منظمة الصحة العالمية تحذّر من “كارثة بكل معنى الكلمة” في السودان

أحمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية

يعاني السودان في الأصل من أزمة صحية طاحنة بسبب نقص العاملين والمستلزمات الطبية وانتشار الأوبئة، لكن مع اندلاع المواجهات العسكرية في 15 أبريل/ نيسان الجاري، تحولت الأزمة إلى “كارثة”، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

وقال المدير الإقليمي لشرق المتوسط أحمد المنظري خلال حواره مع وكالة الأنباء الفرنسية في مقره بالقاهرة “إن ما يمر به القطاع الصحي بالسودان كارثة بكل معنى الكلمة”.

وأوضح المنظري أنه قبل المعارك الأخيرة “مرّ النظام الصحي في السودان كما هو معروف بسنوات من الأزمات المختلفة مما عرّضه للكثير من الهشاشة والضعف الحقيقي للبنى التحتية، أي المستشفيات أو مراكز رعاية صحية أولية بمختلف مستوياتها في عموم السودان”.

وتابع قائلا إنه كان “هناك فعلا نقص حقيقي في الكادر الطبي، وارتفع بعد ظهور هذه الأزمة خلال الأسبوعين الماضيين، وخصوصًا الكادر الطبي المتخصص في الجراحة والتخدير”.

حلّ هذا النقص قي توقيت سيئ للغاية، خصوصًا أن الملاريا الموجودة في البلاد قد تنتشر مع اقتراب موسم الأمطار، والكوليرا يمكن أن تتفشى بسبب نقص مياه الشرب.

قصف المستشفيات

وتعرضت المستشفيات والمراكز الصحية في السودان، إلى قصف متكرر واحتل بعضها مقاتلون من طرفي النزاع، وأصبح بعض آخر خاليًا من العاملين أو الأدوية والمستلزمات الطبية، بحسب ما قال المتحدث باسم الهلال الأحمر السوداني للجزيرة مباشر في وقت سابق.

وبسبب الهجمات المباشرة أحيانا، أصبح الوصول إلى المستشفيات صعبا، وتوقف العديد منها عن العمل تماما.

وقال المنظري إنه “بلغة الأرقام، هناك حوالي 61% من المؤسسات الصحية العاملة في الخرطوم توقفت عن العمل بالإضافة إلى الهجمات العسكرية المباشرة والاحتلال العسكري لهذه المؤسسات وطرد العاملين منها”.

 

وأشار إلى أن “23% من المستشفيات في الخرطوم تعمل بشكل جزئي في حين تعمل 16% فقط بكامل طاقتها”.

وبينما تسوء الأزمة الإنسانية في السودان، علقت منظمات الأمم المتحدة أنشطتها في السودان بعد مقتل 5 من موظفيها في الأيام الأولى للمعارك.

هجرة الأطباء

وفي حين تعاني البلاد من نقض في كل شيء تقريبا، انضم العديد من الأطباء إلى عشرات الآلاف من السودانيين الذين هاجروا هربًا من الأوضاع المتردية.

وأجلت بريطانيا أخيرا أطباء سودانيين يعملون في مستشفيات حكومية بريطانية، وهو الاستثناء الوحيد من قرارها بإجلاء الرعايا البريطانيين فقط.

وأكد المنظري أن هناك حاليًّا موجة “فرار للكثير من العقول العاملة والمدرّبة في النظام الصحي إلى خارج السودان”.

نقص حاد في التغذية

ووفق المنظري هناك كذلك نحو 4 ملايين مريض من النساء الحوامل والأطفال يعانون نقص تغذية حادا بينهم 50 ألف طفل يعانون من نقص حاد في التغذية يحتاج إلى عناية على مدار الساعة، قائلا “وللأسف هذا سوف يتوقف”.

وبحسب الأمم المتحدة فإن الأطفال خصوصا كانوا ضحايا “معاناة نفسية” بسبب النزوح وانعدام الأمن والمعارك.

وأكد المنظري أن النظام الصحي في السودان كان يحتاج قبل المعارك “إلى مئات الملايين من الدولارات”، وأن الأمم المتحدة كانت قد وجهت “نداء لدعم السودان في عام 2023 في الجانب الإنساني الذي يشمل الجانب الصحي، بما يقارب 1.7 مليار دولار”.

ولكن “للأسف لم نتمكن من الحصول إلا على ما يقارب 13% فقط من هذه المساعدات” وفقًا للمنظري.

المصدر : الجزيرة مباشر + الفرنسية

إعلان