وزير مصري سابق يقدّم أكبر تبرع لحزب المحافظين البريطاني خلال 20 عاما

قالت صحيفة (صنداي تليغراف) البريطانية إن الملياردير المصري محمد منصور، وزير النقل الأسبق خلال حكم الرئيس الراحل حسني مبارك، قدّم أكبر تبرّع في تاريخ حزب المحافظين البريطاني خلال أكثر من 20 عاما، بقيمة 5 ملايين جنيه إسترليني (نحو 6.2 ملايين دولار).
ونشرت الصحيفة، الأحد، تقريرا لمراسل الشؤون الداخلية شارلز هيماس، قال فيه إن منصور أعرب عن ثقته بقدرة رئيس الوزراء البريطاني وزعيم حزب المحافظين ريتشي سوناك على دعم الاقتصاد والعمل على نموه بسرعة، مشيرا إلى أن تبرّع منصور لا يماثله أي تبرّع آخر باستثناء التبرع الذي تلقاه الحزب عام 2001 من السير بول غيتي.
اقرأ أيضا
list of 3 items“يسرقون رغيفك ويستخدمونه في مراسم التتويج”.. ناشطون يعلقون على دهن ملك بريطانيا بزيت من القدس (فيديو)
فيلم هندي يثير الجدل ومطالبات بمنع عرضه في بريطانيا بسبب ترويجه للإسلاموفوبيا
ويضيف هيماس أن التبرع الضخم الذي قدّمه منصور يأتي في وقت صعب على الحزب، بعد أشهر قليلة من خروج رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون من منصبه، وانشقاق عدد من ممولي الحزب البارزين إلى حزب العمال المعارض، ومنهم غاريث كواري الذي وصف الحزب بأنه “ممزق بين الغرور وتملق الذات”، كما أن حجم التبرعات لحزب العمال خلال الفترة بين شهري يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول الماضيين فاق حجم التبرعات لحزب المحافظين، وذلك للمرة الأولى خلال أكثر من عام، حيث جمع المحافظون 3 ملايين جنيه استرليني، بينما جمع العمال 5.4 ملايين.
وينقل هيماس عن منصور قوله في خطاب وجّهه إلى الصحيفة إن “سوناك أثبت أنه قادر بشدة، كما أنه يعرف كيف يصنع النمو في الأنظمة الاقتصادية الحديثة، ويمتلك النظرة التقنية والإبداعية بما يسمح له بدفع عجلة الاقتصاد الحديث إلى الدوران، والعمل لكل المواطنين البريطانيين”.

ويضيف هيماس أن منصور يستذكر كيف تبدلت حياته بشكل جذري عندما صادر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر ممتلكات أسرته، بسبب عقيدة عبد الناصر الاشتراكية التي لم تؤمن بملكية الفرد، وقد كان منصور في ذلك الوقت يدرس بالجامعة في الولايات المتحدة، وبالتالي كان ذلك يعني انقطاع دعم أسرته، واضطراره إلى بيع سيارته والعمل نادلا، ليتمكن من الحصول على الطعام ودفع إيجار السكن والفواتير.
ويقول منصور إن هذا هو السبب الذي دفعه للقدوم إلى بريطانيا “بوصفها دولة تتمتع بسيادة القانون، وتؤمن بحقوق الملكية وتحترمها، مع سجل تُحسد عليه من الاستقرار السياسي”، ويشير هيماس إلى أن تبرّع منصور هو ثاني أكبر تبرّع تلقاه أي حزب بريطاني في التاريخ، بعد تبرّع لورد ساينسبري بمبلغ 6 ملايين جنيه إسترليني عام 2019 لحزب الأحرار الديمقراطيين.
ويواصل التقرير سرديته الإحصائية، مشيرا إلى أن تبرّع منصور دعم حزب المحافظين لتقديم أفضل أداء خلال الربع الأول من العام المالي خلال السنوات الخمس الماضية، كما أن منصور قدّم تبرعات للحزب بنحو 600 ألف جنيه استرليني عبر شركة (أوناتراك) التي يمتلكها، منذ نهاية العام الماضي، وأعلن سوناك أنه أصبح واحدا من أبرز داعمي الحزب قبل الانتخابات العامة المقبلة.

ويقول هيماس إن منصور توصل قبل 3 أشهر إلى تسوية مالية بعدة ملايين من الجنيهات الاسترلينية، مع هيئة الضرائب البريطانية التي أجرت مراجعات شاملة بخصوص عدد من الشركات الكبرى بينها (أوناتراك) التي لم يوجَد ضدها أي دليل بخصوص ما عُرف باسم “ملف غوغل للتهرب من الضرائب”.
وأضاف أن منصور حصل على منصب في المجلس الاستشاري الاقتصادي التابع للحكومة البريطانية العام الماضي، بصفته أحد مؤسسي شركة (منصور كابيتال) التي تمتلكها أسرته، والتي أسّسها في بريطانيا عام 2010 بعد قدومه من مصر.
ويختم التقرير بأن منصور لا يزال يعمل في السوق المصرية، بوصفه أكبر موزع لشركات أمريكية منها (كاتربيلار) وشيفروليه ومطاعم ماكدونالدز إضافة إلى سلسلة متاجر مترو، كما شغل منصب وزير النقل في نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك بين عامي 2006 و2009.