حكومات أمريكا اللاتينية.. مواقف رسمية شجاعة ضد إسرائيل ومؤيدة لفلسطين

عبّرت العديد من بلدان أمريكا اللاتينية عن مواقف مؤيدة للشعب الفلسطيني في وجه الحرب التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة، وجاء آخر تلك المواقف على لسان رئيس نيكاراغوا، حسبما جاء في صحافة هذا البلد اللاتيني.

وأعرب الرئيس دانييل أورتيغا عن تضامنه مع نظيره الفلسطيني محمود عباس، الذي قال له إنهما مستمران و”متحدان في كل معارك التحرير الوطني” في مواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وكتب أورتيغا إلى عباس في رسالة مؤرخة في 4 ديسمبر/كانون الأول الجاري، نشرتها الصحافة النيكاراغوية: “لقد كنا دائمًا، وسنظل معًا متحدين، في جميع معارك التحرير الوطني التي كان علينا خوضها وما زلنا نخوضها”.

الرئيس دانييل أورتيغا
الرئيس دانييل أورتيغا

وسلّم الرسالة شخصيًا لعباس وزير خارجية نيكاراغوا دينيس مونكادا، الذي قام بزيارة لفلسطين.

وأفادت قناة “تيلي سور” أن وزير الخارجية ترأس وفدًا نيكاراغويًا شرع في زيارة إلى فلسطين، يضم مستشار الرئيس للعلاقات الدولية أورلاندو تاردنسيلا، ورئيس مجموعة الصداقة البرلمانية مع فلسطين النائب ويلفريدو نافارو.

وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت حكومة نيكاراغوا عن تضامنها الدائم مع القضية الفلسطينية، وأدانت تفاقم الأوضاع في غزة.

وفي 8 نوفمبر/تشرين الثاني، رفض الرئيس أورتيغا وصف حركة حماس بـ “الإرهابية”. وبعد أسبوع، اتهم نتنياهو بمهاجمة الشعب الفلسطيني “دون أي رحمة” واصفًا أفعاله بالإرهابية، وفق قوله.

في السياق، حثّ رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو المجتمع الدولي على وقف “المذبحة” ضد الشعب الفلسطيني.

وقال مادورو في برنامجه الذي يقدمه على التلفزيون العمومي: “عاجلًا وليس آجلًا يجب أن تكون هناك عدالة، أنا أصرخ من أجل العدالة، ضد قتلة الأطفال، كفى”.

وكان رئيس تشيلي غابرييل بوريك قد شدد لهجته ضد إسرائيل مند بدء حربها على غزة، ليقرر الشهر الماضي استدعاء سفيره في تل أبيب خورخي كارفاخال للتشاور، بسبب الانتهاكات “غير المقبولة” للقانون الإنساني الدولي التي ترتكبها إسرائيل في القطاع، وفق ما نقلت صحيفة “الباييس”.

ونشر موقع “برينسا لاتينا” أن كوبا قد عبّرت هي الأخرى عن مواقف متقدمة دعمًا للنضال الفلسطيني. حيث دافعت نائبة رئيس المجلس الوطني للسلطة الشعبية (البرلمان) آنا ماريا ماري ماتشادو خلال استقبالها نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني علي فيصل عن حق فلسطين في بناء دولتها الحرة ذات السيادة ضمن حدود ما قبل عام 1967 وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى أراضيهم.

وأكدت المسؤولة أن كوبا ستدافع عن القضية الفلسطينية في المحافل كافة والمناسبات الدولية، لدعم البحث الفوري عن حلّ شامل وعادل ودائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال المفاوضات.

علي فيصل نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني خلال لقاء مع ممثلي الجمعية الوطنية لمنطقة البحر الكاريبي
علي فيصل نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني خلال لقاء مع ممثلي الجمعية الوطنية لمنطقة البحر الكاريبي

من جهته وصف الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، الأسبوع الماضي، الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة بأنها “إبادة جماعية”.

وأضاف أن هذه ليست حربًا تقليدية، بل هي إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وفق ما نقل موقع “تيلي سور”.

وأكد لولا أن العملية التي نفذتها حماس (معركة طوفان الأقصى التي انطلقت في السابع من أكتوبر الماضي) ضد إسرائيل لا تمنح الأخيرة الحق في قتل آلاف الأبرياء.

وسبق للرئيس الكولومبي غوستافو بيترو أن أعلن عن مواقف مشابهة ضد الحرب الإسرائيلية على غزة، وتسببت آراء بيترو في أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين بلاده وإسرائيل.

وإذا استثنينا الأرجنتين التي فاز فيها اليميني الشعبوي خافيير ميلي بمقعد الرئاسة، فإن مواقف معظم بلدان أمريكا اللاتينية مؤيدة لفلسطين بشكل عام، ومناهضة للمجازر التي ترتكبها إسرائيل في حق المدنيين في قطاع غزة.

وتعود تلك المواقف إلى الاستقلال المتزايد لبلدان أمريكا اللاتينية عن الولايات المتحدة وتراجع نفوذ الأخيرة في القارة، ناهيك من صعود الحركات اليسارية والسكان الأصليين، فضلًا عن وجود جاليات عربية كبيرة في معظم أنحاء القارة.

ففي البرازيل وحدها يوجد حوالي 16 مليون مواطن من أصل عربي، وفي تشيلي توجد أكبر جالية فلسطينية خارج بلدان الشرق الأوسط.

بالإضافة إلى ذلك كله، يسيطر ساسة يسار الوسط الآن على السلطة في ثلثي دول أمريكا اللاتينية، ويمثلون أكثر من 90% من سكان المنطقة وناتجها المحلي الإجمالي.

كما لم تنس شعوب أمريكا اللاتينية مساعدة إسرائيل والولايات المتحدة للعديد من الحكومات الأكثر قمعية في المنطقة في القرن العشرين.

وأسهمت تلك العوامل كلها في تشكيل رأي عام مؤيد لفلسطين ومناهض للاحتلال الإسرائيلي وحربه على غزة.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان