تشاووش أوغلو: لقاء أردوغان والسيسي في قطر نقطة تحول في تطبيع العلاقات
قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن نقطة التحول الأساسية في تطبيع العلاقات مع مصر كانت لقاء الرئيسين رجب طيب أردوغان وعبد الفتاح السيسي في الدوحة.
جاء ذلك في حديث للصحفيين حول زيارته للقاهرة التي أجراها أول أمس السبت، والتقى خلالها مع نظيره المصري سامح شكري.
وأفاد تشاووش أوغلو بأن الجانبين اتفقا على الارتقاء بالعلاقات الدبلوماسية إلى أعلى مستوى، وأنهما بحثا سبل تطوير العلاقات بين البلدين والخطوات التي ستُتّخذ خلال الفترة المقبلة، كما تم تقييم الملفات الراهنة، وتحديد المواضيع التي ينبغي تجاوزها.
وأوضح تشاووش أوغلو أن الاجتماع الموسع الذي ضم وفدي البلدين تناول كافة المواضيع، انطلاقا من الطاقة والنقل والشحن وصولا إلى الشركات التركية العاملة في مصر واستثمارات تركيا في هذا البلد، منوّهًا إلى أن الجانب المصري يرغب في زيادة استثمارات الشركات التركية.
وقال تشاووش أوغلو إن حجم التبادل التجاري بين البلدين ناهز 10 مليارات دولار، وإن الكفة في الميزان التجاري تميل قليلا لمصلحة مصر بسبب استيراد تركيا الغاز الطبيعي المسال منها، مشيرا إلى أن أنقرة ليست منزعجة من ذلك.
وأوضح أن تركيا ترغب في إبرام اتفاقية طويلة الأمد مع مصر فيما يتعلق بالغاز المسال، لأن تركيا بفضل محطات الغاز المسال لديها تقوم بتصدير الغاز إلى دول جنوب شرق أوربا والبلقان، ويمكن تصدير الغاز المصري أيضا عبر تركيا إلى دول أخرى.
ونوّه إلى أنهم بحثوا تطوير التعاون الدفاعي وتعزيز الحوار العسكري بين البلدين على وجه الخصوص، إضافة إلى مواضيع مثل التعاون بين الجامعات والتبادل الطلابي.
ليست ضد مصر
وأكد تشاووش أوغلو، أن اتفاقية الصلاحية البحرية المبرمة بين بلاده وليبيا، ليست ضد مصالح مصر، كما أن اتفاقية القاهرة مع اليونان ليست ضد أنقرة، وأن مصر راعت مصالح تركيا عندما أبرمت اتفاقيات بحرية مع اليونان.
وعن موقف مصر حيال اتفاقية التنقيب عن الهيدروكربون في شرق المتوسط، قال تشاووش أوغلو: هذه ليست مشكلة، كل دولة تعقد اتفاقيات هيدروكربونية مع دولة أخرى، مصر تعترض حاليًّا على هذه الاتفاقية بحجة أن الحكومة الحالية في ليبيا لا يمكنها التوقيع على اتفاقيات لأن ولايتها انتهت ولم تعد شرعية، ولم تقل إن الاتفاقية الموقعة كانت ضدها.
وأردف: القضية التي لا ترتاح لها مصر، هي وجودنا في ليبيا، ونحن نقول منذ البداية إن وجودنا هناك لا يشكل خطرا على مصر، وإن هذا الوجود جاء بناء على دعوة من الحكومة الشرعية، واستمر بناء على رغبة الحكومات اللاحقة، ونصرح دائما بأن الوجود التركي في هذا البلد ليست له أي آثار سلبية على مصر.
وصرح تشاووش أوغلو بأن أنقرة والقاهرة اتفقتا على مواصلة التشاور والتعاون الوثيق بشأن ليبيا، مبينا أن مصر ترى أن الوجود التركي في ليبيا أو التعاون العسكري بين الجانبين لا يشكل تهديدًا لها.
ولفت تشاووش أوغلو إلى أن مصر لديها مخاوف أمنية حيال إشكالية الاستقرار في ليبيا.
وأكد أن مصر ستكون مستفيدة كثيرا في حال تم إبرام اتفاقية الصلاحية البحرية بين أنقرة والقاهرة مستقبلا.
وردًّا على سؤال حول التواصل مع الأطراف الليبية، قال: نحن نتفاوض مع غربي وشرقي ليبيا. سفيرنا يزور كافة المناطق الليبية. نحن نرى ليبيا كلها. لكن هذا لا يغير حقيقة أننا نعترف فقط بالحكومة الشرعية.
واستطرد: يوجد حاليا في ليبيا قوى مختلفة. وجودنا العسكري في هذا البلد يأتي في إطار اتفاق وهذا الوجود هو الأكثر شرعية حاليا، ومن الضروري تأسيس جيش نظامي من أجل وحدة ليبيا.