“أمر متعمد”.. تركيا تحتجّ على إغلاق بعض الدول الأوربية بعثاتها الدبلوماسية بذريعة “الإرهاب”
قال وزير الخارجية التركي مولود شاووش أوغلو إن تعليق بعض الدول عمل سفاراتها وقنصلياتها مؤقتًا في تركيا من دون التشاور مع أنقرة “أمر متعمد”.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الأرجنتيني سنتياغو كافيرو، عقب لقاء جمعهما في إسطنبول، الجمعة.
وفي الأسبوع الماضي، أصدرت فرنسا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة ودول أخرى تحذيرات لمواطنيها من زيادة خطر الهجمات في تركيا ولا سيما ضد البعثات الدبلوماسية ودور العبادة لديانات أخرى غير الإسلام، في أعقاب احتجاجات على حرق نسخ من المصحف في دول أوربية.
وأغلقت دول من بينها ألمانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا وسويسرا البعثات الدبلوماسية مؤقتًا في تركيا هذا الأسبوع وعزت ذلك إلى أسباب أمنية.
“ذريعة الإهاب”
وأوضح شاووش أوغلو أن تلك البعثات أغلقت بشكل مؤقت ممثلياتها الدبلوماسية وقنصلياتها بذريعة وجود “تهديد إرهابي”.
وأردف “إذا كان هناك تهديد إرهابي ألا يجب على حليفنا أن يبلغنا عن مصدر التهديد ومن يقف خلفه؟!”.
وتابع “يقولون لنا ‘لدينا معلومات محددة، وهناك تهديد، لذلك نغلقها‘ إذن من أتى بهذا التهديد؟ ومن أين؟ ومن سيفعله؟ لا معلومات بهذا الخصوص”.
وأضاف “يجب عليهم نقل هذه المعلومات الصحيحة إلى قواتنا أمننا ووحدات استخباراتنا، وإذا كان هناك مثل هذا التهديد، فيجب القضاء عليه قبل أن يتحول إلى هجوم”.
وشدد على عدم وجود أي مشاركة ملموسة للمعلومات (مع الجانب التركي)، متهمًا تلك الدول بـ”التفكير بنفسها فقط”.
وأوضح شاووش أوغلو موقف بلاده من هذه الإجراءات قائلا “نعتقد أن هذه التصريحات والإغلاقات متعمدة، استدعينا السفراء وأبلغناهم ذلك”.
بعد إحراق المصاحف
ولفت إلى أن عزم هولندا نقل الطلبات التي تلقتها سفارتها في أنقرة إلى إسطنبول واستكمال شؤون التأشيرة فيها نهاية الأسبوع، يعتبر مؤشر حسن نية.
وقال “إغلاق هذه القنصليات أو السفارات قبل مشاركة التفاصيل معنا، متعمد، وإذا كانوا يريدون إعطاء صورة بأن تركيا غير مستقرة وفيها تهديد إرهابي، فإن ذلك لا يتناسب مع الصداقة والتحالف”.
ولفت إلى أن وزارته بعثت الخميس برسالة إلى السفراء مفادها أنهم “لا ينبغي لهم أن يخدموا الأجندة الخبيثة للتنظيمات الإرهابية”، وأكد أن تركيا “تكافح جميع التنظيمات الإرهابية بما فيها تنظيم الدولة و(بي كي كي/ وأي بي جي) وهي أكثر بلد مكافحة للمقاتلين الإرهابيين الأجانب”.
وأكد شاووش أوغلو أن وزارة الداخلية التركية شددت تدابيرها الأمنية على بعثات بعض الدول عقب حرق نسخة من القرآن الكريم، مبينًا أن بعض البلدان الأوربية التي لا علاقة لها بالحادثة أيضًا أغلقت بعثاتها.
وأضاف “نعلم أن بعض البلدان أخبرت أخرى بالمشاركة في عملية الإغلاق، ونحن قمنا بالتحذيرات اللازمة، وإذا توجهوا إلى مثل هذه الأساليب لاحقًا دون مشاركة معلومات ووثائق ملموسة، فسيكون لنا خطوات إضافية سنتخذها اتجاههم”.