لوس أنجلوس تايمز: فوز أردوغان يدفع تركيا لشق طريقها بين واشنطن وموسكو

ذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيواصل سياسته بعد فوزه بفترة رئاسية جديدة، في دفع تركيا لشق طريق مستقل بين الولايات المتحدة وحلفائها من جانب، وروسيا وحلفائها من جانب آخر.
التقرير الذي نشرته الصحيفة مساء السبت، توقعت فيه فوز أردوغان بفترة رئاسية جديدة، وهو ما حدث بالفعل بعد ساعات قليلة.
اقرأ أيضا
list of 3 itemsأردوغان يغني مع أنصاره في إسطنبول احتفالا بالفوز برئاسة تركيا
اللجنة العليا للانتخابات في تركيا تعلن فوز رجب أردوغان برئاسة البلاد
وأشار التقرير إلى أن تركيا بمقتضى عضويتها في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، لأكثر من 70 عاما، كانت دوما ضالعة في غالبية عمليات حفظ السلام التي يشارك فيها الحلف، لكنها مؤخرا وبعدما بدأت تشتري جانبا من أسلحتها من روسيا، أصبحت ترفض المشاركة في مهام مشابهة يمكن أن تثير غضب روسيا، وهو توجه تركي جديد أصبح ملحوظا بشكل أكبر، بعد الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، قبل نحو عام ونصف العام، إذ حوّل أردوغان بلاده كما يفعل كل مرة، إلى حليف هام لكل طرف لا يمكن الاستغناء عنه، سواء الولايات المتحدة وحلف الناتو، من جانب، أو روسيا من جانب آخر.
وطرح التقرير السؤال الرئيسي، وهو هل ستغير تركيا موقعها على الساحة العالمية، خلال الولاية الجديدة لأردوغان؟ ناقلا عن مدير الشؤون الأوربية في مركز أوراسيا للأبحاث السياسية، إيمري بيكر قوله “من المتوقع أن يستمر بلعب دور هام لكن غير مريح من المنظور الغربي”.
وعرج التقرير على تاريخ تركيا منذ تأسيس الدولة الحديثة، ثم انضمامها للناتو بعد ثلاث سنوات فقط، في أعقاب الحرب العالمية الثانية، متبنية النظام العلماني الصريح، لكن أردوغان بعد وصوله للسلطة دفع البلاد أكثر فأكثر نحو المناخ الديني، كما أفسح المجال تدريجيا لعقد المزيد من الصفقات بحرية أكبر، سواء مع الغرب، أو مع ألد أعدائه، وبينهم روسيا.

ونقل التقرير عن عضو الكونغرس، السيناتور روبرت مينديز، الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس، ويعد من ألد المنتقدين لأردوغان قوله “هل ستستمر تركيا بعد فوز أردوغان حليفا للناتو بالشكل الذي نريده، أم أنها ستتغير؟”، مضيفا في خطاب له الأسبوع الماضي، أن أحد أكثر الناس سرورا بإعادة انتخاب أردوغان سيكون هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأضاف التقرير أن أردوغان أظهر أهميته كحليف للغرب العام الماضي، عندما نجح في تأمين استمرار إمدادات القمح عبر البحر الأسود، بعد اتفاقه مع بوتين، لمواجهة أزمة نقص الغذاء العالمي، كما ساعد في عقد اتفاقات لتبادل الأسرى بين أوكرانيا وروسيا. وعلى الناحية الاخرى، تعد تركيا الحليف الأبرز لروسيا، خاصة بعد العقوبات التي فرضها الغرب عليها، كما أنها أصبحت مصدرا إقليميا بديلا لتصدير الغاز الروسي، خاصة بعد إغلاق خط نورد ستريم الذي كان ينقل الغاز الروسي لألمانيا، وأوربا الغربية.
وأشار التقرير إلى أن تركيا قدمت المسيّرات لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، بغض النظر عن حجم الخلاف مع الغرب، الذي تتفق عليه تركيا تحت إدارة أردوغان مع روسيا، مما جعل أردوغان حليفا انتقائيا للناتو، وليس حليفا تاما، وهو ما اتضح في معارضتها انضمام السويد إلى الحلف، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة إلى معاقبتها بمنعها من شراء مقاتلات إف16، الأمريكية، كما فعلت واشنطن في السابق، عندما أبعدت تركيا عن برنامج تصنيع مقاتلات إف-35، بعد شرائها منظومة الدفاع الصاروخي الروسية، إس-400، عام 2021.
وختم التقرير بالقول إن البعض يعتقدون أن الدواعي الاقتصادية، والتضخم الذي تشهده تركيا، سيدفع أردوغان للتعويل على المساعدات الغربية، وبالتالي سيشكل ذلك مزيدا من الضغوط عليه لاتخاذ مواقف حيادية، والميل تدريجيا للغرب، لكن في المقابل يرى آخرون أنه لن يعول على الغرب، في سد العجز في موازنة البلاد، بل سيتجه لطلب الدعم من دول أخرى مثل روسيا وقطر والمملكة العربية السعودية.