تقرير أممي: أكثر من 700 ألف نازح وقرابة 200 ألف شخص فروا من السودان منذ بداية الاشتباكات

فرّ قرابة 200 ألف شخص من السودان منذ اندلاع النزاع، في منتصف أبريل/نيسان الماضي، إضافة إلى نزوح مئات الآلاف داخل البلاد، حسبما أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة.
وتتواصل منذ 15 أبريل الماضي، اشتباكات في ولايات بالسودان بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات “الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) أسفرت عن مئات الجرحى والمصابين معظمهم من المدنيين، فيما تبادل الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عنها عقب توجّه فرق تابعة لكل منهما للسيطرة على مراكز تابعة للآخر.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsوزير خارجية جنوب السودان للجزيرة مباشر: البرهان هو قائد الجيش السوداني وعلى حميدتي إدراك ذلك (فيديو)
نزوح مئات الآلاف من السودانيين.. والصحة العالمية تكشف أعداد القتلى والجرحى منذ بدء الاشتباكات
استمرار الاشتباكات في السودان وإطلاق نار متقطع في محيط القصر الجمهوري
وأفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بأنّ مصنعًا في الخرطوم ينتج جزءًا كبيرًا من المواد الغذائية للأطفال السودانيين الذين يعانون من أشد أشكال سوء التغذية احترق، ما أدى إلى تدمير الماكينات كلها ووقف الإنتاج كليًا.
وأكد المتحدث باسم اليونيسف جيمس إلدر خلال مؤتمر صحفي في جنيف أن “الحريق دمر 14500 صندوق من الأغذية العلاجية الجاهزة للاستعمال”.
وأدى القتال في السودان إلى مقتل أكثر من 750 شخصًا وجرح 5000 آخرين.
وأكدت المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن قرابة 200 ألف شخص فروا من السودان.
مع استمرار العنف في السودان للأسبوع الرابع، اضطر نحو 200,000 لاجئٍ وعائدٍ للفرار من البلاد،
بينما يعبر المزيد من الأشخاص الحدود يومياً سعياً للأمان. بالإضافة إلى ذلك، أصبح مئات الآلاف في عداد النازحين داخلياً.https://t.co/Yupb9SeuWj
— مفوضية اللاجئين (@UNHCR_Arabic) May 12, 2023
700 ألف نازح
وقالت منظمة الهجرة التابعة للأمم المتحدة في وقت سابق هذا الأسبوع إن أكثر من 700 ألف شخص نزحوا داخل السودان في أعقاب اندلاع المعارك الشهر الماضي.
وقالت أولغا سارادو المتحدثة باسم المفوضية السامية للاجئين للصحفيين في جنيف إن “30 ألف لاجئ إضافي وصلوا في الأيام الأخيرة” إلى تشاد المجاورة، ليرتفع العدد الإجمالي للذين وصلوا من السودان في الأسابيع الأخيرة إلى 60 ألفًا.
وأضافت أن “نحو 90% من اللاجئين (في تشاد) هم من الأطفال والنساء، ومنهن العديد من الحوامل”.
ووفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يعاني 20% من الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 6 أشهر و5 سنوات من سوء التغذية الحاد.
730,000+
هذا هو عدد النازحين داخل السودان منذ بداية النزاع.و نحن نبذل قصارى جهدنا لاستئناف وتوسيع عملياتنا في أقرب وقت ممكن.
ندعو أطراف النزاع إلى احترام العاملين في المجال الإنساني و تسهيل عمليات الإغاثة.
آخر تحديث:https://t.co/OheeqlpHyy pic.twitter.com/P0xhvhmsGH
— UN OCHA Sudan (@UNOCHA_Sudan) May 10, 2023
وفي حديثها عن الفارين من السودان، حذّرت أولغا من أن “الاستجابة الإنسانية صعبة ومكلفة” مشيرة إلى أن “اللاجئين والعائدين يصلون إلى مناطق حدودية نائية حيث الخدمات والبنى التحتية شحيحة أو غير متوافرة، ويعاني السكان المضيفون تحت وطأة تغير المناخ وندرة الغذاء”.
