خلال مقابلة مع “رويترز”.. عباس يؤكد موقفه الثابت لصالح التفاوض بدلا من المقاومة المسلحة لإنهاء الاحتلال

طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الجمعة، بوقف فوري للحرب على غزة وعقد مؤتمر دولي للسلام للتوصل لحل سياسي دائم يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية.
وفي مقابلة مع وكالة “رويترز”، أكد عباس موقفه الثابت لصالح التفاوض بدلًا من المقاومة المسلحة لإنهاء الاحتلال “الذي طال أمده”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالقسام تكشف تفاصيل تفخيخ مدخل نفق وقتل نجل وزير بحكومة الحرب الإسرائيلية
قوات الاحتلال تطلق الرصاص والغاز على فلسطينيين وصحفيين في القدس وتمنع المصلين من دخول الأقصى (فيديو)
وسط مخاوف من إعدامات جماعية.. مشاهد عشرات المدنيين شبه عراة في شوارع غزة تثير غضبا واسعا
وقال: “أنا مع المقاومة السلمية الشعبية.. وأنا مع المفاوضات وأن يكون هناك مؤتمر دولي للسلام برعاية دولية والذي يجب أن يقود إلى حل بحماية دولية يقود إلى دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشريف”.
وأكد عباس أن الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل بشكل عام وصل إلى مرحلة تنذر بالخطر، وتتطلب مؤتمرًا دوليًا وضمانات من القوى العالمية.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربًا مدمرة على قطاع غزة، وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع حصيلة الضحايا منذ بدء العدوان على القطاع إلى 17 ألفًا و487 شهيدًا، و46 ألفًا و480 مصابًا.
وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية التزمت باتفاقيات السلام جميعها الموقعة مع إسرائيل منذ اتفاقات أوسلو عام 1993، والتفاهمات التي تلت ذلك، لكن إسرائيل تراجعت عن تعهداتها بإنهاء الاحتلال.
وفي هذا الصدد، قال مسؤول أمريكي كبير إن فكرة عقد مؤتمر دولي نوقشت بين مختلف الشركاء، لكن المقترح لا يزال في مرحلة مبكرة للغاية.
وأضاف المسؤول لـ”رويترز” الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن “هذا هو أحد الخيارات العديدة المطروحة على الطاولة والتي سندرسها نحن وآخرون بعقل متفتح، لكن لم يتم اتخاذ قرار بشأن ذلك”.
وإلى جانب الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، قال عباس “إن القوات الإسرائيلية كثفت هجماتها في كل مكان بالضفة الغربية المحتلة منذ العام الماضي مع تصعيد المستوطنين للعنف ضد البلدات الفلسطينية”.
انتخابات وإصلاح السلطة
وقال عباس إنه على أساس اتفاق دولي ملزم، سيعمل على إحياء السلطة الفلسطينية “الضعيفة”، وتنفيذ الإصلاحات التي طال انتظارها، وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تم تعليقها بعد فوز “حماس” في عام 2006 وطرد السلطة الفلسطينية بعد ذلك من غزة.
وردًا على سؤال عما إذا كان سيغامر بإجراء انتخابات نظرًا لاحتمال فوز “حماس” كما فعلت في عام 2006، قال “من يفوز يفوز.. هذه هي الديمقراطية”.
وأوضح عباس أنه كان يعتزم إجراء انتخابات في إبريل/نيسان 2021، لكن مبعوث الاتحاد الأوروبي أبلغه قبل الموعد المحدد أن إسرائيل تعارض التصويت في القدس الشرقية، لذلك اضطر إلى إلغائها.
وأصر عباس خلال حواره مع “رويترز” على أنه لن تكون هناك انتخابات من دون القدس الشرقية، قائلًا إن السلطة الفلسطينية أجرت 3 جولات من الانتخابات في الماضي شملت القدس الشرقية قبل أن تفرض إسرائيل الحظر.
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في حرب عام 1967، وضمتها فيما بعد، وأعلنت المدينة بأكملها عاصمة لها في خطوة لا تحظى باعتراف دولي.
حل الدولتين
ولم يقدم عباس رؤية محددة لخطة ما بعد الحرب التي تمت مناقشتها مع المسؤولين الأمريكيين التي تتولى السلطة الفلسطينية بموجبها إدارة القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل لن تقبل بأن تحكم السلطة الفلسطينية بشكلها الحالي قطاع غزة.
وقال عباس “الولايات المتحدة الأمريكية تخبرنا أنها تدعم حل الدولتين، وأنها ترفض أن تحتل إسرائيل قطاع غزة أو تقتطع أي جزء من أراضيه أو تكون لها سيطرة أمنية على قطاع غزة”. لافتًا إلى أن “أمريكا لا تجبر إسرائيل على تنفيذ ما تقوله”.
وأوضح أن السلطة الفلسطينية لا تزال حاضرة في غزة كمؤسسة، ولا تزال تدفع رواتب ونفقات شهرية تقدر بنحو 140 مليون دولار للموظفين والمتقاعدين والأسر المحتاجة. مشيرًا إلى أن السلطة الفلسطينية لا يزال لديها 3 وزراء موجودون في غزة.
وألمح عباس “نحن بحاجة إلى إعادة تأهيل السلطة وبحاجة إلى دعم دولي كبير” للعودة إلى القطاع.

وتابع “غزة اليوم ليست غزة التي تعرفونها. غزة مدمرة، المستشفيات مدمرة والمدارس مدمرة والبنية التحتية مدمرة لم يبق شيء. غزة بحاجة إلى إمكانيات تمويل لإعادة الإعمار”.
وأضاف “الولايات المتحدة الأمريكية تدعم إسرائيل بشكل كامل وتتحمل المسؤولية عما يجري في قطاع غزة، وهي القوة الوحيدة القادرة على أن تأمر إسرائيل لوقف هذه الحرب”، والوفاء بالتزاماتها، لكنه قال إنها لا تفعل ذلك. واصفًا واشنطن بأنها شريكة لإسرائيل.
وأكد عباس أنه منذ، السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أجرى اتصالات ولقاءات مع أكثر من رئيس دولة ورئيس وزراء وكبار المسؤولين من أمريكا والدول الغربية من أجل وقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة ومنع تهجير الموطنين، مشددًا على أنه “ضد تهجير مواطن واحد سواء من قطاع غزة أو الضفة”.