وثائق إسرائيلية تكشف ثغرات استخبارية قبل حرب أكتوبر 1973

كشفت وثائق إسرائيلية عن وجود ثغرات استخبارية سبقت حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، ساهمت في مباغتة القوات المسلحة المصرية والسورية الجيش الإسرائيلي.
ولفتت تلك الوثائق إلى فشل المخابرات الإسرائيلية في التحذير من الهجوم المصري والسوري رغم كثرة التقارير والعلامات التي كانت تدل عليه.
وشنت مصر وسوريا في السادس من أكتوبر 1973، حربا على إسرائيل بهدف استرداد شبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية المحتلتين عام 1967.
وأطلق الجيش الإسرائيلي وإدارة تكنولوجيا المعلومات بوزارة الدفاع، أمس الأحد، ما سماه أكبر وأشمل موقع إلكتروني حول “حرب يوم الغفران”، وهو الاسم الذي تطلقه إسرائيل على تلك الحرب.
وقالت وزارة الدفاع في بيان، إن الموقع يحتوي على عشرات الآلاف من الوثائق والصور ومقاطع الفيديو وتسجيلات وشهادات من الحرب.
وأضافت: الموقع يكشف عن كمية كبيرة من المواد الأصلية حول حرب يوم الغفران ويتيحها للجمهور لأول مرة، بما في ذلك 15301 صورة فوتوغرافية، و6085 وثيقة، و215 فيلمًا، و40 تسجيلًا صوتيًّا و169 خريطة.
وذكرت أن تلك الوثائق لديها القدرة على توضيح ساحة المعركة، واعتبارات ومداولات صناع القرار، والأحداث الدرامية في القتال واللحظات الصغيرة في حياة الجنود.
وأفادت بأن بين المواد الأرشيفية، النقاط الرئيسية لمواد المخابرات من الشهر السابق للحرب التي قدمها رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية في حينه إيلي عزرا إلى لجنة أغرانت، ومذكرات العميد يوآل بن فورات حول فشل المخابرات وعدم التحذير رغم كثرة التقارير والعلامات والشهادات من سقوط موقع حرمون.
استعدادات واسعة
وبهذا الصدد، نقل موقع إسرائيل 24 الإخباري (الرسمي) أن إحدى الوثائق في 6 أكتوبر 1973 تضمنت تقديرا جاء فيه “يبدو لنا أنه يوجد تنسيق بالخطوات بين مصر وسوريا، جيوش مصر وسوريا جاهزة عمليا للحرب. الجيوش قرب الحدود هي بقوة غير مسبوقة حتى اليوم”.
وأضاف التقدير “إن اتخذ قرار على المستوى الاستراتيجي بإطلاق حرب فإنهم سيتمكنون من ذلك على ضوء التجهيزات الحالية بدون الحاجة إلى تجهيزات إضافية”.
لكنها استدركت “من جانب يمكننا افتراض أن المستوى الاستراتيجي في مصر وسوريا على دراية بعدم وجود احتمال للنجاح، والمخاطر جراء ذلك”، غير أنها أضافت “من جانب آخر فإننا نشهد استعدادات عسكرية واسعة ولدينا معلومات عن اتجاه لإطلاق حرب على المدى الفوري”.
لكن موقع تايمز أوف إسرائيل، نقل عن وثيقة أخرى صادرة قبل يوم واحد من هذه الوثيقة قولها “احتمال نية المصريين لتجديد القتال ضعيف. واحتمال تحرك سوري مستقل بدون المصريين لا يزال ضعيفًا”.
كما نشرت وزارة الدفاع رواية غادي زيدوفر، قائد ثكنة حرمون في الجولان، الذي تمكن من الفرار من الموقع أثناء تقدم الجيش السوري في اليوم الأول للحرب.
وقدمت رواية زيدوفر وصفًا لعدم استعداد الإسرائيليين في هضبة الجولان للحرب والمعركة التي قُتل أو أُسر فيها العديد من الجنود.
وكتب زيدوفر “سمعنا صراخا باللغة العربية ورصاصا يضرب الأبواب، هذا عندما بدأت القوة في الذعر. كان الأشخاص الذين أغلقوا الفتحات لا يكادون يحملون ذخيرة قليلة، ولا حزاما ولا قنابل يدوية ولا أسلحة”.
وتتضمن الوثائق الإسرائيلية المنشورة تفصيلات للاجتماعات الميدانية للجنود قبل تلك الحرب وخلالها وبعدها.