صحيفة إسرائيلية: أبرز منظمات اللوبي الصهيوني في أمريكا “تموت ببشاعة”

نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، الخميس، مقالًا للكاتب، ليف سيستن، يقول فيه إن أبرز جماعات الضغط الصهيونية في الولايات المتحدة، منظمة (إيباك) تموت بشكل بشع.
ويؤكد الكاتب أن إلغاء إيباك مؤتمراتها السنوية يسهم في المصير المحتوم، معتبرًا أنه بمثابة “تضحية بالنفس”، لأنه يبعد المنظمة عن اليهود والأمريكيين، الذين يحبون إسرائيل.
اقرأ أيضا
list of 3 itemsالزلزال وحقارة البروباغندا الصهيونية
سنوات من التزامن بين رمضان الرحمة وفضح الصهيونية
ويضيف أن كل مواطن أمريكي يهودي، يحصل سنويًا على دعوات تطالبه بالتبرع لصالح المنظمات اليهودية، التي أسهمت في رخاء إسرائيل بطرق مختلفة، وكذلك في دعم المواقف السياسية لها، لكن ليس من المعروف من أين تحصل هذه المنظمات على التمويل؟ رغم أنه لا أحد يرسل المال استجابة لهذه الدعوات.
ويرى سيستن أن هذه المنظمات تحولت إلى مجرد هياكل خاوية بلا روح، فهذه الخطابات تتكلف أموالًا لإرسالها بينما المنظمات المرسلة لا تتلقى المال الذي يكفي بالكاد لكتابتها وإرسالها العام التالي، فما الجدوى من الكتابة والمراسلة؟ مضيفًا أن بعض هذه المنظمات استنفد الغرض من وجوده وبعضها ابتعد عنه اختياريًا.
ويقول إن إيباك كانت لعقود طويلة، المنظمة الحقيقية ضمن اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، وكان مؤتمرها السنوي علامة بارزة، تجمع آلاف الناشطين والمشاركين، في واشنطن فيما كان يعده البعض ممارسة شبيهة بطقوس الحج القديمة في القدس، بحيث يتدارسون ويتبادلون الأفكار ضمن العقلية الصهيونية، بشكل غير ممكن في أي حدث آخر في العالم.
ويضيف سيستن أنه “خلال هذه المؤتمرات كان من المعتاد أن ترى الناشطين والمفكرين والمتعاونين السياسيين، من مختلف دول العالم وهم يقدمون الأفكار وينظمون الجهود لدعم رفاهية، ورخاء إسرائيل كدولة صديقة للولايات المتحدة، وهو ما جعل عمل إيباك شديد الأهمية”.

ويقول إن المؤتمر السنوي كان وسيلة تساعد إيباك على إقناع البيت الأبيض، والكونغرس بأنها لا تمتلك التمويل الكافي فقط، بل أيضًا هي منظمة تمثل الناس، ولها القوة الكافية لتنجح كمجموعة ضغط سياسي، علاوة على أن أموالها تسهم في دعم المرشحين في الانتخابات، ليربحوا الأصوات ضمن النظام الديمقراطي، وقد تركت هذه الاجتماعات السنوية أثرًا كبيرًا في أذهان الطبقة السياسية في واشنطن بأن إيباك تمتلك القوة الكافية لإحداث التغيير.
ويعرج الكاتب على أن المؤتمرات السنوية كانت تخصص يومًا للمشاركين يقومون فيه بزيارة الكونغرس والتحدث مع النواب حول قضية إسرائيل، وهمومهم وتوقعاتهم تجاهها، وكان من الشائع أن يلتقي النواب عشرات المشاركين، وهو الأمر الذي كان له أثر بالغ، في تعزيز صورة إيباك كمنظمة قوية، تستطيع التأثير في السياسيين.
ويوضح أن إيباك قررت تغيير سياساتها للتركيز على دعم المرشحين في الانتخابات المختلفة الذين يؤيدون القضايا الصهيونية، من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وهو القرار الذي سيجعل المنظمة تتورط أكثر في الاستقطاب السياسي على الساحة السياسية الداخلية في الولايات المتحدة.
ويختم سيستن بالقول إنه “للأسف يبدو أن الحرس القديم الذين كانوا يفهمون سياسات التعامل مع القضايا العامة، تراجعوا وحل بدلًا عنهم جيل جديد من القيادات الذين سيديرون إيباك في الغالب كشركة تجارية، وإضافة إلى ذلك، لكي نستمر ضمن المصطلحات التجارية، ربما يدعمون المستثمرين الكبار ليصبح الخاسر الأكبر على المدى الطويل، هو الشعب اليهودي”.