“لا اتهامات”.. الاحتلال يغلق ملف التحقيق في استشهاد المُسن عمر أسعد وفلسطين تطالب بتحرك أمريكي

الشهيد عمر عبد المجيد أسعد (منصات فلسطينية)

أغلقت النيابة العسكرية الإسرائيلية ملف التحقيق مع جنود الاحتلال الضالعين في جريمة التنكيل التي تعرّض لها المُسن عمر عبد المجيد أسعد، وأدت إلى استشهاده في العام الماضي، وذلك من دون توجيه لوائح اتهام.

واستُشهد الفلسطيني عمر أسعد (80 عامًا) من قرية جلجليا شمال رام الله، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، في 12 يناير/كانون الثاني 2022، بعد احتجازه وتكبيله وتعصيب عينيه والاعتداء عليه من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال عودته في ساعة متأخرة من زيارة لأقاربه في القرية.

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الشهيد المُسن في وقت متأخر من الليل أثناء عملية تفتيش أمني في قرية جلجليا شمال رام الله بالضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، وعُثر عليه ميتًا صباح 12 يناير من العام الماضي، بعدما احتجزه جنود إسرائيليون وتركوه مكبَّل اليدين.

وزعم جيش الاحتلال أن أسعد لم يكن يحمل هوية و”رفض التعاون” فقام الجنود بتقييد يديه وتكميمه واقتادوه إلى مبنى قريب مع 3 معتقلين آخرين، وعندما أطلقوا سراحه، تركه الجنود في الموقع حيث اعتقدوا أنه “نائم”.

وبعد وقت قصير من استشهاده، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس للصحفيين إن أسعد كان يحمل أيضًا الجنسية الأمريكية، وبالتالي فقد اتصلت حكومة الولايات المتحدة بأسرته لتقديم التعازي.

وطالب المتحدث بتوضيحات وتحقيق في ظروف وفاته، وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان إن “التحقيق خلص إلى أن الحادث كان خطيرًا ومؤسفًا، نتج عن فشل أخلاقي وسوء اتخاذ القرار من جانب الجنود”.

إغلاق الملف

وبحسب تقرير نشرته صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية، مساء أمس الثلاثاء، فقد قررت نيابة الاحتلال العسكرية في الأيام الأخيرة، الاكتفاء بخطوات تأديبية ضد 4 ضباط كانوا يخدمون في يناير عام 2022 في كتيبة (نيتساح يهودا) في جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وذكر التقرير أنه في نهاية “تحقيق عملياتي” بشأن استشهاد أسعد، تم “توبيخ” قائد الكتيبة، وعزل ضابطين من منصبيهما، وأغلقت نيابة الاحتلال العسكرية الملف.

وقالت إن ذلك جاء بعد “عدة محاولات فاشلة للحصول على تقرير تشريح” جثمان الشهيد أسعد من السلطة الفلسطينية، حسب ما ادعت، كما زعمت مصادر في جيش الاحتلال أن أفراد أسرة الشهيد أسعد رفضوا “التعاون بشأن التحقيق”.

وكشف تقرير تشريح جثمان الشهيد أسعد الذي أجراه 3 أطباء، أن سبب الوفاة هو توقف مفاجئ لعضلة القلب بسبب التوتر النفسي جراء عنف خارجي تعرّض له، وأظهر وجود كدمات على رأسه وعلى معصميه من التقييد، ونزيفًا في جفنيه نتيجة تعصيب عينيه بإحكام.

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حاول الاحتلال الضغط على عائلة الشهيد، بعرض تعويضات مالية مقابل إسقاط حقها في قضيته المرفوعة أمام المحاكم الإسرائيلية والأمريكية.

ورفضت عائلة الشهيد العرض وأوعزت إلى محاميها بالاستمرار في الإجراءات القانونية حتى يأخذ القانون مجراه وتتحقق العدالة للمسن الذي قُتل وهو مكبل اليدين ومعصوب العينين.

مَطالب بتحقيق أمريكي

من جانبها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية قرار نيابة الاحتلال إغلاق ملف التحقيق في جريمة إعدام المُسن الفلسطيني الأمريكي عمر أسعد، والاكتفاء ببعض الإجراءات التأديبية والتوبيخ الشكلي بحق القتلة والمجرمين.

وقالت في بيان صحفي، اليوم الأربعاء، إن إغلاق الملف هو امتداد لسياسة اسرائيلية رسمية لتضليل الدول والمجتمع الدولي والرأي العام العالمي، لإعطاء الانطباع بوجود تحقيقات إسرائيلية في الجرائم المتواصلة التي يرتكبها جيش الاحتلال.

وأضافت أن التحقيقات تنتهي بتبرئة الجناة وإخفاء الأدلة، وتوفير أبواب هروب للمسؤولين السياسيين والعسكريين أيضًا الذين يعطون التعليمات لتسهيل قتل الفلسطينيين.

وطالبت الخارجية الإدارة الأمريكية بالتحقيق في هذه الجريمة باعتبار أن الشهيد المُسن أسعد هو مواطن أمريكي، مؤكدة أن دولة فلسطين على استعداد تام للتعاون مع أي تحقيقات أمريكية للكشف عن القتلة ومحاسبتهم.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالة الأنباء الفلسطينية

إعلان