“مخالف للقانون”.. الاتحاد الأوربي يدين الاستيطان في الضفة الغربية

أكد ممثل الاتحاد الأوربي في فلسطين، سفين كون فون بورغسدورف، اليوم الأربعاء، أن الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية بكل أشكاله “مخالف للقانون”.
جاء ذلك خلال زيارة أجراها وفد دبلوماسي أوربي ضم 20 ممثلا عن دول الاتحاد وقناصل وناشطي سلام، وكان في استقبالهم رئيس بلدية سبسطية محمد عازم، ومدير مديرية السياحة والآثار في نابلس عبد السلام آسيا، ومسؤول ملف الاستيطان بشمالي الضفة غسان دغلس، والفعاليات الوطنية والشعبية.
وقال بورغسدورف في تصريحات للصحفيين “شرعنة عودة المستوطنين إلى المستوطنات المخلاة شمالي الضفة مخالف لقرارات المحكمة العليا الإسرائيلية وللقانون الدولي، والاستيطان بكل أشكاله مخالف للقانون”.
وأكد أن إسرائيل يجب أن تتوقف عن مثل هذه الإجراءات والقرارات، بجانب التوقف عن العنف، ومنع اعتداءات المستوطنين المرفوضة، ورأى أن إسرائيل -بصفتها قوة احتلال- عليها حماية الفلسطينيين من هذه الإجراءات.
وفي مارس/آذار الماضي، صدّق الكنيست الإسرائيلي على إلغاء ما يُعرف بـ”قانون فك الارتباط”، الذي يسمح للمستوطنين بالعودة إلى 4 مستوطنات في الضفة الغربية أُخليت عام 2005، بينها مستوطنة (حومش) على أراضي بلدة برقة.
وأضاف ممثل الاتحاد الأوربي “زرت سبسطية قبل سنوات، حيث تضم آثارا تاريخية وحضارية، وللأسف بعد كل هذه السنوات، أصبح الوضع أكثر سوءا، وهناك الكثير من التحديات التي تواجه المجتمع المحلي في سبسطية جراء الآثار المترتبة على الاحتلال الإسرائيلي”.
وتابع “سبسطية أرض فلسطينية، وإسرائيل بموجب القانون الدولي ملزمة بعدم القيام بأي إجراء مخالف”، وأضاف أن أي إجراءات ومخططات إسرائيلية تجري في سبسطية “مخالفة للقانون الدولي”.
من جهته، أكد رئيس البلدية أن ما تتعرض له البلدة من انتهاكات من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، يهدف إلى تهويد المنطقة الأثرية والاستيلاء عليها، وأن الهجمة الشرسة اليومية من شأنها زيادة المعاناة اليومية للمواطنين، وتضييق الخناق عليهم.
وقال عازم إنه سجّل أمس الثلاثاء 4 اعتداءات للمستوطنين طالت المواطنين، والاستيلاء على معداتهم، وحرق حقول زراعية، داعيا إلى توفير حماية دولية والوقوف بوجه مخططات الاحتلال للاستيلاء على المواقع الأثرية وتغيير معالمها، بما يخالف القوانين الدولية.
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية قد دعا، مطلع مايو/أيار الجاري، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) إلى التدخل لمنع إقامة مشروع استيطاني إسرائيلي في موقع سبسطية الأثري، مشيرا إلى أن إقامة الموقع الاستيطاني سيتسبب في أضرار فادحة بالموقع التاريخي في القرية.
وكانت صحيفة “هآرتس” العبرية قد قالت إن الحكومة الإسرائيلية صدّقت على اقتراح باستثمار 29 مليون شيكل (نحو 8 ملايين دولار) في تطوير الموقع الاستيطاني، بما يتيح زيادة وصول المستوطنين وتقليص وصول الفلسطينيين.
وتنتشر في سبسطية آثار عربية وكنعانية ورومانية وبيزنطية وفينيقية وإسلامية، وفي عهد الإمبراطورية الرومانية أوائل القرن الرابع الميلادي، كانت سبسطية مركزا للأسقفية المسيحية، ومنذ احتلال إسرائيل الضفة الغربية عام 1967 خضعت للسيطرة الإسرائيلية.