“صانع ملوك”.. هل يحدد سنان أوغان من يفوز بالجولة الثانية لرئاسيات تركيا؟

قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور سعيد الحاج، إن مرشح الرئاسة التركي سنان أوغان أعلن الخسارة بشكل مبكر قبل يوم الاقتراع، وبدا بعرض دعمه لهذا الطرف أو ذاك بمعايير وشروط كثيرة.
وحصل المرشح القومي على 5.3% من الأصوات، وقال محللون إنه يستطيع أداء دور “صانع الملوك” للمرشح الذي سيقرر أن يدعمه في جولة الإعادة.
وقال أوغان الأحد “لن نقول ما إذا كنا سندعم هذا المرشح أو ذاك”، مضيفًا “سنجري مشاورات مع ممثليهم ثم نقرر”.
وأفاد الدكتور الحاج، الاثنين، لبرنامج المسائية على الجزيرة مباشر، بأن أوغان ليس مرشحا حزبيا، وبالتالي ليس لديه ماكينة حزبية تسيطر على أنصارها أو الكتلة التصويتية لها وتوجهها كما تشاء.
وأضاف أن “الكثيرين ممن صوتوا له هم عازفون عن كليجدار أوغلو وأردوغان، وقد يكون جزء منهم من أنصار محرم إنجه قبل انسحابه”.

أقرب إلى أردوغان
وأوضح الكاتب أن أوغان هو مرشح يميني قومي لديه حساسية كبيرة من حزب الشعوب الديمقراطي، ومن ضمن شروطه على كليجدار أوغلو للتحالف أن يفك تنسيقه مع الحزب الممثل للمكون الكردي، مشددا على أن ذلك “أمر غير ممكن”.
وذهب دكتور العلوم السياسية إلى أنه “على الرغم من أنه يبدو نظريا أن سنان أوغان يمكنه أن يرجح كفة هذا الطرف أو ذاك، فإنه في الواقع العملي لا يملك ذلك”، واستدرك “بالعكس جزء من أنصاره؛ باعتبار تركيبتهم اليمينية القومية قد يكونون أقرب لأردوغان من كليجدار أوغلو فيما يتعلق بنظرته لأحزاب العمال الكردستاني والشعوب الديمقراطي”.
وقال المحلل السياسي للمسائية إن أوغان سيلتقي خلال الأيام القليلة المقبلة أردوغان وكليجدار أوغلو، مضيفا أن أوغان كان ضمن الحزب الجيد قبل أن يُخرج منه، وأن له خلافا شخصيا مع ميرال أكشينار التي هي جزء أساسي من الطاولة السداسية.
ومضى المتحدث إلى أنه في المقابل “لن يشعر أردوغان بأنه مضطر لتقديم تنازلات كبيرة، وربما سيكفيه تحييد إعطاء الكثير من أصوات أوغان لكليجدار أوغلو”، ورأى المحلل أن “تحكم” أوغان في تحديد نتائج الجولة الثانية مبالغ فيه كثيرا، وقد يحاول أن يعوض شعور الخسارة بأنه لا يزال رقما مهما.
تعويض الخسارة
وقال الحاج إن فرص الرئيس رجب طيب أردوغان منطلقة من الفارق الكبير بينه وبين مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو، وأن تحالفه حاز الأغلبية البرلمانية وبالتالي هناك دافع للكثيرين بأن يذهبوا للتناغم بين الرئاسة والبرلمان حتى لا يحصل انسداد سياسي أو أزمات.
ومضى الدكتور إلى أن معنويات تحالف الجمهور (وعلى رأسه العدالة والتنمية) مرتفعة جدا بعد نتائج الجولة الأولى، في حين تراجعت بشكل كبير معنويات تحالف المعارضة.
ويرجح المحلل السياسي ألا يكون هناك حافز لأنصار الأحزاب الصغيرة المتحالفة مع الشعب الجمهوري للذهاب مرة أخرى إلى الانتخابات الرئاسية، ويعتقد الحاج أن أصوات الخارج ستتراجع خلال الأسبوعين المقبلين، إذ “سيصعُب على الناخبين الذهاب للتصويت مرة أخرى بنفس الكثافة بسبب التحديات اللوجيستية”.
وانطلاقًا من كل هذه الزوايا، رأى دكتور العلوم السياسية أن “فرص أردوغان في الجولة الثانية كبيرة”.