نيوزويك: لماذا أغضبت صفقات إف 16 الأوكرانية روسيا إلى حد الجنون؟

قالت نيوزويك إن الإعلان عن تقديم دول غربية مقاتلات (إف- 16) للقوات الجوية الأوكرانية، أغضب روسيا إلى حد الجنون، لأنه يمنح كييف المزيد من القدرات بعيدة المدى.
ويوضح تقرير نشرته الدورية الأمريكية، الاثنين، أن الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي، طالب بالحصول على المقاتلات أمريكية الصنع، خلال جولته الأخيرة في أوربا، قبل أسابيع، وكذلك خلال مشاركته في قمة الدول الكبرى السبع، (جي-7)، مؤخرا.
اقرأ أيضا
list of 3 itemsبايدن يبدي استعداده لتسليم مقاتلات “إف 16” لأوكرانيا.. وروسيا ترد بأن ذلك سيعرض الغرب لمخاطر هائلة
تضارب تصريحات مع إعلان روسيا السيطرة على باخموت.. ومساعدات أمريكية جديدة لأوكرانيا
ويشير التقرير إلى أن هذه المقاتلات، ستمنح الكثير من الميزات للقوات الأوكرانية، والتي تعتمد حاليا على مقاتلات سوفيتية الصنع، مثل (ميغ- 29) ثنائية المحرك، كما حصلت مؤخرا على دفعات إضافية من المقاتلات سوفيتية الصنع، من دول كانت في الكتلة الشرقية في السابق، مثل بولندا وسلوفاكيا، مضيفا أن ما حدث يشكل نقلة نوعية، خاصة وأن فكرة إمداد أوكرانيا بمقاتلات غربية أكثر سرعة وقدرة على المناورة، بشكل عام، كانت قبل أشهر قليلة أمرا مستبعدا بشكل كلي.
ويقول التقرير إن الرئيس الأمريكي، جو بايدن أعلن خلال قمة (جي- 7) في اليابان أن بلاده “ستبدأ مهمة مشتركة مع شركائها لتدريب الطيارين الأوكرانيين، على استخدام مقاتلات الجيل الرابع، مثل إف-16” مع تعهد دول أخرى مثل بريطانيا، بتدريب الطيارين الأوكرانيين على المقاتلات المتطورة الغربية، بينما أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، أن بلاده ستقرر في وقت لاحق توقيت تسليم المقاتلات لأوكرانيا، وعددها.
ويعرج التقرير على وصف زيلينسكي، لحظة وصول مقاتلات إف-16 إلى بلاده بأنها “لحظة تاريخية للبنية الدفاعية والعسكرية على مستوى القارة الأوربية بأسرها”، كما ينقل عن قائد سلاح الجو البريطاني السابق، غريغ باغويل، قوله إنها ستقدم قدرات تكتيكية جديدة لأوكرانيا، وأنظمة أسلحة معقدة تؤمن مدى أوسع للقوات الأوكرانية في استهداف الروس.

ويقول التقرير إن بريطانيا أعلنت في 11 من الشهر الجاري، تسليم كميات من صواريخ ستورم شادو، بعيدة المدى لأوكرانيا، ما منح كييف كمية من الصواريخ الأبعد مدى في تراسنتها العسكرية حتى اللحظة، الأمر الذي غير بالفعل طرق خوض موسكو المعارك في أوكرانيا، وأجبرها على تعديل جميع خططها السابقة، لكن مقاتلات (إف- 16) ذات المحرك الواحد، والقادرة على القيام بمهام متعددة، لن تشكل معضلة لروسيا فقط، بل لأوكرانيا أيضا لأن التدريب عليها يتطلب الكثير من الوقت، كما تحتاج المقاتلات صيانة متخصصة، ومتطورة.
وينقل التقرير منشورا شاركه السفير الروسي لدى واشنطن، أناتولي أنتونوف، على منصة تليغرام، قال فيه “لا توجد بنية تحتية مناسبة لمقاتلات إف-16، في أوكرانيا، كما لا يتوفر عدد الطيارين، ولا متطلبات الصيانة أيضا”، ورغم ذلك يعتبر الخبراء أنه يجب أن يكون التزام الغرب، بتقديم هذه التقنية لأوكرانيا، أمرا طويل الأمد، لتدعيم الأمن القومي للبلاد في المستقبل.
وينقل التقرير عن باغويل قوله “رغم كل العقبات، فعلى المدى البعيد سيكون الأمر مجديا، وقد بدأت روسيا القلق بالفعل، بسبب التغيرات التي تحدث وما يمكنها أن تفعل على استراتيجيتها الخاصة بالحرب”، مضيفا أن العقيدة العسكرية الأوكرانية ستشهد بدورها انتقالا إلى تبني العقيدة العسكرية الغربية بشكل أكبر، في حربها ضد روسيا.
ويضيف باغويل أن إمداد أوكرانيا بمقاتلات (إف-16) لن يضمن لها الفوز بالحرب بشكل آلي، ورغم ذلك لن تكون روسيا قادرة، على الاستمرار بإدارة عملياتها العسكرية في أوكرانيا، بنفس الأسلوب الذي كانت تتبعه، ما يعني أنها ستعيد حساباتها، وستكون مجبرة على التراجع.