نتنياهو يدعو إلى “الصبر والتحمل”.. ترقب وتأهب في إسرائيل لرد المقاومة على اغتيال قادة الجهاد (فيديو)

طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مواطنيه بالصبر وقوة التحمل خلال الأيام القليلة المقبلة، لافتا إلى أنه أصدر تعليماته بالاستعداد للتصعيد ربما على أكثر من ساحة.
وتشهد إسرائيل حالة من الترقب، تحسّبا لإطلاق فصائل المقاومة الفلسطينية صواريخ تجاهها ردا على اغتيال 3 من قادة حركة “الجهاد الإسلامي” واستشهاد 12 آخرين بينهم أطفال ونساء، إذ ألغت الدراسة في نطاق المستوطنات الواقعة على بعد 40 كليومترا من القطاع، وبدأت عملية لإجلاء الآلاف من سكان مستوطنات “غلاف غزة” إلى فنادق في مدن إسرائيلية أخرى.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsأبرز قادة مجلسها العسكري.. من هم شهداء سرايا القدس الـ3 الذين اغتالهم الاحتلال؟
غزة.. مشهد مؤثر لطفلة تبحث عن والدها الذي استشهد جراء القصف (فيديو)
“ساعات وجهنم تفتح أبوابها”.. عرين الأسود تتوعد بالثأر لشهداء غزة وتصيب جنودا إسرائيليين اقتحموا نابلس (فيديو)
وقال نتنياهو في تصريح متلفز له عقب انتهاء اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر (كابينت) “ليس هناك إرهابي محصن”، وأكد أن التصعيد المتوقع بعد اغتيال قادة الجهاد الثلاثة قد يستمر عدة أيام.
وتطرّق نتنياهو إلى الانتقادات التي طالته من شركائه في الائتلاف الحكومي بسبب الرد الأولي والمتراخي الأسبوع الماضي على إطلاق أكثر من 100 صاروخ من غزة.
وقال نتنياهو “أتفهم الرغبة في إيذاء أولئك الذين يؤذوننا على الفور، ولكن كما يقول المثل (بالحيل تصنعون الحرب)”.
من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن اغتيال القادة الثلاثة بحركة الجهاد يُمثل ضربة خطيرة لقيادة التنظيم.
وأضاف في كلمة متلفزة “الليلة الماضية، بعد أن كانت الظروف مهيأة، تصرّف الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) بقوة ودقة وتصميم وفتك، وتم تحقيق أهداف العملية بالكامل”.
وخاطب غالانت الإسرائيليين بقوله “يا مواطني إسرائيل، من المهم أن نقول إن هذه المعركة لم تنته، ما زالت تنتظرنا. قد نشهد إطلاق صواريخ على مناطق قريبة وبعيدة بكثافة كبيرة”.
ومضى غالانت قائلا “قد يُطلب من جنود الجيش الإسرائيلي قريبا زيادة العمليات الدفاعية على حدود قطاع غزة وفي يهودا والسامرة (الاسم التوراتي للضفة الغربية) وأماكن أخرى”، مشيرا إلى أن “المؤسسة الأمنية جاهزة لأي سيناريو، بما في ذلك معركة طويلة ومتشابكة”.
وفجر الثلاثاء، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية ضد قطاع غزة أطلق عليها اسم “الدرع والسهم” أسفرت عن استشهاد 15 فلسطينيا بينهم 4 أطفال و4 نساء، و3 من قادة “سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
وأعلنت “سرايا القدس” استشهاد 3 من قادتها وزوجاتهم وعدد من أبنائهم في الغارات على غزة.
ونعت سرايا القدس في بيان “الشهيد القائد جهاد الغنام أمين سر المجلس العسكري في سرايا القدس، والشهيد القائد خليل البهتيني عضو المجلس العسكري وقائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس، والشهيد القائد طارق عز الدين أحد قادة العمل العسكري بسرايا القدس في الضفة الغربية”.
ووصف البيان غارات الاحتلال بأنها “عملية اغتيال صهيونية جبانة”، في إشارة إلى استشهاد زوجات القادة وأولادهم أيضا في العملية.
وذكر ريتشارد هيشت -متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي- أن 40 طائرة شاركت في الغارات الإسرائيلية التي نُفذت في مدينة غزة وفي منطقة رفح قرب الحدود المصرية، مضيفا “حققنا ما كنا نريد تحقيقه”.
وكتب وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير عبر فيسبوك “تم تبنّي مطلبنا برد فعل هجومي، وتصفية محددة الأهداف لقادة الجهاد الإسلامي”.
وأعرب عن أمله أن تستمر هذه السياسة، مضيفا أنه “سيستأنف مشاركته وتصويته في الحكومة بعد أن قاطعها، الأحد”.
في المقابل، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي والمتحدث باسمها داود شهاب أن “المقاومة تعتبر أن كل المدن والمستوطنات في العمق الصهيوني ستكون تحت نيرانها”.
وقالت حركة الجهاد “كل السيناريوهات والخيارات مفتوحة أمام المقاومة للرد على جرائم الاحتلال”.
وجاء في بيان عسكري للغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية “على الاحتلال وقادته الذين بادروا بالعدوان أن يستعدوا لدفع الثمن بإذن الله”.
وقال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان إن “اغتيال القادة بعملية غادرة لن يجلب الأمن للمحتل بل المزيد من المقاومة”، وأضاف “العدو أخطأ في تقديراته وسيدفع ثمن جريمته”.
بدوره، هدد وزير الطاقة والبنية التحتية الإسرائيلي يسرائيل كاتس باغتيال رئيس حركة حماس بقطاع غزة يحيي السنوار، حال شاركت الحركة في رد محتمل من قِبل الجهاد الإسلامي على اغتيال 3 من قادتها.
ونقلت هيئة البث الرسمية عن كاتس قوله “هناك رسالة واضحة هنا لحماس، إذا انضمت إلى العنف وأطلقت الصواريخ، فإن قيادة الحركة ستكون الهدف الأول”، وأضاف “سنعمل على إلحاق الأذى بمن يؤذينا”.
وتأتي العملية بعد نحو أسبوع من تصعيد عسكري اندلع في غزة عقب استشهاد الأسير خضر عدنان داخل سجون الاحتلال، وانتهى التصعيد، فجر الأربعاء الماضي، بالتوصل إلى وقف إطلاق نار بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، خرقته الأخيرة اليوم باغتيال القادة الثلاثة.