ردود فعل غربية واسعة بعد إعلان بوتين نشر أسلحة نووية في بيلاروسيا

دعت أوكرانيا إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده ستنشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا المجاورة لبلاده ولأوكرانيا، وسط انتقادات من حلف شمال الأطلسي “الناتو” والاتحاد الأوربي للإعلان الروسي.
وطلبت أوكرانيا، في بيان لوزارة الخارجية، من المجتمع الدولي “اتخاذ إجراءات حاسمة” لمنع روسيا من استخدام الأسلحة النووية.
ووصفت وزارة الخارجية الأوكرانية القرار بأنه “خطوة استفزازية أخرى” من جانب موسكو تقوض “نظام الأمن الدولي برمته”.
وقالت الوزارة: “تؤكد روسيا مجددًا عجزها المستمر عن أن تكون مالكة لأسلحة نووية كوسيلة للردع والوقاية من الحرب وليس كأداة للتهديدات والترهيب”.
وأضاف البيان: “تدعو أوكرانيا جميع أعضاء المجتمع الدولي إلى إبلاغ نظام بوتين الإجرامي بالرفض القاطع لاستفزازاته النووية، واتخاذ إجراءات حاسمة لردع أي استخدام للأسلحة النووية من جانب الدولة المعتدية ومنع ذلك”.
ودعت الوزارة مجموعة الدول السبع والاتحاد الأوربي إلى تحذير روسيا البيضاء من “عواقب بعيدة المدى” إذا قبلت نشر الأسلحة الروسية على أراضيها.
وأعلن بوتين، أمس السبت، نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا، قائلًا إن ذلك لا يخالف الوعود بعدم نشر الأسلحة النووية، وإن روسيا لن تدع مينسك تسيطر على تلك الأسلحة.

وانتقد حلف شمال الأطلسي “الناتو”، اليوم الأحد، إعلان بوتين، ووصفه بأنه “خطير وغير مسؤول”.
وقال الحلف إن مقارنة الرئيس الروسي قراره بنشر الأسلحة النووية التكتيكية في بيلاروسيا بنشر الأسلحة الأمريكية حول العالم “إشارة مضللة تمامًا. يحترم الشركاء في حلف شمال الأطلسي التزاماتهم الدولية احترامًا تامًا”.
ونقلت وكالة رويترز عن رد مكتوب لمتحدث باسم الحلف، لم يكشف عن اسمه: “لطالما خرقت روسيا التزاماتها بالحد من انتشار الأسلحة، ومؤخرًا علقت مشاركتها في معاهدة نيو ستارت للحد من انتشار الأسلحة النووية”.
وتضع معاهدة “نيو ستارت” حدًا لعدد الرؤوس الحربية النووية الاستراتيجية التي بوسع الولايات المتحدة وروسيا نشرها، وتحد من نشر الصواريخ التي تطلق من الأرض أو من على الغواصات، وكذلك القاذفات التي تطلقها.
ولكن المتحدث أضاف: “لم نلحظ أي تغييرات في موقف روسيا النووي من شأنها أن تجعلنا نعدل موقفنا”.
وفي واشنطن، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي في تصريحات تلفزيونية إنه ليس لدى الإدارة الأمريكية “أي مؤشر على أنه (بوتين) نفذ ما أعلنه أو نقل أي أسلحة نووية” إلى بيلاروسيا.
وأضاف كيربي “في الواقع، ليس لدينا أي مؤشر يدل على أنه يعتزم الاستعانة بأسلحته النووية في أوكرانيا”.
وشدد على أنه لا يوجد في هذه المرحلة ما يدفع الولايات المتحدة إلى “تغيير تموضعها على صعيد الردع الاستراتيجي”.
وفي بروكسل، حث جوزيف بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوربي، بيلاروسيا على عدم نشر أسلحة نووية روسية على أراضيها، قائلًا إنها قد تواجه مزيدًا من العقوبات إذا فعلت ذلك.
وكتب بوريل على تويتر: “استضافة بيلاروسيا أسلحة نووية روسية سيعني تصعيدًا غير مسؤول وتهديدًا للأمن الأوربي. لا يزال بإمكان بيلاروسيا إيقاف ذلك، هذا خيارها”، محذرًا من أن “الاتحاد الأوربي على استعداد للرد بفرض مزيد من العقوبات”.
#Belarus hosting Russian nuclear weapons would mean an irresponsible escalation & threat to European security. Belarus can still stop it, it is their choice.
The EU stands ready to respond with further sanctions.
— Josep Borrell Fontelles (@JosepBorrellF) March 26, 2023
وأمس السبت، أعلن بوتين أن موسكو تعتزم نشر أسلحة نووية “تكتيكية” على أراضي بيلاروسيا المجاورة، مشيرًا إلى أن عشر طائرات باتت مزوّدة بهذا النوع من الأسلحة وجاهزة للاستخدام.
وقال بوتين في مقابلة بثها التلفزيون الروسي “لا شيء غير اعتيادي هنا: الولايات المتحدة تفعل ذلك منذ عقود. هي تنشر منذ زمن طويل أسلحتها النووية التكتيكية على أراضي حلفائها”.
وأضاف: “اتفقنا على القيام بالأمر نفسه” مؤكدًا الحصول على موافقة مينسك، مشيرًا إلى أن بلاده تعتزم المضي قدمًا بـ”تدريب الطواقم” ابتداءً من 3 أبريل/نيسان المقبل.
وأشار إلى أنه “في الأول من يوليو/تموز سننجز بناء مستودع خاص للأسلحة النووية التكتيكية على أراضي بيلاروسيا”.