وقالت إن “موسم الأمطار المقبل سيجعل الأمور اللوجستية أكثر صعوبة عندما ستصبح العديد من الطرق غير سالكة”.
وعملت المفوضية بشكل طارئ على إيصال المساعدات إلى السودان والدول المجاورة باستخدام أموال المانحين، لكن أولغا شددت على أن الاستجابة على نطاق واسع تتطلب تمويلًا كبيرًا.
وأكدت أن “فرق المفوضية تواصل تقديم المساعدات من مخزون يتناقص” في السودان الذي كان يستضيف عددًا كبيرًا من اللاجئين قبل الأزمة.
إعلان جدة
من ناحية أخرى، رحبت أولغا بتوقيع الطرفين العسكريين المتحاربين في السودان، مساء الخميس، على إعلان يتعهّدان فيه احترام قواعد تتيح توفير المساعدات الإنسانية.
وتعهد الجانبان في محادثات بمدينة جدة الساحلية السعودية في ساعة متأخرة، الخميس، حماية المدنيين.
وقالت “نأمل أن يسمح (الاتفاق) بإيصال المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها، واستعادة الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والمياه والكهرباء”.
ووصف رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتيس الذي شارك في المؤتمر الصحفي عبر تقنية الفيديو من بورتسودان، الإعلان بأنه “خطوة أولى مهمة” على الرغم من أن “علينا أن نرى مدى استعداد الأطراف لاحترامه”.
ولم يشأ بيرتيس أن يحدد ما إذا كان متفائلًا أو متشائمًا، لكنه شدد على أن “فشل اتفاقات وقف إطلاق النار السابقة وفترات توقف المساعدات الإنسانية.. كانا بسبب إعلانات أحادية الجانب”.
تًرحب الآلية الثلاثية بتوقيع إعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان من قبل القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع اليوم في جدة بالمملكة العربية السعودية.
للاطلاع على البيان الكامل 👇https://t.co/EeqN9pIZVv pic.twitter.com/xW7i5Ku8nm
— UN Integrated Transition Assistance Mission Sudan (@UNITAMS) May 11, 2023
والجمعة، أعلن مجلس الوزراء السوداني تخصيص 3 مطارات وميناء لاستقبال المساعدات الإنسانية إنفاذًا لإعلان المبادئ في جدة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقال إن ذلك يأتي “إنفاذًا للإعلان الإنساني الذي تم توقيعه مساء الخميس، بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بمدينة جدة السعودية”.
وأهاب البيان “بكل المنظمات الطوعية الوطنية والأجنبية والجهات ذات الصلة بإعمال التنسيق اللازم مع اللجنة العليا لضمان إيصال المساعدات الإنسانية لكل المواطنين المتضررين”.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت السعودية استمرار محادثات جدة بين طرفي النزاع في السودان، بهدف التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار بينهما لقرابة 10 أيام بمراقبة أمريكية سعودية دولية، ثم مشاورات أخرى لوقف دائم.
وقالت الخارجية السعودية في بيان، إن الاتفاق الأولي الذي يحمل اسم “إعلان جدة” بين الأطراف المتصارعة في السودان، يتضمن التزامات إنسانية تنفذ فورًا، وجدولة لمحادثات مباشرة.
جمعت مدينة جدة ممثلو القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع في مبادرة لحل الازمة.
المحادثات التي تمت و إعلان الالتزام بحماية المدنيين يأتي كخطوة أولى، وستتبعها خطوات أخرى، والأهم هو الالتزام بما تم الاتفاق عليه، والمملكة ستعمل حتى يعود الأمن والاستقرار للسودان وشعبه الشقيق.— فيصل بن فرحان (@FaisalbinFarhan) May 12, 2023
ويقر الإعلان التزامات إنسانية تنفذ فورًا مثل “تمكين إيصال المساعدات الإنسانية بأمان، واستعادة الخدمات الأساسية، وانسحاب القوات من المستشفيات والعيادات، والسماح بدفن الموتى باحترام”، فضلًا عن جدولة محادثات مباشرة جديدة بين الطرفين.