مع تزايد قصف جيش الاحتلال.. الجوع والعطش يهددان سكان شمال غزة

برودة الشتاء تلوح في الأفق بينما لا يجد 2.2 مليون شخص في غزة مكانًا يؤويهم أو لطهي وجبة دافئة

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي القصف على جميع مناطق قطاع غزة جويًّا وبريًّا وبحريًّا، في وقت كشفت فيه وزارة الصحة بالقطاع عن تسجيل إصابات غير مسبوقة بحالات اختناق وحروق.

وبالتزامن مع ذلك، تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية التصدي لعمليات توغل جيش الاحتلال ومهاجمة آلياته وقواته عبر القذائف المضادة للدروع والهاون إضافة إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين الجانبين بمناطق متفرقة من القطاع.

وأعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، في بيان ظهر السبت، استشهاد 133 وإصابة 259 جراء قصف جيش الاحتلال على جنوبي ووسط القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية، حيث شنت طائرات جيش الاحتلال مئات الغارات على مناطق في مدينة غزة وشمالي القطاع، ومدينتي خان يونس ورفح (جنوب) ومدينة دير البلح ومخيم النصيرات (وسط).

الجوع والعطش يهددان سكان شمالي قطاع غزة

جوع وعطش بالشمال

في محور شمالي القطاع، تتصاعد تحذيرات واسعة من خطر المجاعة والعطش الذي يهدد مئات الآلاف من الفلسطينيين هناك.

وقال المتحدث باسم بلدية غزة حسني مهنا “نصف مليون فلسطيني يتهددهم خطر المجاعة والعطش في القطاع مع استمرار العدوان الإسرائيلي”.

وأضاف “الأوضاع الإنسانية في غزة تزداد كارثية مع تفاقم الأزمات الصحية والبيئية مع النقص الحاد في الماء والغذاء واستمرار انقطاع إمدادات الكهرباء عن القطاع منذ بداية العدوان الإسرائيلي”.

ونوه إلى الصعوبات التي تواجه عمليات فتح الشوارع المغلقة بفعل القصف الإسرائيلي، بعد استهداف الاحتلال مرآب بلدية غزة، وتدمير عدد من الآليات وحاجة الكثير من الآليات المتبقية إلى الصيانة، ناهيك عن نفاد الوقود.

وبيَّن أن ذلك تسبب في إعاقة عمليات الوصول الى الأماكن المستهدفة واجلاء المصابين وانتشال جثث الشهداء.

وقال مهنا “فقدنا القدرة على توصيل المياه الى مجمع الشفاء الطبي (غربي مدينة غزة) وأزمة المياه والغذاء تتفاقم في مراكز الإيواء المختلفة بسبب التكدس الكبير للنازحين بداخلها”.

وأشار إلى “تفاقم الأزمات البيئية جراء طفح مياه الصرف الصحي في شوارع غزة وتسربها إلى شاطئ البحر بكميات كبيرة بعد توقف محطات الضخ عن العمل نتيجة نفاد الوقود وتدمير الاحتلال للخطوط الناقلة ضمن استهدافه المتعمد للبنية التحتية”.

وأوضح مهنا أن “آبار المياه توقفت عن العمل بسبب نفاد الوقود باستثناء 3 آبار تعمل لساعات محدودة جدًّا، والعطش يجتاح مدينة غزة”.

إبعاد المجاعة

بدورها، قالت المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا الشرقية في برنامج الأغذية العالمي كورين فلايشر “السبيل الوحيد لإبعاد خطر المجاعة في غزة وقف إطلاق النار لإتاحة إيصال الغذاء على نطاق واسع”.

جاء ذلك في تدوينة نشرها برنامج الأغذية العالمي على حسابه بمنصة “إكس” على هامش الزيارة التي تجريها فلايشر لقطاع غزة.

وأشارت فلايشر إلى أنها عملت في حالات الطوارئ 20 عامًا “لكن لا شيء يُقارَن بما رأيته أو سمعته أو شعرت به في غزة اليوم”.

ولفتت إلى أن “سكان غزة يواجهون اليأس والخوف والجوع وخطر المجاعة”. وأضافت “العائلات في غزة ضائعة في كل مكان”.

وأمس الجمعة، دخلت فلايشر رفقة نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي كارل سكاو، وممثل البرنامج في فلسطين سامر عبد الجابر، عبر معبر رفح إلى غزة للقاء موظفي برنامج الأغذية العالمي، وأصحاب المتاجر المحليين، والفلسطينيين المتضررين من الصراع المستمر، وفق بيان للمنظمة نشرته في وقت سابق السبت.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال حربًا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت 17 ألفا و700 شهيد، و48 ألفا و780 مصابا معظمهم أطفال ونساء، ودمارًا هائلًا في البنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة، حسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان