“المصريون مرتبكون”.. محلل إسرائيلي يفسر سبب صمت القاهرة بشأن عملية الجندي محمد صلاح (فيديو)

قال المحلل العسكري الإسرائيلي إيال عليما، إن نتائج التحقيق التي أعلنها الجيش الإسرائيلي مساء أمس الثلاثاء بشأن عملية إطلاق النار التي نفذها الشرطي المصري محمد صلاح أخيرًا عند معبر العوجة الحدودي، أظهرت أن هناك إخفاقات في المفاهيم الأساسية المتعلقة بتأمين الحدود.

وأضاف عليما لبرنامج (المسائية) على الجزيرة مباشر “هذا الممر الذي استخدمه الجندي المصري لعبور الحدود كان هناك اعتقاد أنه ممر سري، وهناك علامات استفهام بشأن كيفية اكتشافه وكيف لم تعلم السلطات الإسرائيلية بذلك”.

وتابع “هناك تقصير واضح في بعض الترتيبات الأمنية، لا سيما طول فترة دوريات الحراسة التي تمتد لنحو 12 ساعة، مما يتسبب في إصابة جنودنا بالتعب والإرهاق”.

وكشف التحقيق أن الأسباب الرئيسية لوقوع الحادث هي “الممر الأمني في السياج الذي تم إخفاؤه دون إغلاقه، والممارسة غير النوعية لمبدأ التأمين والحراسة في المنطقة الحدودية”.

وقرر الجيش الإسرائيلي إغلاق ممرات الطواري الأمنية بالسياج، وتقليص مدة دوام الجنود إلى أقل من 12 ساعة متتالية.

من ناحية أخرى، قال اللواء نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع المصري الأسبق إن نتائج التحقيقات تؤخذ على محمل الجد من الجانبين المصري والإسرائيلي، مشيرًا إلى أن نقاط الضعف التي ظهرت سوف يتم التعامل معها ومعالجتها لضمان عدم تكرار مثل هذه الأخطاء، على حد وصفه.

وأضاف سالم في تصريحات لـ(المسائية) “هناك بالتأكيد إجراءات تم اتخاذها من قِبل الجيش المصري لتجنب تكرار مثل هذه الأخطاء، لكن ليس بالضرورة يتم التصريح بهذه الإجراءات لوسائل الإعلام”.

تضارب إعلامي.. لماذا؟

ولدى سؤاله عن سبب اختلاف طريقة تعامل كل طرف مع الحادث، أجاب عليما بأن إسرائيل لا يمكنها نشر الإجراءات التي يتخذها الجيش المصري نيابة عنه، مؤكدًا أن تضارب الروايتين هو تضارب إعلامي فقط، لكن الجانبين متفقان خلف الأبواب المغلقة على تفاصيل ما وقع بالضبط.

وأضاف “هذا التباين ربما يعود إلى الطابع المختلف بين المؤسستين العسكريتين المصرية والإسرائيلية، فقيادة الجيش في إسرائيل ملزمة بإجراء تحقيق شفاف ونزيه وشامل، ويجب عليه أن يقدّم نتائج التحقيق لعائلات الجنود الذين قُتلوا في هذا الحادث”.

وتابع “بالنسبة للطرف المصري واضح أن هناك نوعًا من الارتباك وعدم الارتياح لما حدث، وربما هذا هو سبب اكتفاء القاهرة برواية المتحدث الرسمي للجيش هناك”.

وأعلن الجيش الإسرائيلي “توبيخ” قائد الفرقة 80 “نظرًا لمسؤوليته وعدم مراقبة تطبيق الأنظمة”، كما أعلن أنه سيتم إعفاء قائد اللواء من منصبه ونقله إلى منصب آخر في الجيش “نظرًا لمسؤوليته الشاملة عن الحادث”، بالإضافة إلى “توبيخ” قائد كتيبة الفهد ووقف ترقيته في الجيش مدة خمس سنوات.

وتضاربت الروايتان المصرية والإسرائيلية بشأن الهجوم، حيث قال الجيش المصري في بيان بعد الحادث إن “أحد عناصر الأمن المكلفة بتأمين خط الحدود الدولية طاردت عناصر تهريب المخدرات”.

وأضاف أنه “أثناء المطاردة قام فرد الأمن باختراق حاجز التأمين وتبادل إطلاق النيران، مما أدى إلى وفاة 3 من عناصر التأمين الإسرائيلية وإصابة رابع، بالإضافة إلى وفاة فرد التأمين المصري أثناء تبادل إطلاق النيران”.

بينما قال الجيش الإسرائيلي إن شرطيًّا مصريًّا “تسلل من الحدود المصرية إلى الأراضي الإسرائيلية من خلال أحد الممرات الأمنية في السياج، وأطلق النار باتجاه قائد فصيلة تابعة لكتيبة (الفهد) وجندية أخرى تابعة للفصيلة ذاتها، مما أسفر عن مقتل الجنديين الاثنين”.

وأضاف التحقيق أنه بعد ساعات من إطلاق النار الأول تم رصد “المخرّب -حسب وصف الجيش الإسرائيلي- فأقدم على إطلاق النار من مسافة طويلة باتجاه قوة تابعة لجيش الدفاع التي ردت بإطلاق النار”، مما أدى إلى مقتل جندي إسرائيلي آخر ومقتل المجند المصري.

المصدر : الجزيرة مباشر