مسيرات غضب وإضراب شامل يعم فلسطين تنديدا باستشهاد الأسير خضر عدنان (شاهد)

انطلقت في بلدة عرابة جنوب جنين بالضفة الغربية، صباح اليوم الثلاثاء، مسيرة حاشدة وغاضبة إثر استشهاد الأسير الشيخ خضر عدنان (45 عامًا)، كما خرجت مسيرات مماثلة في رام الله وغزة وشهدت ساحة كنيسة المهد في بيت لحم أيضًا وقفة تنديد بجريمة الإهمال الطبي في حق الشيخ عدنان.
وانطلقت المسيرات الغاضبة من كافة المدارس في عرّابة -مسقط رأس الشهيد- بمشاركة مؤسسات وفعاليات وقوى بالمحافظة، مطالبة العالم أجمع بالتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال التي ترتكب في حق أبناء الشعب الفلسطيني، والحركة الأسيرة خاصة.
وأطلق المشاركون في المسيرة هتافات تدعو إلى الوحدة الوطنية، ورفعوا الأعلام الفلسطينية وصور الشهيد، وحملوا أبناءه: علي، وعبد الرحمن، وحمزة، على الأكتاف.
ونقلت سلطات الاحتلال جثمان الشهيد إلى معهد الطب العدلي في “أبو كبير”. وأوضح حسن عبد ربه المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين (الفلسطينية الرسمية)، أن نقل جثمان الشهيد عدنان لا يعني تشريح الجثمان.
وعمّ إضراب شامل كافة محافظات الوطن، اليوم الثلاثاء، حدادًا على روح الشهيد خضر عدنان -القيادي في حركة الجهاد الإسلامي- بعد معركة إضراب عن الطعام، استمرت مدة 87 يوما رفضًا لاعتقاله.
وأعلنت القوى الوطنية الإضراب بكافة مناحي الحياة، في قطاع غزة، والضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس، استنكارًا لجريمة اغتيال عدنان، وحمّلت حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة.
وكان الأسير عدنان، قد أعلن إضرابه المفتوح عن الطعام منذ لحظة اعتقاله يوم 5 فبراير/ شباط الماضي، بعد أن اقتحمت قوات الاحتلال منزله في بلدة عرابة جنوب جنين.
وحسب نادي الأسير، فإن الشهيد خضر عدنان هو أول أسير يستشهد خلال إضراب فردي. وذكر النادي أن 6 أسرى استشهدوا من قبل في سجون الاحتلال بعد خوضهم إضرًابا عن الطعام.
وبارتقاء الأسير خضر عدنان، يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 237 شهيدًا، منذ عام 1967، 75 منهم نتيجة لجريمة الإهمال الطبي المتعمد (القتل البطيء)، بالإضافة إلى مئات من الأسرى استشهدوا بعد تحريرهم متأثرين بأمراض ورثوها عن السجون.
أما عدد الأسرى الشهداء المحتجزة جثامينهم، فقد بلغ 13 أسيرًا شهيدًا، بينهم داود الزبيدي وناصر أبو حميد اللذان استشهدا في 2022. وتواصل سلطات الاحتلال اعتقال نحو 4900 أسير بينهم 31 أسيرة و160 طفلًا -بينهم طفلة- تقل أعمارهم عن 18 عامًا، إضافة إلى أكثر من 1000 معتقل إداريّ بينهم 6 أطفال وأسيرتان. ويبلغ عدد الأسرى المرضى أكثر من 700.
ونعت حركة التحرير الوطنيّ الفلسطينيّ (فتح) الأسير عدنان، وأكدت أن استشهاده جراء سياسة الإعدام الطبي المتعمد، “تكشف عن الطبيعة الإجرامية للاحتلال الذي يمارس أعتى أساليب الإرهاب والقمع والتنكيل بحق الشعب الفلسطيني وأسراه”، محمّلةً إياه المسؤوليّة الكاملة عن تداعيات تصعيده الممنهج.
وأدان حزب الشعب الفلسطيني، في بيان نعي “الجريمة المنظمة التي نفذتها كل أجهزة الحكم في المؤسسة الصهيونية لدولة الاحتلال، المتمثلة في إعدام الشيخ المناضل خضر عدنان، مما يؤكد الطبيعة الفاشية للاحتلال وأجهزته”.
ونعت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني الشهيد عدنان، وحملت “حكومة الفاشية والعنصرية في دولة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن عملية الاغتيال المتعمدة والبشعة”، ودعت إلى رفع هذه الجريمة إلى الجنائية الدولية.
ودعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، جماهير الشعب الفلسطيني وقواه وفعالياته إلى المشاركة الفاعلة في فعاليات الغضب في الضفة الغربية بما فيها القدس وفي قطاع غزة وكافة أماكن وجود الشعب الفلسطيني، تنديدًا “بجريمة الاغتيال الجبانة”.
وطالبت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية بإيفاد لجان تحقيق دولية والعمل بكل الأدوات القانونية المتاحة من أجل محاكمة الاحتلال على جرائمه في حق الشعب الفلسطيني.
وحمّل قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش، حكومة الاحتلال تداعيات جريمتها البشعة بالتسبب في استشهاد الأسير خضر عدنان الذي كان يخوض معركة انتزاع حريته بأمعائه الخاوية في مواجهة “قوة مجرمة لا أخلاق ولا إنسانية لها”، مرجعًا السبب إلى صمت المجتمع الدولي “ونفاقه المخزي والمشين بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته ومناضليه”.