إسرائيليون يعيدون بناء مدرسة في مستوطنة أُخليت عام 2005 بالضفة المحتلة (فيديو)

إعادة إقامة مدرسة دينية يهودية في مستوطنة حومش المخلاة (TPS)

أعاد مستوطنون إسرائيليون، اليوم الاثنين، بناء مدرسة في موقع مستوطنة “حومش” المخلاة منذ عام 2005، والمقامة بأرض فلسطينية خاصة في شمال الضفة الغربية على الطريق الواصلة بين محافظتي نابلس وجنين.

وللمرة الثانية، قام المستوطنون منذ ساعات الصباح، ببناء مدرسة “يشيفا” الدينية في الأراضي المقامة عليها هذه المستوطنة، وذلك بمصادقة وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت ووزير المالية اليميني المتطرف بتسالئيل سموتريتش، وترحيب وإشادة من وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير.

وكتب بن غفير عبر تويتر “إقامة المدرسة الدينية في حوميش هي لحظة تاريخية مثيرة وترمز إلى الانتقال من حكومة التدمير إلى بناء وتطوير دولة إسرائيل بأكملها”.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن مسؤول ملف الاستيطان بشمال الضفة غسان دغلس أن “ما يحدث على أرض الواقع يُنذر بكارثة في ظل أطماع المستوطنين في بناء ما يسمى (حومش الكبرى)، ويعتبر صفعة في وجه المجتمع الدولي والبعثات الدولية التي زارت المنطقة، وأكدت أنها أراضٍ فلسطينية”.

وأضاف دغلس، أن عودة المستوطنين إلى هذه الأراضي جاء بقرار وغطاء سياسي من حكومة يمينية متطرفة، لا تفكر إلا في تعزيز الاستيطان والاستيلاء على المزيد من الأراضي. وتابع “سنقطع الطريق عليه من خلال المقاومة الشعبية وبجاهزية عالية؛ في إطار الدفاع عن أراضينا حتى إفشال هذا المشروع”.

يُشار إلى أن المستوطنين أعادوا بناء المدرسة الدينية في أراضي مستوطنة “حومش” المخلاة، بحضور رئيس مجلس مستوطنات الشمال “يوسي دغان” الذي وصف الخطوة بأنها “لحظة تاريخية”.

قانون فك الاتباط

وجاء ذلك عقب مصادقة البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) على مشروع قانون “إلغاء قانون الانفصال” في الضفة الغربية وقطاع غزة، الذي يسمح بعودة المستوطنين إلى 4 مستوطنات تم تفكيكها من قبل هي: “حوميش”، و”غانيم”، و”كاديم”، و”سانور”، وإلغاء العقاب الجنائي المفروض على المستوطنين الذين يدخلون أو يقيمون في هذه المستوطنات، وذلك وسط انتقادات وجهتها واشنطن وأوربا إلى تل أبيب.

وذكرت صحيفة “جروزاليم بوست” الإسرائيلية، الاثنين، أن غالانت أمر رئيس القيادة المركزية للجيش الإسرائيلي يهودا فوكس بالتوقيع على أمر في وقت سابق من هذا الشهر، يسمح رسميًّا للإسرائيليين بدخول المستوطنات الأربع التي أخليت عام 2005.

وتقول حركة “السلام الآن” اليسارية الإسرائيلية، على موقعها الإلكتروني، إن أكثر من 465 ألف مستوطن يعيشون في 132 مستوطنة و146 بؤرة استيطانية عشوائية مقامة على أراضي الضفة الغربية. ووفق الحركة، فإن هذه الأرقام لا تشمل 230 ألف مستوطن يعيشون في 14 مستوطنة مقامة على أراضي القدس الشرقية.

قرار مدان ومرفوض

وأكدت الرئاسة الفلسطينية في بيان نقلته الوكالة الرسمية، اليوم، أن جميع المستوطنات المقامة على أرض دولة فلسطين، بما فيها مستوطنة “حومش” غير شرعية، وأن استمرار الاعتداءات لن يحقق الأمن والسلام لأحد.

وأضافت أن قرار عودة المستوطنين إلى “حومش” مدان ومرفوض، وأن جميع قرارات الشرعية الدولية، وأهمها القرار (2334) أكدت بكل وضوح أن جميع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس الشرقية مخالفة للقانون الدولي، وتجب إزالتها.

وأكدت أن ما يجري هو تحدٍّ للمجتمع الدولي، وخاصة الإدارة الأمريكية وأن بيانات الشجب والاستنكار لم تعد كافية لمواجهة تصرفات الحكومة اليمنية المتطرفة.

ضم صامت وزاحف للضفة

بدروها، أدانت الخارجية الفلسطينية الاستيطان بأشكاله كافة، بما في ذلك إقدام مستوطنين على إعادة إنشاء مدرسة دينية على مساحة بديلة داخل بؤرة “حومش”، في خطوة تهدف إلى شرعنتها لاحقًا، بقرار إسرائيلي رسمي.

واعتبرت الخارجية، في بيان لها، أن إعادة إنشاء المدرسة الدينية واعتداءات الجمعيات الاستيطانية على أراضي المواطنين الفلسطينيين وعمليات شق طرق والاستيلاء على أراضٍ، تندرج في إطار عملية ضم صامتة وزاحفة للضفة الغربية المحتلة بإشراف ودعم الحكومة الإسرائيلية.

وأكدت أن الاستيطان جريمة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وأنها تتابع جميع التطورات الحاصلة بشأنه مع المحكمة الجنائية الدولية، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل قبل فوات الأوان.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان