أكاديمي سعودي: الرياض لديها أدوات مهمة في المفاوضات بين طرفي الاشتباكات في السودان (فيديو)

قال أستاذ الإعلام السياسي عبد الله العساف، إن المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية لديهما أدوات قوية ومهمة لإقناع طرفي الاشتباكات في السودان بقبول وقف إطلاق النار.

وأوضح العساف، خلال لقائه في برنامج (المسائية) على الجزيرة مباشر، أن “السعودية لديها أدوات مهمة في عملية المفاوضات، وهي أنها حتى الآن تمتلك مكانة وعلاقة جيدة لدى قادة طرفي الاشتباكات في السودان، وأن الطرفين يؤمنان بأن السعودية ليس لها أطماع في السودان بشكل عام، وأنها كدولة عربية يهمها أمر ومصلحة السودان”.

وأضاف “والبعد المهم الذي تشترك فيه السعودية مع الولايات المتحدة هو عدم تصنيف طرفي الاشتباكات حتى هذه اللحظة”، معتبرًا أن ذلك يُسهّل من عمليات التفاوض، محذرًا من “تصنيفهما مستقبلًا من قِبل الولايات المتحدة مما يمهد لتدويل قضية السودان لأمد غير محدود”.

وتابع “السعودية ستمارس الضغط على أي طرف يحاول الدخول بين المتخاصمين السودانيين”، وأكد “ظاهريًّا جميع الدول العربية تصطف خلف القرار السعودي، لكن أحيانًا هناك بعض المصالح هي التي تقود البعض لأن يخرج عن السياق العربي بشكل أو بآخر، وبالتالي تحدث بلبلة في المنطقة”.

ويرى الأكاديمي السعودي أن “الأمور في السودان ستتجه إلى هدنة حقيقية طويلة نسبيًّا، وليست كالهُدَن الست السابقة التي لم تصمد إلا سويعات قليلة”.

وأكد أنه “في هذه المرة يوجد راعيان، أحدهما إقليمي والآخر دولي، ولهما ثقلهما الكبير، وفي المقابل يحرص طرفا الاشتباكات في السودان علي إقامة علاقات جيدة معهما”.

وأوضح أستاذ الإعلام السياسي أن “الهُدَن السابقة كانت إعلامية لكلا الطرفين أكثر من كونها إنسانية، لكي لا يحسب أي طرف منهما أنه البادئ بالحرب وأنه ضد الممرات الإنسانية الآمنة”، لافتًا إلى أن “الطرفين اشتركا في أنهما قبلا هذه الهدن شكلًا لكنهما خرقاها ضمنيًّا”.

وأشار إلى أن الطرفين كانا يعتقدان أنهما قادران على حسم المعركة عسكريًّا “والقضاء على الطرف الآخر، لكنهما اصطدما بالواقع، سواء من خلال الشارع السوداني الذي ربما أخذ موقفًا محايدًا من طرفي الصراع، أو ردة الفعل الدولية”.

“أمريكا وحدها ليست قادرة”

من جهته، قال خبير الأمن والاستراتيجية العسكرية في مؤسسة (ويكي ستراد) ريتشارد وايتز “الولايات المتحدة ليس لديها الكثير من النفوذ في السودان، وهو أمر مشابه لما كان عليه الأمر في سوريا وليبيا، حيث إن الولايات المتحدة طرف من أطراف عديدة”.

وأضاف “بالتالي أفضل ما يمكن للولايات المتحدة القيام به، هو العمل بالتنسيق مع أطراف أخرى، مثل الاتحاد الأفريقي ودول في الشرق الأوسط من أجل أن يكون هنالك استجابة متعددة، ولا أعتقد أن هناك دولة قادرة وحدها على إيقاف القتال في السودان، وبالتالي يجب تنسيق الجهود”.

وتابع “كل الحروب التي انخرطت فيها الولايات المتحدة مؤخرًا، في العراق وأفغانستان وأوكرانيا وسوريا وليبيا، جميعها استمرت، وهنالك تشاؤم حول إطالة أمد الحرب”.

وأكد وايتز أنه يجب احتواء الاشتباكات أطول وقت ممكن، موضحًا أنه “بسبب موقع السودان ومجاورته لدول مهمة، فإن توسع النزاع قد يكون خطر جدًّا، لذلك هو محط تركيز الجهود الدولية في الأسابيع القادمة”.

وأشار الخبير الأمني إلى أن “هذه من ضمن الحروب القليلة التي أجمعت الأطراف الدولية على أنها يجب أن تتوقف، لكن بعد ذلك يمكن أن تتضارب المصالح، فالولايات المتحدة تود إرجاع المدنيين إلى السلطة، وربما لا تريد ذلك دول وجهات أخرى”.

وانطلقت، السبت، محادثات بين ممثلي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة جدة بمبادرة سعودية أمريكية، وتُعَد هذه المبادرة أول محاولة جادة لإنهاء القتال الذي حوّل أجزاء من العاصمة الخرطوم إلى مناطق حرب، وعرّض الانتقال السياسي الهش في البلاد للخطر بعد اضطرابات وانتفاضات استمرت سنوات.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان