إيكونوميست: أردوغان يقلب التوقعات في الانتخابات التركية

الرئيس التركي وزوجته (رويترز)

قالت مجلة إيكونوميست البريطانية، في تقرير لها مساء الأحد، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قلب التوقعات في الانتخابات الرئاسية التي انتهت الجولة الأولى منها دون حسم، وهو ما يعني التوجه إلى جولة إعادة بعد أسبوعين.

المجلة الأسبوعية التي هاجمت أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم قبل الانتخابات بأيام، قالت في التقرير إن ما جرى في الجولة الأولى التي انتهت الأحد، كان “أسوأ من أسوأ توقعات المعارضة التركية”، التي تخيلت قبل دخول الانتخابات الرئاسية والبرلمانية أنها تمتلك أسبقية جيدة حسب استطلاعات الرأي، لكن مرشح المعارضة الرئيسي كمال كليجدار أوغلو حصل على نحو 45% من الأصوات مقابل أكثر من 49.4% حصل عليها أردوغان، بينما حصل سنان أوغان مرشح اليمين المتشدد على أكثر من 5%، وهو ما تجاوز توقعات الجميع.

وأشارت المجلة إلى أن أداء التحالف الذي يقوده حزب الشعب الجمهوري المعارض وكليجدار أوغلو، كان أسوأ في الانتخابات البرلمانية، إذ حصد نحو 35% من الأصوات، ما يعني 213 مقعدا من بين 600 هي إجمالي عدد مقاعد البرلمان، في مقابل أداء أفضل لتحالف الجمهور الذي يقوده أردوغان، والذي ذهب بعيدا بالحصول على نحو 49.4% من الأصوات، أي 321 مقعدا، ما يعطيه أغلبية مريحة لتمرير القرارات في البرلمان.

ورأت المجلة أن سنان أوغان ربما أصبح قادرا في ظل الوضع الحالي على أن يتحول إلى “صانع الملك”، إذ صرّح في لقاء متلفز أنه وحزبه يريدان حقائب وزراية في الحكومة المقبلة مقابل إعلان الدعم لأحد المرشحَين في جولة الإعادة، كما سيضغط أوغان في الغالب على المعارضة -حال تحالفه معها- لتنأي بنفسها عن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، الذي يعُدّه أغلب الأتراك، خاصة القوميين المتشددين، امتدادا للجماعات المسلحة الكردية المصنفة إرهابية في تركيا والغرب. ورغم ذلك فإن إيكونوميست ترى أن كليجدار أوغلو بحاجة إلى الحصول على أصوات جميع أنصار أوغان، ليحظى بفرصة للفوز بالجولة الثانية، لكن أردوغان الذي تصدّر الجولة الأولى يبدو أكثر قدرة على الفوز بها.

أنصار لحزب العدالة والتنمية يحتفلون بعد ظهور النتائج الأولية للانتخابات (الأناضول)

وأشارت المجلة إلى استطلاعات الرأي التي أُجريت قبل يومين من الجولة الأولى، والتي أظهرت تقدّم كليجدار أوغلو وحصوله على أكثر من 50% من الأصوات، ما أعطى انطباعا بإمكانية حسمه الانتخابات في الجولة الأولى، مضيفة أن التوقعات أشارت إلى أن أنصار المرشح الذي انسحب قبل أيام من الانتخابات (محرم إنجه) سيعطون أصواتهم لكليجدار أوغلو، لكن اتضح أنها كانت خاطئة، فقد اتجه أغلبهم إلى التصويت لسنان أوغان.

وفي تصريح للمجلة، قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بايكوز (أحمد خان) إن المفتاح الرئيسي لنجاح أردوغان في الجولة الأولى هو قدرته على إقناع الناخبين بأن الانتخابات لا تتعلق بالوضع الاقتصادي والتضخم الذي وصلت نسبته إلى 43%، وإنما تتعلق بهوية البلاد وأمنها القومي، كما قدّم لهم طيفا واسعا من المشروعات الضخمة، بينها أكبر سفينة حربية تركية، وأول سيارة كهربائية تركية، ومفاعل نووي روسي، إضافة إلى إشاعة الخوف من نتائج التغيير، وإصراره على ربط المعارضة بحزب العمال الكردستاني، المصنف منظمة إرهابية.

وتختم إيكونوميست بالقول “5 سنوات إضافية لأردوغان في الحكم ستعزز من قبضته السلطوية، بينما فوز المعارضة في جولة الإعادة -رغم أن ذلك أصبح غير مرجَّح- سيوفر فرصة لإعادة البلاد إلى حكم الديمقراطية ومسار الاستقرار الاقتصادي”.

المصدر : إيكونوميست + ذا إيكونوميك تايمز

إعلان