السودان.. مقتل 3 مدنيين وإصابة آخر في الخرطوم والدعم السريع تعلن الاستيلاء على منطقة حدودية

الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع اندلعت في السودان مما أدى إلى نزوح نحو مليوني شخص وتدمير الاقتصاد (غيتي)

أفاد مراسل الجزيرة مباشر، اليوم الثلاثاء، بمقتل 3 مدنيين وإصابة آخر إثر سقوط قذيفة بحي “الإنقاذ” جنوبي العاصمة السودانية الخرطوم جراء تواصل المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع.

ومساء أمس الاثنين، هزت ضربات جوية ومدفعية وإطلاق نيران مناطق عدة بالخرطوم مع اشتداد حدة القتال بين طرفي الصراع، مما أدى إلى محاصرة مدنيين في خضم أزمة إنسانية متفاقمة.

واندلعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ ما يقرب من شهرين، مما أدى إلى نزوح نحو مليوني شخص وتدمير الاقتصاد وانقطاع الكهرباء والمياه على نحو متكرر.

ولم تفلح محادثات “جدة” في إنهاء القتال بشكل دائم، واشتدت الاشتباكات بمجرد انتهاء مهلة وقف إطلاق النار، الأحد الماضي.

وانتشرت قوات الدعم السريع في أماكن عدة بالعاصمة، كما سيطرت على بعض الشوارع الرئيسية وعسكرت داخل بعض المباني، لكن الجيش يتفوق بقوة الأسلحة الجوية والمدفعية.

وقال سكان من شرقي الخرطوم إنهم تعرضوا لضربات جوية. وأفاد سكان في جنوبي الخرطوم وشمال أم درمان بأنهم تعرضوا لقصف مدفعي. وذكر شهود عيان أن اشتباكات وقعت في وسط الخرطوم.

الاستيلاء على أم دافوق

وفي وقت سابق اليوم، قالت قوات الدعم السريع إنها تمكنت من الاستيلاء على حامية منطقة (أم دافوق) الحدودية مع جمهورية إفريقيا الوسطى، بعد أن تصدت لهجوم من قوات الجيش بالمنطقة التابعة لولاية جنوب دارفور.

وأشارت قوات الدعم السريع في بيان إلى أنها كبدت قوات الجيش خسائر فادحة بالاستيلاء على 24 مركبة و4 مدرعات.

وأضاف البيان “تمكنا من أسر 6 ضباط بقيادة عقيد ركن و300 من الرتب العسكرية الأخرى”.

بناء “دولة ديمقراطية”

سياسيًّا، قال محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع إنه ناقش عددًا من الموضوعات المتعلقة بالأوضاع في السودان، لا سيما التداعيات الإنسانية التي أفرزتها الحرب، مع رئيس جزر القمر الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي السيد غزالي عثماني.

وأعرب حميدتي خلال اتصال هاتفي أجراه مع رئيس جزر القمر عن تقديره للجهود المبذولة من الاتحاد الإفريقي بهدف تحقيق الاستقرار في السودان.

وأكد حميدتي أهمية توحيد الجهود الإقليمية والدولية بما يقود إلى معالجة المشكلة السودانية من جذورها، ويؤسس لبناء دولة ديمقراطية يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات.

لقاء بين الجنرالين

من جهته، تعهّد الرئيس الكيني وليام روتو بترتيب لقاء يجمع بين الجنرالين المتحاربين في السودان، في مسعى لإنهاء الأزمة التي تعصف بالبلاد بعد فشل العديد من اتفاقات وقف إطلاق النار، وفق ما أعلنت الرئاسة الكينية.

وأعلنت منظمة “إيغاد” في قمة عقدتها في جيبوتي، الاثنين، أنها ستزيد عدد الدول المكلَّفة بحل الأزمة، حيث تترأس كينيا لجنة رباعية تضم إثيوبيا والصومال وجنوب السودان.

وقال روتو في جيبوتي، وفق بيان صادر عن الرئاسة الكينية، إن “كينيا تلتزم بجمع الجنرالين السودانيين في لقاء وجهًا لوجه لإيجاد حل دائم للأزمة”.

وأضاف “في الأسابيع الثلاثة المقبلة، سنبدأ عملية حوار وطني شامل”، مضيفًا أنه سيتم إنشاء ممر إنساني في غضون أسبوعين لتسهيل إيصال المساعدات.

سلامة الصحفيين

في سياق متصل، حذرت نقابة الصحفيين السودانيين من تعرّض محيط مبنى يضم مكاتب قنوات عربية لقصف مدفعي في الخرطوم، بما يهدد سلامة الصحفيين الموجودين في المبنى بعد أن اشتدت وتيرة المعارك خلال اليومين الماضيين.

وأدانت النقابة في بيان لها، الثلاثاء، تعرّض المناطق والمنشآت المدنية للقصف، كما حمّلت طرفي الصراع مسؤولية حماية الصحفيين وعدم التعرض لهم، وشددت على ضرورة الالتزام بالمواثيق والمعاهدات الدولية بهذا الشأن.

وكانت المكاتب الإعلامية لعدد من القنوات قد انتقلت من مقراتها السابقة بوسط الخرطوم إلى موقعها الحالي، بسبب اشتداد الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث بات من الصعوبة ممارسة الصحفيين العاملين في هذه القنوات لعملهم، وسط الغارات الجوية والقصف المدفعي المتبادل بين الطرفين الذي طال عددًا من هذه المكاتب.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان