“12 يوما تعادل 12 عاما”.. سوريون في السودان يفرون من الحرب للمرة الثانية (فيديو)

يعيش عشرات الآلاف من السوريين الذين لجؤوا إلى السودان فرارا من جحيم الحرب في بلادهم أوضاعا مأساوية ومصيرا غامضا في ظل حرب جديدة تعصف بوطنهم البديل.

من هؤلاء رضوان هشام وهبة الذي فر من سوريا عام 2012 إلى السودان على أمل بناء حياة جديدة بعدما تعرض لإطلاق نار عندما انزلقت بلاده في حرب أهلية، والآن يرتحل وهبة وكثير من السوريين مرة أخرى.

وبعد أيام من هروبه من إراقة الدماء في الخرطوم مع احتدام القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، يقيم وهبة في خيام داخل شوارع بورتسودان على ساحل البحر الأحمر في انتظار الوصول إلى بر أمان وبداية جديدة مرة أخرى.

تحت قصف عشوائي

وقال وهبة، وهو من زملكا قرب دمشق، إن الحرب أصبحت مصيرًا يلاحق السوريين. وتحدث عن الحرب في الخرطوم قائلًا “لا يمكنك تخيل ما كان عليه الحال بالنسبة للمدنيين والأجانب على حد سواء. كان الجميع تحت قصف عشوائي. تُطلق الصواريخ ولا تعرف أين ستسقط”.

ووفقًا لبيانات الأمم المتحدة فإن أكثر من 66 ألف سوري حطوا رحالهم في السودان مستفيدين من متطلبات الدخول اليسيرة بعد أن مزق الصراع وطنهم منذ عام 2011.

ويسعى كثيرون الآن للانضمام إلى الأجانب الذين غادروا السودان في الأيام الماضية، من خلال عمليات إجلاء نظمتها حكوماتهم. وخوفًا من العودة إلى وطنهم الممزق، تتقطع السبل ببعض السوريين بين الصراعين.

تروي شام الدرزي (45 سنة) التي غادرت سوريا في 2013، كيف احتمت هي وابناها وابنتها الحبلى بالمنزل لمدة أسبوع قبل الفرار، وتقول “كنا خائفين جدًا بسبب القصف والاشتباكات وانقطاع الكهرباء والماء”.

ومثلها مثل وهبة، تعيش هي وعائلتها في الشارع. ورغم عدم رغبتها في العودة إلى سوريا، قالت شام وهي من منطقة الكسوة جنوبي دمشق “كل الدول تجلي رعاياها باستثناء السوريين، لا أحد يهتم بنا”.

سوريون خارج مطعم شاورما سوري في الخرطوم (رويترز)

12 يوما من الحرب في الخرطوم

وأدت الحرب في سوريا إلى موجة من الهجرة بعد مقتل مئات الآلاف وانهيار الاقتصاد، ونزح أكثر من نصف السكان عن منازلهم قبل الحرب وبحث الملايين عن حياة جديدة في الخارج.

وقال محمود سويدان (33 عامًا) الذي غادر سوريا العام الماضي فحسب بحثًا عن عمل “حين أتينا إلى السودان كنا نتوقع أن يكون هناك راحة نفسية. وأن نتمكن على الأقل من العمل وتأسيس حياة جديدة. لكن الحرب التي حدثت هنا كانت صدمة كبيرة”.

ووصف القتال الضاري قائلًا “عشنا 12 عامًا من الحرب. 12 يومًا في الخرطوم بدت كما لو أنها 12 عامًا”.

وذكرت وسائل إعلام سعودية رسمية أن مواطنين سوريين كانوا من بين من أجلتهم البحرية السعودية إلى جدة الأسبوع الماضي، وقالت شركة طيران أجنحة الشام السورية إنها تسير رحلتين من بورتسودان إلى سوريا يومي الثلاثاء والأربعاء. إلا أن معظمهم لا يزالون عالقين في بورتسودان.

وبعدما قطعوا رحلة شاقة وخطيرة، ها هم يعانون من خيبة أمل لعدم تمكنهم من اللحاق بأي عملية إجلاء إضافة إلى الأوضاع الصعبة في بورتسودان.

وقال سويدان “استغرقنا 4 ساعات ونصفا من الخرطوم للوصول فقط إلى مدني (بلدة ليست بعيدة عن العاصمة) بسبب نقاط التفتيش المختلفة والطرق التي أصابها الدمار”، واستغرق الأمر منه 36 ساعة إجمالا لقطع 800 كيلومتر. وقال إنه سمع بمقتل سوري عند نقطة تفتيش بعد مشادة مع من فيها.

المصدر : رويترز

إعلان