هيئات ومؤسسات إسلامية ترفض تصريحات وزير الداخلية الفرنسي بشأن “الإرهاب الإسلامي السُّنّي”

وزير الداخلية الفرنسي جِيرالدْ دارْمانانْ
وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان (الفرنسية)

رفضت هيئات ومؤسسات إسلامية التصريحات “العدوانية” لوزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، التي زعم فيها أن ما وصفه بـ”الإرهاب الإسلامي السُّنّي” هو أكبر تهديد لفرنسا وأوربا.

وقالت 29 هيئة ومؤسسة لعلماء المسلمين حول العالم في بيان، اليوم الثلاثاء، إن تصريحات الوزير الفرنسي “محاولة منه لدفع الدول الغربية الأخرى إلى تبنّي رؤيته العليلة”.

وأضاف البيان أن هذه “النبرة الاستفزازية ليست بالأمر الجديد على وزير الداخلية الفرنسي”، التي “تتقصَّد الإساءة إلى دين الإسلام، في مسعى خائب إلى محاصرة الحضور الإسلامي المتعاظم اجتماعيا وثقافيا في فرنسا، وفي غيرها من الدول الغربية”.

واستدرك البيان أن “الجديد في هذه التصريحات الأخيرة هو تقصُّد استهداف أهل السُّنّة تحديدا بالتشويه والتشهير”.

ورفض الموقعون على البيان “رفضا قاطعا ربط وزير الداخلية الفرنسي بين الإرهاب والإسلام، أو بين الإرهاب وعموم المسلمين من أهل السُّنّة والجماعة”.

ودعوا “النخب السياسية الفرنسية إلى التخلي عن الغطرسة والاستعلاء الثقافي في التعامل مع المسلمين، وإلى احترام دين الإسلام وعقائده وقيمه”.

وأكد البيان أن “الوجود الإسلامي في فرنسا وجود شرعي وباقٍ، رغم أنف المستأسرين لمواريث الماضي الاستعماري، ومثيري الفتن، ومؤجّجي صراع الأديان والحضارات”.

ودعا “المسلمين الفرنسيين والغربيين إلى الانخراط في العمل السياسي، وإسماع صوتهم، وتكثيف وجودهم في الفضاء العام، وتحدّي المواقف المتحيّزة والتصريحات المستفزّة”.

كما دعا “مسلمي العالم إلى الوقوف بصلابة في وجه التطفيف الفرنسي، والتصدّي لحملات التشويه والتشهير الفرنسية، بالوسائل السلمية والقانونية كلها”.

وأشار البيان إلى أن “الإسلام في فرنسا لم يعُد ظاهرة مهاجرة، أو ضيفا عابرا، بل هو عقيدة يدين بها اليوم عُشْر الفرنسيين، كما أنه ديانة عالمية يؤمن بها خُمْس البشرية”.

وقال إنه “ليس أمام النُّخب السياسية الفرنسية سوى أحد خيارين: إما القبول بالإسلام جزءا من ثقافة فرنسا وهُويَّتها، وبالمسلمين مكوّنا من مكونات النسيج المجتمعي الفرنسي، واحترام مشاعر المسلمين عبر العالم.. وإما الاستمرار في التضييق على الإسلام، والتمييز ضد المسلمين، واستفزاز الأمة الإسلامية بتصريحات فجَّة خرقاء.. ثم تحمُّل مسؤولية ذلك ونتائجه على الاقتصاد الفرنسي، وعلى مكانة فرنسا المنحسِرة، وعلاقاتها المتوتّرة بالعالم الإسلامي”.

ومن بين الهيئات المُوقعة على البيان: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام، ومؤسسات في دول عربية وإسلامية مثل تركيا والسنغال وماليزيا وإرتريا.

وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان قد صرّح خلال زيارة للولايات المتحدة، يوم الجمعة الماضي، بأن “الإرهاب الإسلامي السُّنّي” هو أبرز تهديد لبلاده وأوربا.

ودعا دارمانان إلى تعزيز التعاون الأمني مع واشنطن، قائلا إن التعاون بين أجهزة المخابرات من أجل مكافحة الإرهاب ضروري للغاية.

وهذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها تصريحات ومواقف الوزير الفرنسي المتعلقة بالإسلام والمسلمين في بلاده الجدل.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان