تصويت أتراك الخارج.. الغارديان ترصد إقبالا كبيرا في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية رغم تباين المواقف

رصدت صحيفة الغارديان البريطانية إقبالًا كبيرًا من الأتراك المقيمين في أوربا على المشاركة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، وزعيم المعارضة كمال كليجدار أوغلو.
وكشفت الصحيفة وجود ميل كبير بين الناخبين الأتراك الأكبر سنًّا إلى التصويت لصالح أردوغان، في حين رجحت كفة كليجدار أوغلو في أوساط الشباب بصفة عامة. ويمثل المغتربون نحو 5% من إجمالي الناخبين، ويتجاوز عددهم 3 ملايين في 73 دولة بالعالم.
وأشارت الصحيفة إلى تقدم أردوغان خلال الجولة الأولى في دول ألمانيا وفرنسا وهولندا، التي تقيم بها أكبر جالية تركية، في حين تقدم كليجدار أوغلو في دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا.
وقالت جانسو يني التي تعيش في العاصمة الألمانية برلين (31 عامًا) للصحيفة “نحن أمام لحظة حاسمة. لقد تركت إسطنبول وجئت إلى هنا منذ 5 سنين بسبب تراجع الديمقراطية في بلادي، ولذا فصوتي بلا شك هو لكليجدار أوغلو”.
وتابعت “لقد أدار كليجدار أوغلو حملة انتخابية جيدة للغاية وهذا ما نحتاج إليه. وإذا فاز، فسيشعر الكثير من الناس بأنه يمكنهم العودة إلى ديارهم”.

أما غولدان (31 عامًا) التي تعيش في ألمانيا أيضًا وتعمل في مجال البيع بالتجزئة، فقالت للصحيفة “جئنا لكي ندعم رئيسنا”. وأضافت “قدمت إلى ألمانيا برفقة أبي وأمي وبالنسبة لنا فإن أردوغان هو خيارنا الوحيد. لقد فعل الكثير من أجل بلادنا، لذلك هناك العديد من الأسباب للتصويت له”.
ولدى سؤالها عن طريقة تعامله مع كارثة الزلزال الذي ضرب بلادها مؤخرًا، قالت “لقد فعل الكثير لمساعدة الناس بعد الزلزال. أرى هذا بنفسي عبر القنوات الإخبارية التركية”. وتابعت “أعترف بأنه ارتكب بعض الأخطاء ولكني ما زلت أحترمه”.
مزيد من الناخبين
وأوضحت الغارديان أنه رغم أن نسبة المشاركة في ألمانيا خلال الجولة الأولى بلغت نحو 49%، وأن أردوغان حصل على 65.49% من الأصوات فيها، فإنها تعتقد أن جولة الإعادة جذبت المزيد من الناخبين للمشاركة بأصواتهم في صناديق الاقتراع.
من جانبها قالت روزا بورش، عالمة الاجتماع السياسي والباحثة في المركز الألماني لأبحاث الاندماج والهجرة، “يعتبر الناخبون الأتراك في ألمانيا كما في أي مكان آخر هذه الانتخابات بمثابة منعطف مهم بالنسبة لبلادهم، وهو ما يفسر زيادة الحشد خلال الأسبوع الماضي، حيث يشعر الناس بأنه يتعين عليهم التعبير عن موقفهم بوضوح”.
ويقول ياسين أكارباش، البالغ من العمر 36 عامًا، والمقيم في برلين “لا أشعر بأنه يجب أن يكون لي الحق في التصويت عندما لا أعيش في بلدي، لكنني أشعر بأنه من الضروري استخدام صوتي من أجل محاولة التخلص من أردوغان”.

“حتى تفوز تركيا”
أما إليف، وهي طالبة عمرها 36 عامًا، فتقف أمام علم تركي كبير ممتد عبر سور القنصلية وتلتقط صورًا تذكارية مع ثلاث من صديقاتها، وتقول إنها حضرت للتصويت “حتى تفوز تركيا”.
وتضيف “ولدت في برلين لأبوين عاملين من أنطاليا، وأخشى من التغييرات التي قد تجلبها حكومة كليجدار أوغلو. في الحقيقة أخشى أن تعود البلاد إلى ما كانت عليه قبل 20 عامًا، عندما كان العديد من المنازل بلا مياه ولا صرف صحي ولا أي خدمات. لذلك سيكون من الأفضل الاحتفاظ بالوضع الحالي كما هو”.
ويبلغ عدد الجالية التركية في ألمانيا نحو 3.5 ملايين، بينهم 1.5 مليون يحق لهم التصويت، وتعد ولاية شمال الراين مركز ثقل للأتراك بنحو 934 ألف شخص.
وأعلن المجلس الأعلى للانتخابات أن أصوات المغتربين ستفرز في 28 من الشهر الجاري مع أصوات الداخل.