أحداث وأرقام.. شهر من الاشتباكات المستمرة في السودان

بدأت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي اندلعت بالعاصمة الخرطوم وعدة مدن في الشمال والغرب في 15 أبريل/ نيسان الماضي.
ومع مواصلة الطرفين القتال تتضاعف حصيلة ضحايا الاشتباكات والخسائر في شتى المجالات في أحد أفقر بلدان العالم، ويعيش 45 مليون مواطن في الخوف ويعانون أزمات غذائية تصل إلى حد الجوع.
خريطة السيطرة
خلال الشهر الأول من الاشتباكات، سعى كلا الطرفين لإحكام السيطرة على المواقع الاستراتيجية والحيوية في البلاد مثل المطارات والجسور ومقرات الجيش والقصر الرئاسي للوصول إلى حسم سريع للمعارك، لكن ذلك لم يتحقق على أرض الواقع، فانتهى الحال بتقاسم المواقع الحيوية بين الجانبين.
في الخرطوم، ما زالت قوات الدعم السريع تنتشر بمواقع كثيرة عبر مجاميع عرباتها العسكرية وجنودها المدججين بأسلحة خفيفة وثقيلة، بينها مضادات للطيران.
أهم المواقع
أهم المواقع التي تنتشر فيها قوات الدعم السريع هي الجهات المحيطة بالقصر الرئاسي والقيادة العامة للجيش ومطار الخرطوم الدولي، ومصفاة الجيلي للبترول ومحطة المياه الرئيسية بمدينة بحري (شمال شرق) ومبنى الإذاعة والتلفزيون الرسمي بأم درمان (شمال غرب).
واستطاعت قوات الدعم السريع الاستيلاء على عدة مبان حكومية وسط الخرطوم، كما انتشر قناصة منها على أسطح المقرات العامة ومنازل لمواطنين، في مناطق بشمال وجنوب العاصمة، ونصبت تلك القوات نقاط تفتيش بعدد من شوارع العاصمة لتفتيش السيارات والمارة.

الجسور
لمحاولة السيطرة على الجسور الحيوية الـ10 في العاصمة تفرض الدعم السريع قوتها على 4 جسور منها جسر على نهر النيل الأزرق، وآخر على نهر النيل، في حين يسيطر الجيش على 6 جسور، 3 منها على نهر النيل الأزرق، ومنها جسر على نهر النيل الأبيض، وآخر على نهر النيل.
دارفور
في غربي البلاد، ظل الجيش السوداني يسيطر على معظم ولايات دارفور الـ5، في حين تنتشر قوات الدعم السريع في عدة مواقع بمدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور.
ورغم سيطرة الجيش على ولايات شرق ووسط وغرب دارفور، فإن الآثار السلبية للاشتباكات المتقطعة لم تسلم منها هذه الولايات.
وتعد نيالا ثانية أكبر المدن كثافة سكانية في السودان، ويسيطر الجيش على الجزء الغربي من المدينة الذي يضم مرافق الحكومة والقيادة العسكرية، وتسيطر قوات الدعم السريع على جزئها الشرقي الذي يقع فيه المطار ومقرات الشرطة وجهاز المخابرات.

القتلى والجرحى
كشفت منظمة الصحة العالمية في 9 مايو/ أيار الحالي، عن مقتل 604 أشخاص على الأقل وإصابة 5127 آخرين منذ بدء الاشتباكات. وتشمل هذه الإحصائيات الضحايا المدنيين فقط وبينهم قتلى أجانب، أما القتلى العسكريون فلم يصدر إحصاء رسمي لهم من أيّ من الطرفين.
الخسائر الاقتصادية
لم تعلن الحكومة السودانية أيّ حصيلة أولية للخسائر المادية جراء الدمار الكبير الذي أصاب العاصمة الخرطوم ومدنا أخرى، لكن أن تقديرات غير رسمية تشير إلى مليارات الدولارات، في أزمة جديدة تضاف إلى أزمات اقتصاد يعاني معدلات قياسية في التضخم وسعر الصرف ونسب الفقر.
وأدى الانفلات الأمني إلى تدمير ونهب العشرات من الأسواق ومصانع الأغذية والأدوية في العاصمة الخرطوم وخروج المئات منها من الخدمة؛ مما يفاقم مشاكل الإمداد الغذائي في البلاد، بجانب فقدان آلاف الأسر لمصادر رزقها التي كانت تأتي من العمل في تلك المنشآت.
وثلث سكان البلاد الذي كان قبل الحرب يعتمد على المساعدة الغذائية الدولية، أصبح اليوم محرومًا منها؛ فمخازن المنظمات الإنسانية تم نهبها كما علقت العديد من هذه المنظمات عملها بعد مقتل 18 من موظفيها.
وأصبحت السيولة نادرة، فالبنوك التي تعرض بعضها للنهب والحرق، لم تفتح أبوابها منذ بدء الاشتباكات، وسجلت الأسعار ارتفاعًا حادًّا وصل إلى 4 أضعاف بالنسبة للمواد الغذائية و20 ضعفًا بالنسبة للوقود.

ويتوقع أن تكلف عمليات إعادة الإعمار مليارات الدولارات، نظرًا إلى الضرر الكبير الذي أصاب أغلب المنشآت الحيوية.
وخلال شهر من الاشتباكات، توقفت كلّيًّا العديد من مصادر التجارة الخارجية للبلاد إلى جانب توقف حركة الصادرات والواردات؛ مما يؤثر في مخزون سلاسل الإمداد ويفقد البلاد موارد مهمة من عائدات الذهب والصمغ العربي والحبوب والماشية.
ووفق وكالة موديز للتصنيف الائتماني، فإن تحول الصراع إلى حرب أهلية طويلة الأمد في البلاد سيؤدي إلى تدمير البنية التحتية الاجتماعية والمادية وستكون له عواقب اقتصادية دائمة.
وأوضحت الوكالة، أن ذلك يؤثر في جودة أصول البنوك الإقليمية التي تمول السودان، فضلًا عن ارتفاع نسبة القروض المتعثرة، وتأثر معدلات السيولة في بنوك البلاد.
الرعايا الأجانب
قامت أكثر من 50 دولة بإجلاء رعاياها من السودان، برًّا عبر مصر وإثيوبيا، أو بحرًا عبر ميناء بورتسودان، أو جوًّا مستفيدة من هدنات متقطعة لأغراض إنسانية. وأعلنت السعودية أنها قامت بأضخم عملية إجلاء لرعايا أجانب في تاريخها.

لاجئون ونازحون
منذ منتصف أبريل الماضي، رصدت الأمم المتحدة نزوح أكثر من 700 ألف شخص داخليا في السودان، على خلفية الاشتباكات، علما بأنه حتى قبل وقوع الاشتباكات، كان هناك 3.7 ملايين نازح داخليا في السودان.
وفي 12 مايو الحالي، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين فرار حوالي 200 ألف لاجئ من السودان منذ بداية الاشتباكات، إلى جانب نزوح مئات الآلاف داخليًّا.
ويعيش سكان الخرطوم الـ5 ملايين مختبئين في منازلهم في انتظار وقف إطلاق نار لم يتحقق حتى الآن، في حين تستمر غارات جوية ومعارك بالأسلحة الثقيلة والمدفعية لم تسلم منها المستشفيات والمنازل. وقد حذرت الأمم المتحدة من أن الجوع سيصل إلى 19 مليون سوداني في غضون 6 أشهر، إذا استمرت الحرب.