة إلى تجاهل بيان الخارجية الأمريكية الإشارة إلى “واجب وحق القوات المسلحة الجيش الوطني الشرعي، في الدفاع عن البلاد والشعب وحماية مقار قياداتها، كما لم يتضمن البيان أي ذكر لجرائم خطيرة أخرى للمليشيا، في انتهاك لما التزمت به في إعلان جدة للمبادئ الإنسانية الموقع منذ 11 مايو/أيار الماضي”.

وأضافت أن البيان الأمريكي تجاهل كذلك الإشارة إلى “الدول التي تواصل إمداد المليشيا المتمردة بالأسلحة والمرتزقة، ولها علاقات وثيقة بالولايات المتحدة، مما يجعل هذه الدول شريكة ومسؤولة عن الجرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي التي ترتكبها المليشيا”.

ومنذ نحو 8 أشهر، يخوض الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، حربًا خلّفت أكثر من 10 آلاف قتيل وفق تقديرات حقوقية، وتسببت بنزوح نحو 6 ملايين شخص داخل البلاد أو إلى دول مجاورة بحسب الأمم المتحدة.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان