السودان.. تأخر في تنفيذ التعهدات بشأن القواعد الإنسانية والنهب يزيد الوضع الاقتصادي سوءا

شهدت الخرطوم غارات جوية وقتال شوارع وانفجارات السبت، في حين لا يزال ملايين من سكانها ينتظرون تنفيذ التزام الطرفين المتحاربين بشأن إجلاء المدنيين من مناطق القتال وتوفير ممرات آمنة لنقل المساعدات الإنسانية.
وكان موفدو قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” قد وقّعوا ليل الخميس/الجمعة في جدة “إعلانًا لحماية المدنيين في السودان”.
ويقضي هذا الاتفاق الذي تم التفاوض بشأنه بوساطة أمريكية سعودية بتوفير “ممرات آمنة” تسمح للمدنيين بمغادرة مناطق الاشتباكات، وكذلك تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.
مقطع مصور يُظهر آثار أعمال نهب لفرع البنك الزراعي بحي العرب في #أم_درمان#الجزيرة_مباشر #السودان pic.twitter.com/92WMT0mNYi
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) May 8, 2023
ولم يُشر الاتفاق إلى هدنة لكنه تحدّث عن مزيد من المشاورات للتوصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت، ولاحقًا “مناقشات موسعة لوقف دائم للأعمال العدائية” التي أوقعت منذ اندلاعها قبل شهر أكثر من 750 قتيلًا ونحو 5 آلاف جريح، وأدت الى نزوح 900 ألف سوداني من منازلهم إلى مناطق أخرى داخل البلاد أو إلى الدول المجاورة.
وقال الباحث في جامعة غوتنبرغ علي فيرجي لوكالة الصحافة الفرنسية إن “الاتفاقات الأولية تكون دائمًا في حدها الأدنى”. وأكد المختص في الشأن السوداني أن الجانبين والوسيطين السعودي والأمريكي “لا يريدون انتقاد عملية بدأوها خشية أن يؤدي ذلك إلى فشلها”.
واتهمت قوات الدعم السريع، الجمعة، الجيش بأنه “ليس لديه مصلحة في تخفيف معاناة الناس”.
النهب في السودان يزداد
اليوم، في جميع أنحاء الخرطوم التي يقطنها 5 ملايين نسمة، باتت الأبواب الزجاجية لمعارض السيارات وواجهات محال الأجهزة المنزلية الكهربائية المهشمة وأبواب المحال الصغيرة التي كُسرت أقفالها، شاهدًا على حجم عمليات النهب.
مطار الخرطوم توقف عن العمل منذ بدء المعارك، وميناء بورتسودان -الرئة الاقتصادية للبلاد على البحر الأحمر- لم يعد يصل إليه سوى السفن والطائرات التي تنقل مدنيين يفرون من الحرب أو مساعدات إنسانية.
ولم تنج من عمليات النهب لا المستشفيات ولا المنظمات الإنسانية، ولا المنازل التي تركها 500 ألف من سكانها في الخرطوم بسبب القتال وفرّوا إلى مدن أخرى أو إلى الدول المجاورة.
مشاكل صحية خطيرة تهدد حياة مرضى السرطان في السودان#مع_الحكيم #الجزيرة_مباشر #طب #صحة pic.twitter.com/T2p9amvNgp
— مع الحكيم (@m3alhakim) May 13, 2023
وقال محسن عبد الرحمن الذي يملك محلًّا لبيع الذهب إن 10 كيلوغرامات من الذهب كان يملكها اختفت كما حصل مع بضائع كل المحال في السوق.
وأضاف “نهبوا كل رأسمالي، كل الحلي الذهبية سُرقت، لم يبق شيء مطلقًا. أتمنى أن تتوقف الحرب حتى نحاول أن نتدبر أمرنا ونبدأ بداية جديدة”.
وقال نور الدين آدم، صاحب محل لبيع الهواتف النقالة في وسط الخرطوم بحري “تم كسر قفل المحل بعد خمسة أيام من بداية القتال، ونهبوا كل البضاعة ولم يتركوا شيئًا”.
وأضاف “صرت لا أملك أي رأسمال بل إنني مدين لبعض التجار، ولا أعرف كيف سأسدد هذه المديونية”.