جيش الاحتلال يعلن اغتيال منفذي هجوم الأغوار خلال عملية عسكرية في نابلس وحماس تتوعد بالثأر (فيديو)

استشهد 3 مقاومين فلسطينيين وأصيب العشرات، اليوم الخميس، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي البلدة القديمة من مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية ومحاصرة منزل فيها.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلي الرسمية باندلاع مواجهات “بين قوة عسكرية سرية ومسلحين في نابلس أثناء نشاط أمني لاعتقال مطلوبين”، وأنه تم القضاء على اثنين من منفذي عملية الأغوار (التي أسفرت عن مقتل 3 مستوطنات قبل نحو شهر)، بالإضافة إلى مقتل أحد مساعديهم.

وذكرت أن المنفذين اللذين تم اغتيالهما هما حسن قطناني ومعاذ المصري، وأنهما ينتميان إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، كما تمت تصفية مساعد آخر خلال العملية يدعى إبراهيم جبر.

عملية خاصة شارك فيها 200 جندي

وقالت “دخلت قوات من الجيش وحرس الحدود البلدة القديمة لمدينة نابلس وقامت بتطويق منزل اختبآ داخله، وجرى في المكان تبادل لإطلاق النار تمت خلاله تصفية الاثنين بمعية فلسطيني آخر قام بمساعدتهما”.

صورة نشرتها كتائب القسام للشهداء الثلاثة

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن “أكثر من 200 مقاتل شاركوا في العملية التي استمرت أقل من ساعتين، وكان كبير المساعدين الذي تمت تصفيته هو صاحب الشقة الذي أخفى الإرهابيين في منزله”، بحسب تعبيرها.

تشوّهت ملامحهما كلّيًّا

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن اثنين من الشهداء الـ3 تشوّهت ملامحهما كلّيًّا جراء كثافة إطلاق النار عليهما، وأن الشهداء هم: معاذ سعد نبيه مصري (35 عامًا)، وحسن سليمان حسن قطناني (35 عامًا)، وإبراهيم أحمد محمد جوري “جبر” (45 عامًا).

وقد أعلنت لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة نابلس إضرابا عاما في المحافظة حدادًا على أرواح الشهداء الثلاثة.

وبارتقاء الشهداء الثلاثة -بالإضافة إلى استشهاد شابة ظهر اليوم بزعم تنفيذ عملية طعن في حوارة جنوب نابلس- ترتفع حصيلة الشهداء منذ بداية العام الجاري إلى 108، بينهم 20 طفلًا وامرأتان.

وشيعت جماهير نابلس، اليوم، جثامين شهداء البلدة القديمة الثلاثة، وانطلق موكب الشهداء من أمام مستشفى رفيديا بمشاركة عدد من ممثلي الفعاليات الرسمية والشعبية، صوب دوار الشهداء وسط المدينة، حيث أدى المشيعون عليهم صلاة الجنازة قبل مواراتهم الثرى.

وفي وقت سابق اليوم، نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن مصادر أمنية ومحلية، أن قوات خاصة إسرائيلية اقتحمت حارة الياسمينة بالبلدة القديمة وحاصرت منزلًا فيها، وأن تعزيزات لقوات الاحتلال اقتحمت المدينة من عدة محاور، فاندلعت اشتباكات في المنطقة.

ونقلت عن شهود عيان، أن قوات الاحتلال استهدفت المنزل المحاصر -الذي يعود لعائلة عكوبة- بوابل من الرصاص الحي، كما أطلقت باتجاهه عددًا من صواريخ “الإنيرجا”، ومنعت الطواقم الطبية من الوصول إلى المنطقة المحاصرة.

وإلى جانب الشهداء الـ3، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس بإصابة 166 مواطنا، 4 منهم بالرصاص الحي، و10 جراء السقوط، و152 باختناق بالغاز بينهم طلبة مدارس.

واضطرت مديرية التربية والتعليم في مدينة نابلس، إلى إخلاء 16 مدرسة قريبة من المنطقة التي جرت فيها الاقتحامات والاشتباكات، لوقوع تلك الاقتحامات أثناء وجود الطلبة في المدارس.

حماس تتوعد بالثأر

من ناحيتها، أكدت حركة حماس أن “اغتيال الاحتلال الصهيوني أبطال المقاومة في مدينة نابلس صباح اليوم الخميس لن يحد من ضرباتها وعملياتها أو يوقف مدها المتصاعد”. وأضافت في بيان “أن المقاومة ستمضي بكل عزيمة وإصرار للرد على جريمة الاغتيال والثأر لدماء الشهداء”.

