مفوضة أممية للجزيرة مباشر: الأطراف المتحاربة في السودان لا تعير المواثيق الدولية أي اهتمام (فيديو)

قالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين رولا أمين، إن الوضع في السودان كارثي ومأساوي خاصة وضع المدنيين العالقين في ظل اشتباكات شديدة جدًّا، وإن الأطراف المتحاربة لا تعير المواثيق الدولية أيّ اهتمام أو التزام.
وأوضحت خلال لقائها في برنامج (المسائية) عبر الجزيرة مباشر، أن هناك استهدافًا للمدنيين والأماكن السكنية، كما أن هناك انقطاعًا للكهرباء والمياه وشحًّا في الغذاء، “وتعود أسباب ذلك إلى أن العديد من الخدمات المدنية كالمستشفيات والمدارس وغيرها قد استُهدفت ولم يتم تجنبها، وهو أمر خطير جدًّا”، على حد وصفها.
وأضافت رولا أنه حتى قبل بداية اندلاع المواجهات العسكرية، كان السودان على ضعف إمكانياته يحتضن أكثر من مليون لاجئ من العالم العربي وأفريقيا.
وأشارت إلى أنه كان هناك نحو 4 ملايين سوداني نازحين داخليًّا، فروا من بيوتهم بسبب الأزمات والحروب المتعاقبة على السودان.
ثم أتت هذه الحرب، وفقًا لرولا، لتزيد من تحديات هؤلاء، وتضطرهم إلى الهرب مرة أخرى، لكن خياراتهم الآن قليلة، وقدراتهم على التحرك محفوفة بالمخاطر، والطرق أصبحت غير آمنة والرحلة مكلفة جدًّا.
وأضافت “تدهور الأوضاع الأمنية دفع منظمات الإغاثة الإنسانية إلى تعليق أنشطتها في بعض الأماكن التي يحتدم فيها القتال مثل الخرطوم، وهو ما يعني أن الذين كانوا يعتمدون على المساعدات الإنسانية قبل الأزمة قد حرموا منها، ويقدر عددهم بـ15 مليون بين سوداني ونازح ولاجئ”.
وحول أعداد الذين فروا من الخرطوم، قالت “إن الأرقام تتغير كل يوم، ما نعلمه الآن هو أن هناك من الخرطوم فقط أكثر من 33 ألف لاجئ اضطروا إلى الهرب وترك مناطق سكنهم”.
وأشارت إلى وصول نحو 20 ألف شخص إلى تشاد، وربما يكون الرقم أكبر بكثير، كما وصل إلى جنوب السودان نحو 10 آلاف شخص، والأرقام تتزايد، وفقًا لرولا.
كما أشارت إلى تصريحات الحكومة المصرية حول وصول أكثر من 16 ألف شخص عبروا الحدود إلى مصر من السودان، بينهم 14 ألفا من المواطنين السودانيين، بحثًا عن الأمن والأمان.
وأضافت “نحن نتحدث عن رحلات محفوفة بالمخاطر ومكلفة جدًّا، فقط من لديه السيولة النقدية يتمكن من هذه الرحلة، أصبحت تكاليف النقل مرتفعة جدًّا، كان يحتاج المسافر لينتقل بباص من الخرطوم إلى الحدود المصرية إلى نحو 40 دولارا، ووصل السعر اليوم إلى ما بين 500 و1000 دولار للشخص الواحد”.
وتابعت “الوقود أصبح غاليًا جدًّا وغير متوفر، ومَن يريد العبور بسيارته الشخصية فالطريق مليء بقطّاع الطرق وكذلك المعارك العسكرية” مؤكدة أن المدنيين عالقون، وأن خياراتهم مع كل يوم تضيق وتقلّ.
وشددت على ضرورة وقف الحرب، وضرورة لجوء أطراف الحوار إلى التفاوض، معتبرة أن “كل يوم تستمر فيه المعارك يعني المزيد من الضحايا والمزيد من التشرد والكوارث الإنسانية”.