السودان.. مشاورات أمريكية مصرية لوقف إطلاق النار وطرفا الصراع يمددان الهدنة رغم تواصل القتال

ناقش وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونظيره المصري سامح شكري، مساء الثلاثاء، تمديد وتوسيع وقف إطلاق النار في السودان الذي يشهد اشتباكات دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف الشهر الماضي.
وذكر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر أن الوزيرين اتفقا خلال اتصال هاتفي بينهما على “مواصلة المشاورات الوثيقة بين الولايات المتحدة ومصر في ما يتعلق بالجهود الجارية لتحقيق وقف دائم للأعمال القتالية في السودان”.
Spoke with Egyptian Foreign Minister Sameh Shoukry today to consult on expanding the ceasefire in Sudan and ensuring a coordinated humanitarian response. We also discussed the May 1 Amman meeting on Syria.
— Secretary Antony Blinken (@SecBlinken) May 3, 2023
تجدد الاشتباكات رغم الهدنة السادسة
يأتي ذلك وسط هدنة هشة يتفق عليها طرفا النزاع، دون وجودها على الأرض مع الاشتباكات التي تتجدد في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى.
وقال مراسل الجزيرة مباشر، إن اشتباكات اندلعت صباح اليوم الأربعاء بين الجيش وقوات الدعم السريع، في حي الهدى وشارع القذافي بمنطقة شرق النيل شرقي العاصمة.
وأشار إلى أن طائرة حربية كانت تحلق في سماء منطقة شرق النيل شرقي الخرطوم، في وقت كانت مضادات أرضية تابعة لقوات الدعم السريع تحاول التصدي لها.
وتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات بخرق الهدنة الإنسانية المعلنة بين الجانبين بوساطة أمريكية سعودية لمدة 72 ساعة تنتهي اليوم الأربعاء، في حين تواصلت الاشتباكات المتقطعة بالعاصمة الخرطوم.
While we work with partners to end the fighting in Sudan and ensure unimpeded humanitarian access, @StateDept staff are working tirelessly to help bring Americans to safety. We thank our partners for their help. pic.twitter.com/wm47pthyFw
— Secretary Antony Blinken (@SecBlinken) May 3, 2023
“هدنة من 7 أيام”
وأعلنت وزارة خارجية جنوب السودان، أمس الثلاثاء، أن طرفي النزاع في السودان وافقا خلال اتصال مع سلفا كير رئيس جنوب السودان على هدنة لمدة 7 أيام تبدأ في 4 مايو/أيار.
وقالت الوزارة في بيان إن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) “وافقا من حيث المبدأ على هدنة لمدة سبعة أيام من 4 إلى 11 مايو”.
وأشارت الوزارة في بيانها إلى أنهما “أعطيا موافقتهما على تعيين ممثلين لمفاوضات سلام تُعقد في المكان الذي يختارانه”.
ومنذ اندلاع الصراع بين الجيش والدعم السريع في منتصف أبريل/نيسان، شهدت تعهدات سابقة لوقف إطلاق النار -تراوحت مُددها بين 24 و72 ساعة- حدوث خروق للهُدَن.
وقالت وزارة خارجية جنوب السودان في بيان إن جهود وساطة قادها الرئيس سلفا كير أفضت إلى اتفاق بين طرفي الصراع على هدنة لمدة أطول تبدأ من غد الخميس حتى 11 من الشهر الجاري، إلى جانب اختيار ممثلين للمشاركة في محادثات سلام.
ولم يتضح حتى الآن مدى استعداد البرهان وحميدتي للالتزام بالاتفاق.
ولم يحترم الطرفان المتحاربان في السودان أيًّا من الهُدَن السابقة، وقالت الأمم المتحدة إن الصراع أوقع البلد الذي يعاني أصلًا من أزمات سياسية واقتصادية متعددة في “كارثة بأتم معنى الكلمة”.
وأسفر القتال الذي بدأ في منتصف الشهر الماضي عن مقتل أكثر من 550 شخصًا، معظمهم في الخرطوم ودارفور (غرب) وإصابة الآلاف، وفق حصيلة رسمية يؤكد مراقبون أنها أقل من الواقع.
ويعمل الرئيس سلفا كير بمبادرة من الهيئة الحكومية للتنمية الإقليمية لشرق أفريقيا (إيغاد) التي يشغل عضويتها السودان إلى جانب جيبوتي وإثيوبيا وكينيا وأوغندا والصومال وجنوب السودان.
ومنذ 15 أبريل الماضي، تشهد ولايات بالسودان اشتباكات واسعة بين الجيش والدعم السريع، يتبادل فيها الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عن اندلاعها عقب توجّه قوات تابعة لكل منهما للسيطرة على مراكز للطرف الآخر.