وأوضحت أن “جريمة الاحتلال الصهيوني باغتيال ثلة من أبطال المقاومة في نابلس تضاف لسجل الاحتلال الأسود وحكومته الفاشية التي ستدفع ثمن جرائمها”، ودعت جماهير الشعب الفلسطيني وكل التشكيلات العسكرية في الضفة الغربية إلى الاستمرار في الاشتباك مع الاحتلال والثأر لدماء الشهداء.

ونعت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، شهداءها الثلاثة “أبطال عملية الأغوار الذين انتصروا للأقصى”، وارتقوا صباح اليوم “مقبلين غير مدبرين” بعد اشتباك مع قوات الاحتلال التي حاصرتهم في البلدة القديمة بنابلس.

ونعت حركة الجهاد الإسلامي الشهداء الثلاثة وأكدت في بيان لها أن “جريمة الاغتيال النكراء التي ارتقى خلالها الشهداء الأبطال الذين أوجعوا العدو في عملية الأغوار، ستجعل المقاومة أكثر قوة وصلابة في وجه الاحتلال وحكومته الفاشية”.

وتعهدت الحركة باستمرار نهج الاشتباك إلى جانب كل قوى المقاومة، داعية الشعب الفلسطيني إلى الوحدة واحتضان المقاومين الذين يمثلون خط الدفاع الأول في وجه العدوان المتواصل على الأرض والمقدسات.

في هذا السياق، أكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، أن “المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في نابلس اليوم لن تُثني شعبنا عن مواصلة نضاله”، مُحمّلة حكومة الاحتلال مسؤولية جرائمها وتداعياتها.

وأضافت في بيان لها نعت فيه شهداء نابلس، أن “دماء الشعب الفلسطيني لن تكون طوق نجاة لحكومة الاحتلال المأزومة، التي لم يتبقَ لديها سوى الإرهاب والقتل كي ترأب صدع أزماتها الداخلية”.

الرئاسة الفلسطينية تحذر من تفجّر الأوضاع

بدروها، أدانت الرئاسة الفلسطينية “جريمة” الاحتلال في البلدة القديمة من نابلس، وحذرت من أن استمرار التصعيد الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، سيفجر الأوضاع في المنطقة، وسيدفعها إلى مرحلة تصعب السيطرة عليها.

وحمّلت -في بيان لها- حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه السياسة التصعيدية التي تدفع بالأمور نحو العنف وتوتير الأجواء، وطالبت الإدارة الأمريكية بالتدخل الفوري وعدم الاكتفاء بسياسة الاستنكار “لأن الأوضاع على الأرض أصبحت صعبة للغاية ولا يمكن لأحد توقع تداعياتها”.

عملية عسكرية وشيكة

ونقلت هيئة البث الإسرائيلي عن صحيفة “يسرائيل هايوم” بأن الدوائر الأمنية تنظر في الأسابيع الأخيرة في احتمال تكثيف نشاطاتها في الضفة الغربية، واتخاذ قرار بشأن تنفيذ حملة عسكرية واسعة النطاق هناك.

وتابعت الصحيفة الإسرائيلية “يأتي ذلك بناء على توقعات بعدم انخفاض حدة التوتر الأمنية في هذه المنطقة قريبًا وفي مسعى لمنع تصعيدها”.

وأشارت إلى وجود اختلافات في الآراء في صفوف قيادة جيش الاحتلال حول ضرورة تنفيذ عملية عسكرية في الفترة القريبة، في حين يدعم جهاز الأمن العام (الشاباك) تشديد الإجراءات الأمنية، مضيفة أن وزير الدفاع يوآف غالانت لم يحسم بعد هذه القضية.

مواجهات في رام الله

وفي رام الله، أصيب فجر اليوم تسعة مواطنين برصاص الاحتلال، وعشرات باختناق بالغاز السام، خلال مواجهات اندلعت في بلدتي بيت ريما، والنبي صالح.

وذكرت الوكالة الفلسطينية أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت بيت ريما في ساعة متأخرة من الليلة الماضية، وأن مواجهات اندلعت في المكان، أسفرت عن 6 إصابات بالرصاص الحي في الأطراف السفلية من الجسم، وعشرات بالاختناق.

المصدر : الجزيرة مباشر + هيئة البث الإسرائيلي + وكالة الأنباء الفلسطينية

إعلان