“فلتجد لنا الأمم المتحدة بلدا ثالثا”.. لاجئون سوريون في لبنان يرفضون إجبارهم على العودة (فيديو)

عبّر لاجئون سوريون بمخيم سهل عكار في لبنان عن انزعاجهم من قرار السلطات اللبنانية إعادتهم إلى بلادهم، بدعوى عدم امتلاك إقامات أو أوراق ثبوتية.
ورصدت كاميرا الجزيرة مباشر في جولة، الأحد، آراء اللاجئين تجاه إعادة العشرات منهم إلى بلدهم، بعدما عاد السجال السياسي في لبنان بشأنهم.
وقال لاجئ في المخيم “على الأمم المتحدة أن تجد لنا بلدا جديدا أكثر أمانا تأخذنا عليه، إذا رفض لبنان استقبالنا، إنما لن نعود إلى سوريا”، موضحا أنهم سيواجهون المجهول في حال عادوا إلى سوريا.
وأفاد لاجئ آخر بأن المعيشة صعبة في لبنان بسبب الأوضاع الاقتصادية، مستدركا “لكنهم على الأقل يجدون بعض الأعمال التي توفّر لهم قوت يومهم، مثل العمل في الأراضي الزراعية”.
وأضاف أنه وأسرته يعيشون في خيمة رثة تؤويهم، لكنهم في سوريا لن يجدوا لهم مأوى ولا عملا يضمن لهم الحياة، مطالبا أصحاب الأراضي الزراعية بالدفاع عن العمال السوريين الذين يعملون لديهم.
وأظهرت كاميرا الجزيرة مباشر صعوبة الحياة داخل المخيم الذي يغرق في الوحل بسبب الأمطار، كما أن الخيام لا تحمي ساكنيها من البرد أو المطر، بجانب افتقار المخيم إلى وسائل التدفئة والماء والمرافق.
وقالت لاجئة من المخيم إنها تتمنى العودة إلى وطنها سوريا، لكنها لا تملك مكانا تعود إليه “في بلد يعمّه الخراب” وفق تعبيرها، وتمنت أن تكون سوريا مستقرة، وأن يتوافر لها وأسرتها مأوى حتى تعود إليها.
وعبّر لاجئون عن تخوفهم من عودتهم إلى سوريا بسبب إلزامية التجنيد في الجيش، كما أنهم لا يملكون مأوى فيها، ورأوا أن لبنان أكثر أمانا رغم ظروفه الاقتصادية.
وأوضح لاجئ شاب (21 عاما) للجزيرة مباشر، أنه قدِم إلى لبنان وعمره 11 عاما، وهو اليوم أب لطفلة ويعيل عائلته بعد وفاة والده، وأنه إذا عاد إلى سوريا ستجبره السلطات على التجنيد، وبالتالي لن تجد عائلته معيلا.
وقال كهل إن منزله في سوريا ضاع، وإنه وأبناءه يعملون في الأراضي الزراعية بشمالي لبنان، أما إذا عادوا إلى سوريا فسيكون الوضع أشد سوءا.
وعبّرت لاجئة أخرى عن خوفها من العودة إلى سوريا بسبب الوضع الأمني فيها. وقال شاب إن القرار مجحف في حق اللاجئين السوريين، وإنه يخشى العودة بسبب عدم وجود ضمانات لسلامتهم.
ويُقدّر الأمن العام اللبناني عدد اللاجئين بمليونين و80 ألفا، يتوزعون في أنحاء البلاد.
وكان وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني هيكتور حجار، قال إنه لم يطلب المساعدة للاجئين والنازحين في لبنان في بروكسل، بل دعا إلى عودتهم لسوريا.
ولاقت التصريحات التي دعت إلى ترحيل اللاجئين السوريين أصواتا معارضة، خرجت للاحتجاج في الشوارع في بعض المناطق مثل مدينة طرابلس.