السودان.. هدوء حذر في ظل هدنة مدتها 24 ساعة برعاية سعودية أمريكية (فيديو)

ساد الهدوء نسبيا في العاصمة السودانية الخرطوم صباح اليوم السبت، مع بدء تنفيذ هدنة مدتها 24 ساعة توسطت فيها السعودية والولايات المتحدة.

وقال مراسل الجزيرة مباشر إن الأوضاع هادئة في الخرطوم منذ بدء سريان الهدنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وكان المراسل قد أفاد في وقت سابق اليوم بسماع دوي إطلاق نار بشكل متقطع وسط العاصمة بعد بدء سريان الهدنة.

وكان الطيران الحربي التابع للجيش السوداني قد قصف موقعًا للدعم السريع جنوب الخرطوم بحري قبيل بدء سريان الهدنة الجديدة.

وتتيح الهدنة الراهنة التي دخلت حيز التنفيذ عند الساعة السادسة صباحا (04.00 بتوقيت غرينتش)، وصول المساعدات الإنسانية وتمنح السكان فرصة لالتقاط الأنفاس من ضغوط القتال العنيف.

وتأتي هذه الهدنة القصيرة في أعقاب سلسلة من اتفاقات وقف إطلاق النار انتهكها طرفا الصراع، اللذان تحول صراعهما على السلطة إلى أعمال عنف منذ 8 أسابيع؛ مما أدى إلى أزمة إنسانية هناك.

وقالت الولايات المتحدة والسعودية في بيان الإعلان عن هذه الهدنة، إنهما تشعران “بخيبة أمل” بسبب الانتهاكات، وهدد الوسيطان بتأجيل المحادثات -التي استمرت بشكل غير مباشر في الآونة الأخيرة- إذا تواصل القتال.

تصاعد الدخان خلال الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم قبيل سريان الهدنة (الأناضول)

معارك الخرطوم

وقد حوّل القتال الذي بدأ في 15 أبريل/ نيسان، منطقة العاصمة التي تضم مدن الخرطوم وبحري وأم درمان، إلى منطقة حرب وأدى إلى صراع في دارفور وكردفان في غرب السودان.

وتعاني الخرطوم -التي كان يقطنها أكثر من خمسة ملايين نسمة قبل بدء المعارك- ومدن أخرى، من نقص في المواد الغذائية وانقطاع الكهرباء وتراجع الخدمات الأساسية.

وتأتي الهدنة غداة تجديد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ثقته بمبعوثه الألماني فولكر بيرتس، بعدما اعتبرته الحكومة السودانية شخصا “غير مرغوب فيه”.

وقبل بدء سريان الهدنة، ذكر سكان أن صواريخ مضادة للطائرات أُطلقت من جنوب الخرطوم ومنطقة شرق النيل على الضفة الأخرى من النهر، التي شهدت أيضا ضربات جوية.

وشهد الأسبوع الماضي منذ انتهاء سريان آخر وقف لإطلاق النار في الثالث من يونيو/ حزيران قتالًا كثيفًا، إذ دارت بعض الاشتباكات في محيط قواعد عسكرية مهمة، وقالت قوات الدعم السريع إنها سيطرت على مجمع لتصنيع الأسلحة في جنوب الخرطوم.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة إنها تدعم منصة يطلق عليها مرصد نزاع السودان لنشر نتائج عمليات المراقبة عبر الأقمار الصناعية للقتال ووقف إطلاق النار.

ووثق تقرير أولي للمرصد تدميرًا “واسع النطاق وموجها” لمنشآت المياه والكهرباء والاتصالات.

كما وثق 8 هجمات “ممنهجة” لإحراق الممتلكات عمدا دمرت قرى في دارفور وكذلك عدة هجمات على مدارس ومساجد وغيرها من المباني العامة في مدينة الجنينة في أقصى غرب البلاد، التي شهدت هجمات عنيفة شنتها جماعات محلية وسط انقطاع للاتصالات.

دخان يتصاعد جراء حريق هائل اندلع قرب مجمع عسكري يحوي مصنع أسلحة في جنوب الخرطوم (رويترز)

أزمة إنسانية

وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من نصف سكان السودان سيحتاجون إلى المساعدات هذا العام بسبب القتال مع توقف معظم المستشفيات في مناطق الصراع عن العمل وتناقص الإمدادات الغذائية في الكثير من المناطق.

وسمح وقف إطلاق النار السابق بوصول بعض المساعدات الإنسانية، لكن وكالات الإغاثة قالت إنها لا تزال تواجه عراقيل بسبب القتال والقيود البيروقراطية والنهب.

وأودى النزاع بأكثر من 1800 شخص، حسب مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد)، إلا أن الأعداد الفعلية للضحايا قد تكون أعلى من ذلك بكثير، بحسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية.

وأدى القتال إلى نزوح أكثر من 1.9 مليون شخص، عبر أكثر من 400 ألف منهم الحدود إلى البلدان المجاورة.

وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الصحي والإنساني في السودان، خصوصا في الخرطوم وإقليم دارفور بغرب البلاد، حيث تحتدم المعارك وتتواصل.

ووفق ما تؤكده مصادر طبية، فقد أصبح ثلاثة أرباع المستشفيات في مناطق القتال خارج الخدمة. ويخشى أن تتفاقم الأزمة مع اقتراب موسم الأمطار الذي يهدد بانتشار الملاريا من جديد وانعدام الأمن الغذائي وسوء تغذية الأطفال.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان