رسالة من سجن بدر في مصر تكشف انتهاكات خطيرة لحقوق المعتقلين

كشف مركز الشهاب لحقوق الإنسان، عن رسالة من داخل سجن “بدر 3” في مصر بشأن انتهاكات خطيرة تسببت في إقدام عدد من المعتقلين على الانتحار، دون تحديد مصيرهم حتى الآن.
وتعاني السجون المصرية من انتهاكات كثيرة من إدارات السجون المختلفة تسببت في موت عدد من المعتقلين، وبلغ إجمالي عدد السجناء الذين توفوا داخل مقار الاحتجاز 820 مصريًّا، وذلك منذ 2013 حتى 2021، وفق المركز الحقوقي.
ووفق منظمة “كوميتي فور جستس”، كان السبب الأول للوفاة داخل السجون هو الحرمان من الرعاية الصحية بنسبة تفوق 70%، وكان التعذيب سبب وفاة 13%، كما شكل سوء أوضاع الاحتجاز 2.7% من أسباب تلك الوفيات.
رسالة من سجن بدر
وعنوَن المعتقلون رسالتهم التي حصل عليها مركز الشهاب بـ”بيان من سجن بدر 3 (العقرب سابقًا)”، في إشارة إلى سجن طرة الشديد الحراسة الملقب سجن العقرب، وهو أكثر سجون مصر انتهاكًا لحقوق السجناء.
وجاء في نص البيان “نظرًا للتعنت الشديد من إدارة سجن بدر3 في عدم السماح للأهالي بزيارة ذويهم المعتقلين الأمر الذي وصلت مدته إلى أكثر من 7 سنوات، بالإضافة إلى انتهاكات أخرى بحق المعتقلين، وهي: عدم وجود تريض بشكل كلي لكل المحبوسين سواء احتياطيًّا أو المحكوم عليهم، وقلة الوجبات المقررة التي لا تكفي لإطعام طفل صغير، والحالة الصحية المتدهورة والمأساوية، وعدم وجود ماكينات للحلاقة أو شفرات مطلقًا”.
وتابع “وهناك المزيد والمزيد من الانتهاكات مما جعل المعتقلين يقومون بفتح كل النضارات الخاصة بالأبواب الإلكترونية وغلق كل كاميرات المراقبة الموجودة بكل الغرف، ودخول قطاع 4 و3 في إضراب كلي الأمر الذي واجهته الإدارة بمزيد من التعسف، حيث قامت باستدعاء القوة الضاربة والأمن المركزي واقتحموا الغرف وتم توزيع بعض الغرف على التأديب مما قابله رد فعل من المعتقلين”.
الإقدام على الانتحار
وسرد البيان أحداثًا مأساوية حول إقدام بعض السجناء على الانتحار بسبب الظروف القاسية ومنع أحدهم من الاطمئنان على أسرته التي تعيش في تركيا بعد الزلزال الذي ضرب البلاد في 6 فبراير/ شباط الجاري.
وأضاف البيان “قام حسام أبو شروق بشنق نفسه ولم يستطع من معه في الغرفة إنقاذه نظرًا للضعف الشديد نتيجة الإضراب، وطلب محمد ترك أبو يارا بعد زلزال تركيا من إدارة السجن الاطمئنان على أهله المقيمين هناك إلا أن إدارة السجن رفضت ذلك فقام بقطع شرايين يده، ولا يعلم أي تفاصيل أخرى عنه”.
ونتيجة للتدخل من “القوة الضاربة بوحشية مع المعتقلين حدثت أزمة قلبية حادة جدًا للمعتقل طه وبعد الخبط على الأبواب لإسعافه تم الاستجابة بعدها بساعات مما أدي إلى انقطاع تام في النفس وزرقة شديدة في الوجه ولا يُعلم عنه أي شيء”.
كما “قام المعتقل عوض نعمان بقطع شرايين يده وتم نقله إلى مستشفى بدر من قبل مصلحة السجون، كما دخل المرشد العام محمد بديع في إضراب كلي نتيجة للمعاملة السيئة من قبل إدارة السجن معه وعدم الاستجابة له في الذهاب للمستشفى بالإضافة لعدم السماح له بحضور الجلسات أمام النيابة”.
أعداد في زيادة ومناشدة عاجلة
وشدد البيان على أن الحالات أكثر من ذلك، وقال “هذه بعض الحالات وليس كلها حيث إن العدد في زيادة والمقبلين على الانتحار كثر نتيجة المعاملة السيئة التي تسوء يومًا بعد يوم”.
وناشد السجناء المنظمات الحقوقية والدولية التدخل لإنقاذهم “إننا في سجن بدر 3 قطاع 1،2،3،4 نناشد كل المنظمات الحقوقية والدولية سرعة التدخل لإنقاذنا من جحيم الموت البطيء الذي تنفذه الدولة معنا منذ سنوات”.
بيان من جماعة الإخوان
بدورها حمّلت جماعة الإخوان المسلمين النظام المصري المسؤولية الكاملة عن صحة المرشد العام للجماعة محمد بديع، وطالبت في بيان بتشكيل وفد لتقصي الحقائق في مجمع سجون بدر بعد ورود أنباء عن انتهاكات بالغة أودت بحياة بعض السجناء.
وافتُتح مجمعا سجون بدر ووادي النطرون بعد مدة وجيزة من إطلاق السلطات الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان بمصر في سبتمبر/ أيلول 2021، وبدأت السلطات منتصف العام السابق نقل السجناء من مجمع سجون طرة إلى المرافق الجديدة.
وانتقدت منظمة العفو الدولية الأوضاع في هذا السجن، وقالت إن السلطات المصرية تحتجز معارضي الدولة السياسيين في ظروف قاسية وغير إنسانية في سجن بدر 3 الجديد، ووثقت المنظمة بقاء المحتجزين في زنازين باردة والمصابيح مضاءة على مدار الساعة.
وطالبت المنظمة السلطات المصرية بالإفراج الفوري “عن جميع المحتجزين تعسفًا”، كما طالبتها “بحماية كافة المحتجزين في مصر من التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة، واحتجازهم في ظروف تتماشى مع القانون والمعايير الدولية، والسماح لهم فورًا بالاتصال بأسرهم ومحاميهم بمساحة خصوصية كافية”.
#مصر: افتُتح مجمع سجون بدر وسط صخب إعلامي، كما لو أنه يدل على تحسن في سجل #مصر في مجال حقوق الإنسان، لكنه في الواقع مجرد محاولة من السلطات لتلميع صورتها قبيل #مؤتمر_المناخ المناخ #كوب27 https://t.co/DZtDagAKBs
— منظمة العفو الدولية (@AmnestyAR) October 20, 2022