باكستان.. اعتقال عمران خان أثناء مثوله أمام المحكمة في إسلام آباد وإصابة محاميه (فيديو)

اعتقل مكتب مكافحة الكسب غير المشروع الباكستاني، رئيس الوزراء السابق عمران خان في المحكمة العليا بإسلام آباد اليوم الثلاثاء، في خطوة تهدد بإثارة اضطرابات جديدة في البلاد.
وأظهرت لقطات مصورة لعملية القبض عليه وإصابة محاميه بجروح أثناء الاعتقال، نشرها حزب حركة الإنصاف الذي يتزعمه، عشرات من رجال الأمن يرتدون معدات مكافحة الشغب وهم يدفعون خان إلى داخل سيارة شرطة، وعقب الحادثة دعا الحزب إلى خروج احتجاجات في جميع أنحاء البلاد.
لكن الشرطة حذرت من أنه سيتم تطبيق أمر يحظر التجمعات التي تشمل أكثر من 4 أشخاص، بشكل مشدد. وقالت شرطة إسلام آباد على حسابها على تويتر “لقد تم توقيف عمران خان في قضية قدير تراست” في إشارة إلى قضية فساد.
وقال وزير الداخلية رنا ثناء الله للصحفيين إن مكتب المحاسبة الوطني ألقى القبض على خان لأنه لم يمثل أمامه “رغم إخطاره”. وأمر المكتب بالقبض على خان في الأول من مايو/ أيار، وذكر المكتب أن “خان متهم بارتكاب جريمة فساد وممارسات فساد”.
والقضية المتهم فيها خان بالكسب غير المشروع هي واحدة من أكثر من 100 قضية مرفوعة ضده منذ أن أطاح تصويت برلماني به من السلطة في أبريل/ نيسان من العام الماضي. وكان قد قضى آنذاك في فترة ولايته 4 سنوات من أصل خمس.
وقد تمنع معظم القضايا خان من تولي مناصب عامة في حالة إدانته. ومن المقرر إجراء انتخابات عامة في نوفمبر/ تشرين الثاني.
الأسلوب الأمني الغريب الذي اعتقلت به قوات الأمن في #باكستان زعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق عمران خان اليوم الثلاثاء، يكشف حجم مخاوف السلطات الباكستانية من ردة فعل أنصاره، في ضوء تحذيرات سابقة من تداعيات هذه الخطوة وخطورتها على المستوى الأمني وعلى الوضع السياسي المتأزم أصلا. pic.twitter.com/WS3cWSu7R2
— عبد الصمد ناصر (@NacirAbdessamad) May 9, 2023
وأدت محاولات سابقة لاعتقال خان من منزله في لاهور إلى اشتباكات عنيفة بين مؤيديه ورجال إنفاذ القانون.
ويشيع التناحر السياسي في باكستان؛ إذ لم يقض فيها أي رئيس وزراء حتى الآن فترة ولايته كاملة، وقد تولى الجيش السلطة نحو نصف تاريخ البلاد. وأظهرت محطات التلفزة المحلية مشاهد فوضى أمام المحكمة، حيث دارت صدامات بين مؤيدي حزب حركة إنصاف وعناصر الأمن.
ويأتي توقيف عمران خان بعد يوم من تحذير وجهه الجيش إليه من إطلاق “مزاعم لا أساس لها” بعدما اتهم خان مجددًا ضابطًا كبيرًا بالتآمر لقتله.
وكان الجيش قد ساند في بادئ الأمر وصول خان إلى السلطة في 2018 قبل أن يسحب دعمه له، ثم أُزيح خان من السلطة عبر تصويت لحجب الثقة عن حكومته في البرلمان في أبريل/ نيسان 2022.
ومنذ ذلك الحين وخان يضغط على الحكومة الائتلافية الهشة لتنظيم انتخابات مبكرة قبل أكتوبر/ تشرين الأول.
وخلال تجمع نظم في نهاية الأسبوع في لاهور بشرق البلاد، أكد خان مجددًا أن الميجور جنرال فيصل نصير وهو ضابط كبير في الاستخبارات، ضالع في محاولة الاغتيال التي جرت في مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 حين أصيب خان برصاصة في ساقه.
وأعلن جهاز العلاقات العامة في الجيش في بيان أن “هذه المزاعم المفبركة والخبيثة مؤسفة جدا وغير مقبولة”. وأضاف أن ذلك “توجه ثابت منذ السنة الماضية. يتعرض مسؤولو الجيش والاستخبارات لإيحاءات ولدعاية مثيرة للانتباه بهدف الوصول إلى غايات سياسية”.
زندہ باد لاہوریوں تاریخ لکھ دو گے آج کہ یہ ملک ہمارا ہے ہم اس کے اصل مالک ہیں عمران خان کو رہا کرو #ReleaseImranKhan #نکلو_خان_کی_زندگی_بچاؤ#ImranKhan pic.twitter.com/YkhdVvDW9Z
— Fauzia Siddiqui (@fozisidd) May 9, 2023
ورد رئيس الوزراء شهباز شريف الذي اتهمه خان أيضًا بالضلوع في مخطط لاغتياله، على تويتر قائلًا إن “مزاعمه التي لا تستند إلى أي دليل ضد الجنرال فيصل نصير والضباط في وكالة استخباراتنا، لا يمكن السماح بها ولن يتم التسامح معها”.
وبحسب الرواية الرسمية فإن محاولة الاغتيال هذه التي أصيب خلالها خان في ساقه هي من تنفيذ مسلح واحد اعترف خلال شريط فيديو بثته الشرطة بأنه منفذ الهجوم وهو حاليا قيد الاعتقال.
هذه النتائج رفضها خان الذي يؤكد أن السلطات رفضت محاولاته لتقديم تقرير إخباري أولي لدى الشرطة لتحديد “المذنبين الحقيقيين”. وقال رئيس الوزراء السابق في شريط فيديو بث الثلاثاء إنه “ليس هناك أي سبب لكي أخترع وقائع”.