باحث في الشأن التركي: خطاب الكراهية ضد السوريين يضر بنسيج المجتمع التركي (فيديو)

قال الكاتب والباحث في الشأن التركي سعيد الحاج، إن خطاب الكراهية الذي تنتهجه المعارضة اتجاه السوريين لا يضر السوريين والأجانب وحدهم، بل يضر النسيج المجتمعي التركي أيضًا.
وأوضح الحاج خلال لقائه مع برنامج (المسائية) عبر الجزيرة مباشر، أمس الاثنين، “حذرنا مرارًا من خطاب الكراهية والتمييز، لأنه دائمًا ما يبحث عن الآخر، حتى لو انتهت مشكلة السوريين، فسيبحث هذا النوع من الخطاب عن آخرين يمارس عليهم ذات الكراهية والتحريض، قد يوجه للأكراد في المستقبل، وقد ينتقل خطاب الكراهية ليكون مذهبيًّا وليس عرقيًّا فقط”.
وأضاف أن المعارضة من خلال استهدافها لمناكفة حزب العدالة والتنمية، نجحت خلال السنتين الماضيتين في وضع المهاجرين الأجانب واللاجئين في قلب المعركة الانتخابية، وتحويلهم إلى ملف انتخابي.
وتابع “وسيلة ذلك كانت الخطاب الأمني، فتحدثوا عن السوريين واللاجئين باعتبارهم خطرًا أمنيًّا على البلاد يهددون الأمن والاقتصاد والنسيج المجتمعي والثقافة ويعتدون على الأتراك، كما أنهم نشروا بيانات مغلوطة عن أعدادهم وعن أعداد المجنسين بينهم”.
وأشار الحاج إلى أن خطاب الكراهية والتمييز انتقل من المعارضة التقليدية مثل حزب الشعب الجمهوري بقيادة كليجدار أوغلو، إلى “تيارات عنصرية مناهضة للاجئين بشكل واضح، مثل حزب النصر الذي لا يعطي اهتماما للشعب التركي في الحملة الانتخابية -تقريبًا- إلا بوعده بإعادة السوريين إلى بلدهم”.
وأوضح الحاج أن الذين يتحدثون عن إعادة السوريين، هم تيارات وأشخاص قد يكونون قليلين، لكن صوتهم مرتفع جدًّا، على حد تعبيره.
وأكد أن “التيارات اليمينية المتطرفة والشعبوية تتغذى على هذا النوع من الخطاب، الخطاب الذي يدغدغ المشاعر والغرائز، وأن هذا الطرف الآخر خطر عليك، وهي خطابات للأسف تؤتي أكلها مع الجماهير، لذلك حدث الكثير من المشادات والاحتكاكات الميدانية في الشارع بين أتراك وسوريين، وأحيانًا يحدث ذلك مع أجانب يأتون إلى تركيا للسياحة، وبالرغم من كونهم يعززون الاقتصاد بطريقة أو بأخرى، فإن بعضهم تعرض لمضايقات”.
في ظل احتدام المنافسة في #الانتخابات_التركية.. ما هي مخاوف العرب في #تركيا؟#المسائية pic.twitter.com/hq4MUnt3y5
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) May 8, 2023
“غير منطقية”
وأشار إلى أن “هناك حالة متصاعدة في خطاب الكراهية ورفض الوجود الأجنبي، وتحديدًا العربي والسوري، وأتوقع أن لا تكون محصورة بالانتخابات، بل يمكن أن تستمر في الفترة التالية للانتخابات، ستقل حدتها بالطبع لكن ستستمر”.
وعن ترحيل السوريين إلى بلادهم، يرى الحاج أنها فكرة غير منطقية، وقال “ترحيل السوريين قد لا يكون فكرة منطقية، هذا الأمر سيحتاج إلى حل المسألة السورية، وتوافق دولي وجهود كبيرة، لكن بالرغم من ذلك فستسمر المعارضة في الحديث عن إعادة السوريين لأنهم مادة إعلامية مكسبة لمن يتبناها”.
وفيما يتعلق بسحب الجنسية من كل العرب الذين حصلوا عليها مؤخرًا، قال الحاج “هذا أمر غير منطقي ولا سياسي ولا دستوري، لكن يمكن العودة للنظر والتدقيق في بعض الجنسيات التي قد يكون فيها بعض الأخطاء والنقص في الأوراق، قد تكون ورقة سياسية يستخدمها البعض، خاصة لو فازت المعارضة بهذه الانتخابات”.
ويرى الباحث في الشأن التركي، أن أي رئيس قادم لتركيا يدرك أن العنصر الأجنبي هو عنصر فاعل ومفيد للبلاد، من الناحية الاقتصادية والثقافية والعديد من النواحي الأخرى، و”بالتالي فإن التضييق على الأجانب أمر سيثير فزع أصحاب رؤوس الأموال والاستثمارات التي من المفترض أن يكون حريصًا عليها من سيحكم تركيا”، مؤكدًا أن جزءًا مهمًّا من هذه الخطابات لن يكون له مجال في التطبيق العملي.