محلل سياسي: هذه العوامل قادت إلى اندلاع الأزمة في السودان (فيديو)

رأى الأكاديمي والمحلل السياسي أحمد أبو شوك، أن التحالفات السياسية التي نشأت بشكل سريع بين القوى السياسية في السودان عقب سقوط الرئيس المعزول عمر البشير، وكذلك ما تضمنه الاتفاق الإطاري حول تطهير الجيش كانت السبب في اندلاع المواجهات العسكرية الحالية.

وقال خلال لقائه مع برنامج (المسائية) عبر الجزيرة مباشر، إنه “إذا حاولنا أن نقرأ المشهد السياسي بصورة تحليلية، أعتقد أنه بعد سقوط الرئيس السابق عمر البشير، ظهرت في الساحة السياسية مجموعة من التحالفات الظرفية، وتغيرت هذه التحالفات من وقت لآخر، ساعية إلى تحقيق أكبر مكاسب سياسية”.

وأضاف “لو أسقطنا هذه الخلفية على الاتفاق الإطاري، وحاولنا أن نشرح ونحلل مواقف القوى السياسية يمكن أن تعطينا طبيعة المناخ الذي أفرز هذه الحرب”.

وأشار إلى أن “الاتفاق الإطاري وما انبثق منه من اتفاقيات أفرز مؤيدين ومعارضين، المؤيدين والفاعلين مع الاتفاق يتمثلون في عدة جهات، أولًا الحرية والتغيير-المركزي، وكانت تعتقد أن هذا الاتفاق يفضي إلى إبعاد المؤسسة العسكرية ويعطيها فرصة لتشكيل الحكومة”.

إضافة إلى ذلك، قال أبو شوك إن الحرية والتغيير -المركزي كانت تعتقد أن ما يدعمها للوصول إلى هذه المرحلة التي تطمح لها هو التأييد التي حظيت به من جانب قوات الدعم السريع.

وأكد أن أحد أبرز نقاط الخلاف كانت دمج الجيش وقوات الدعم السريع ومدة هذا الدمج، وقال “الاتفاق الإطاري حدد أن الدعم السريع يمكن أن يدمج في الجيش بعد فترة زمنية متفق عليها، وتم الاختلاف حول الفترة، هل ستكون 10 سنوات أم عامين أم غير محدد؟”.

هذا بالإضافة إلى أنه ستكون تبعية الدعم السريع لرئيس الدولة المدني خلال فترة الدمج، وهو ما يبعدها عن ولاية المؤسسة العسكرية، لذلك “اعتقدت قوى الحرية والتغيير أنه يمكنها أن تصطحب الدعم السريع لتحقيق أهدافها، وإذا تم الدمج في 10 سنوات، فسيختفي قائد الجيش عبد الفتاح البرهان من المشهد تمامًا”.

وأوضح أبو شوك “من جهته أيد البرهان الاتفاق الإطاري وكل ما انبثق عنه من اتفاق سياسي، واتفق مع الدمج، لكنه أكد في أكثر من مناسبة أنه يدعم الدمج خلال عامين فقط، وهو ما يعني أن قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) سيختفي من المشهد تمامًا، وهو ما ناصرته بعض الأحزاب”.

وقال المحلل إنه “إذا أردنا أن ننظر إلى قائمة المعارضين لهذا الاتفاق الإطاري، فقد عارضته قوى التغيير الجذري ورفعت شعار لا تفاوض لا مساومة، ولا شرعية للانقلاب العسكري ولا شراكة، واستندت على قوى الشارع في سبيل تحقيق كسب سياسي في المستقبل، وعارضته أيضًا قوى الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية”.

ورأى المحلل السياسي أن المعارضين ركزوا في انتقادهم للاتفاق على جزئيتين فقط، حيث وصفوه بأنه إقصائي وأنه مستورد من الخارج، وهو ما يرى أبو شوك أنه ليس مكمن المشكلة.

وقال “الحقيقة أن الاتفاق تضمن نقطة صريحة بأنه يتم تطهير الجيش من العناصر السياسية، والمقصود بذلك أنصار النظام القديم، والنقطة الثانية هي إعادة لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو ومراجعة كل القرارات التي أصدرها البرهان”.

وأكد أن هذا الصراع القائم على تحالفات ظرفية أفضى إلى مناخ موات لاندلاع المواجهات العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان