استمرار الصراع في السودان.. نهب وفوضى في الشوارع وجلسة طارئة لمجلس حقوق الإنسان

استمرار المعارك في السودان (الأناضول)

تواصلت الاشتباكات في السودان، الجمعة، رغم الهدنة التي تعهّد كل من قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو (حميدتي) المتصارعان على السلطة، الالتزام بها، ورغم التهديدات الأمريكية بفرض عقوبات.

وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السـودان في بيان الجمعة، إن حصيلة ضحايا الاشتباكات ارتفعت منذ بداية المعارك إلى (473) حالة وفاة، و(2454) حالة إصابة، مشيرة إلى وجود العديد من الإصابات والوفيات غير مشمولة في هذا الحصر، حيث “لم تتمكن من الوصول للمستشفيات لصعوبة التنقل والوضع الأمني في البلاد”.

ومن بين القتلى أطفال “بأعداد كبيرة مرعبة”، بحسب الأمم المتّحدة، في بلد يقلّ فيه عمر 49% من السكّان عن 18 عامًا.

وأشارت منظّمة الأمم المتّحدة للطفولة “يونيسف” الجمعة إلى تقارير تفيد بسقوط 7 أطفال كلّ ساعة بين قتيل وجريح.

وأضافت المنظمّة الأممية أنّها تلّقت تقارير من شريك موثوق به -لم تتحقّق منها الأمم المتّحدة بشكل مستقلّ بعد- تفيد بأنّ 190 طفلًا قُتلوا و1700 آخرين أصيبوا بجروح خلال أول 11 يومًا فقط من القتال.

جلسة طارئة بمجلس حقوق الإنسان

وأظهرت وثيقة الجمعة أن مجموعة من الدول تستعد لطلب عقد اجتماع عاجل لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حول الأزمة السودانية الأسبوع المقبل، وذلك في خطوة يأمل نشطاء حقوق الإنسان أن تزيد التدقيق في تجاوزات الطرفين المتحاربين.

وأظهر الخطاب الذي يحمل تاريخ الخامس من مايو/أيار أن بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا والنرويج من المنتظر أن تطلب من رئيس المجلس عقد اجتماع لبحث اندلاع العنف في السودان منذ 15 أبريل/نيسان.

ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة هو الجهة الوحيدة المكونة من حكومات لحماية حقوق الإنسان حول العالم، ورغم أنه لا يملك صلاحيات ملزمة قانونًا، فإن مناقشاته يمكن أن تؤدي إلى تحقيقات تعزز الأدلة في المحاكم الوطنية والدولية.

نهب وفوضى

وتعرضت مصانع وبنوك ومتاجر للنهب أو التخريب في أنحاء الخرطوم، وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وأفاد السكان بارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية.

وخلت أحياء بأكملها من سكانها الذين ينتابهم الخوف على منازلهم، وقالت آية الطاهر لوكالة رويترز إنها فرّت مع أسرتها إلى الأطراف الشمالية للعاصمة بعد أن أصاب الرصاص سقف منزلهم.

وأضافت أنها تخطط كل يوم للعودة إلى منزلها حتى لمجرد الحصول على المزيد من المواد الأساسية، لكن الوضع غير آمن تمامًا.

وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان إن أحد مستشفيات الولادة الرئيسة في البلاد، وهو مستشفى الدايات في مدينة أم درمان المجاورة، ومستودع الإمدادات الطبية المركزي تعرضا للنهب واحتلته قوات، الخميس.

حلول أفريقية

ووصلت 30 طنًّا إضافية من المساعدات، الجمعة، إلى مدينة بورتسودان الساحلية التي ظلّت نسبيًا في منأى عن أعمال العنف.

وتسعى الأمم المتحدة ومنظّمات غير حكومية أخرى إلى التفاوض بشأن تسليم هذه الشحنات إلى الخرطوم ودارفور، حيث تعرّضت المستشفيات والمخزونات الإنسانية للنهب والقصف.

وفي وقت تتكثف فيه المبادرات الدبلوماسية في أفريقيا والشرق الأوسط، قال الجيش إنه اختار الاقتراح الذي تقدّمت به الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) بسبب الحاجة إلى “حلول أفريقية لمشاكل القارّة”، مرحّبًا في الوقت ذاته بالوساطتين الأمريكية والسعودية.

المصدر : وكالات

إعلان