واشنطن بوست: لماذا تُعد غزة بؤرة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني؟

Rockets fired from Gaza in response to Israeli airstrikes
رشقات صاروخية أطلقتها سرايا القدس من أحراش غزة باتجاه الداخل الإسرائيلي (الأناضول)

قالت صحيفة (واشنطن بوست) إنه منذ سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على غزة في عام 2007، ظل هذا الجيب الصغير المكتظ هو النقطة المحورية في الصراع العسكري الإسرائيلي مع فصائل المقاومة الفلسطينية.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الآلاف من سكان غزة استُشهدوا في غارات جوية إسرائيلية، ردت عليها الفصائل المسلحة في غزة بهجمات صاروخية نالت من هيبة الجيش الإسرائيلي، وأرغمت عددًا من حكومات تل أبيب على قبول الهدنة أو البحث عن لحظات متقطعة لوقف إطلاق النار.

وتابعت أن انقطاع التيار الكهربائي المتكرر والفقر المدقع والخوف المستمر من الحرب، جعلت الكثير من سكان غزة يحلمون بالفرار، إلى درجة أن المنظمات الحقوقية الدولية وصفت القطاع بأنه “أكبر سجن في العالم” يضم أكثر من مليوني مواطن جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل.

لماذا غزة؟

وقالت الصحيفة إن تاريخ قطاع غزة الذي يبلغ طوله نحو 40 كيلومترًا وعرضه 7.5 أميال، وتحده “إسرائيل” ومصر والبحر الأبيض المتوسط، ظل على الدوام مقترنًا بحالة دائمة من الحرب وعدم الاستقرار.

فقد كانت المدينة ذات يوم جزءًا من الإمبراطورية العثمانية ثم البريطانية، وأصبحت لاحقًا ملاذًا لأكثرمن 200 ألف فلسطيني هُجّروا بعد النكبة في عام 1948. وبعدها حكمت مصر غزة حتى خسرتها في حرب الأيام الستة (النكسة) عام 1967. وفي عام 2005، سحبت إسرائيل قواتها من غزة وتخلت عن مستوطنات.

وتُعَد غزة اليوم واحدة من منطقتين إلى جانب الضفة الغربية، حيث يمارس الفلسطينيون حكمًا ذاتيًّا محدودًا، وتحتفظ إسرائيل بالسيطرة على المجال الجوي لغزة والأراضي البحرية، وتفرض عليها حصارًا شاملًا.

من يحكم غزة؟

حتى عام 2006، كانت السلطة الفلسطينية هي من يحكم غزة، وهي الهيئة التي تدير الضفة الغربية أيضًا، وتهيمن عليها حركة (فتح) الفصيل الرئيسي في منظمة التحرير الفلسطينية، التي وقّعت اتفاق سلام مع إسرائيل.

وفي ذلك العام، فازت حماس الرافضة لإسرائيل في الانتخابات التشريعية. وبعد شهور من القتال، سيطرت حماس على غزة، وردّت إسرائيل بفرض حصار شامل قائلة إنها “بحاجة إلى حماية شعبها”.

ومنذ ذلك الحين، خاضت فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة 4 مواجهات عسكرية كبيرة.

وبينما تسيطر حماس على الأمن في غزة، فإن تمويل قطاعات الصحة والطاقة والخدمات الأخرى يأتي في الغالب من الأمم المتحدة والدول الأجنبية، إما بشكل مباشر أو عبر السلطة الفلسطينية.

حصار لأكثر من 15 سنة

تُقدّر الأمم المتحدة أن أكثر من 5200 من سكان غزة استُشهدوا في مواجهات متفرقة مع إسرائيل، أغلبهم من الأطفال الذين توفوا جراء الضربات الجوية الإسرائيلية.

وذكر تقرير صدر في عام 2021 عن مجموعة  “يوروميد مونيتور” أن 9 من كل 10 أطفال في غزة يعانون من أحد أشكال الصدمات المرتبطة بالنزاع.

كما يعيش معظم سكان غزة في مخيمات اللاجئين التي أنشئت منذ أكثر من 7 عقود لإيواء الفلسطينيين النازحين في حرب عام 1948.

ومع النشاط الاقتصادي المحدود، لا يزال العديد من أهالي غزة يعتمدون على حصص الأمم المتحدة، كما أدى الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 15 عامًا إلى تعميق الفقر، ويحدث انقطاع للتيار الكهربائي يوميًّا لعدة ساعات، ومعظم مياه الصنبور غير صالحة للشرب.

Staff of international organizations prepare to leave Gaza Strip amid Israel-Gaza fighting, in Gaza City
موظفو المنظمات الإنسانية في غزة يستعدون للمغادرة مع احتدام القصف الإسرائيلي (رويترز)

لماذا لا تتحسن الأمور؟

كشفت الصحيفة أن قطاع غزة عبارة عن أرض معزولة خالية من الموارد الطبيعية، ولها تاريخ طويل مع الفقر، وأغلبية سكانها من المزارعين والبحارة الذين يواجهون يوميًّا تحديات معيشية صعبة.

وأردفت أن إسرائيل تنظر إلى غزة بالكثير من الخوف والريبة طالما هي تحت إدارة حماس، وأنها تفرض عليها حصارًا شاملًا، وتدمر الأنفاق المستخدمة في تهريب البضائع إلى الداخل.

وقالت إن إسرائيل اتخذت خطوات محدودة في السنوات الأخيرة لتخفيف محنة غزة، بما في ذلك إصدار تصاريح لنحو 20 ألفًا من سكان غزة للعمل داخل إسرائيل، لكنْ هناك أمل ضئيل في التوصل إلى اتفاق سلام من شأنه تحسين الظروف المعيشية للآلاف من السكان.

لماذا تجدد القتال؟

وقفت الصحيفة عند الحرب الجارية في غزة الآن، وقالت إن حركة الجهاد الإسلامي أطلقت نحو 100 صاروخ على إسرائيل، ردًّا على استشهاد خضر عدنان أحد أعضائها الذي دخل في إضراب عن الطعام في سجن إسرائيلي.

وقالت إن نظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي الإسرائيلي اعترض بعض صواريخ المقاومة، مما حال دون وقوع أي قتلى، لترد إسرائيل باغتيال عدد من كبار القادة الميدانيين لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد.

المصدر : الجزيرة مباشر + واشنطن بوست

إعلان