نقابة أطباء السوان: الوضع في الجنينة الأسوأ على الإطلاق.. وفزع أممي إزاء تقارير عن دارفور

وصفت نقابة أطباء السودان الوضع في مدينة الجنينة بأقصى غربي السودان بأنه “كارثي وهو الأسوأ على الإطلاق”، وقالت إن جميع مستشفيات المدينة “خارج الخدمة”.
وأحصت النقابة 92 قتيلًا منذ 28 مايو/أيار جراء اقتتال الجيش والدعم السريع، ليرتفع إجمالي عدد القتلى المدنيين إلى 958 والمصابين إلى 4746.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة في بيان أن غوتيريش “قلق للغاية من تزايد البعد الطائفي للعنف، وكذلك من التقارير الخاصة “بالعنف الجنسي” في دارفور.
وشهدت ولاية غرب دارفور في السودان أحداث عنف تفجرت عقب اندلاع الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم منتصف إبريل/نيسان الماضي، حيث شهدت مدينة الجنينة عاصمة الولاية هجمات متتالية خلفت مئات القتلى والجرحى وأدت إلى نزوح الآلاف من منازلهم.
وضع كارثي
وقالت نقابة أطباء السودان إن الوضع في الجنينة “كارثي وهو الأسوأ على الإطلاق وجميع مستشفيات المدينة خارج الخدمة”، مشيرة إلى ارتفاع عدد الضحايا منذ بدء الاشتباكات في السودان إلى 958 قتيلًا، وموضحة أن ضحايا الاقتتال في الجنينة غير مشمولين في الحصر في هذا التقرير.
وذكرت النقابة (غير حكومية) أن الاشتباكات الجارية بين الجيش وقوات الدعم السريع لليوم التاسع والخمسين على التوالي، أسفرت عن مزيد من الضحايا يجري حصرهم حتى لحظة إصدار التقرير في العاصمة والأقاليم.
"سيجد الناس في هذه المنطقة الحدودية أنفسهم محاصرين ومنسيين وغير قادرين الوصول إلى الخدمات الحيوية".
مع فرار آلاف الأشخاص من النزاع في السودان، يواجه الكثيرون المرض وسوء التغذية في تشاد مع حلول موسم الأمطار القادم.
ينبغي توسيع نطاق الاستجابة الآن 👇https://t.co/O9bHu4Xc92
— منظمة أطباء بلا حدود (@msf_arabic) June 9, 2023
وأوضحت أنه يوجد العديد من الإصابات والوفيات غير مشمولة في هذا الحصر، إذ لم تتمكن فرقها من الوصول إلى المستشفيات لصعوبة التنقل والوضع الأمني في البلاد.
وكشفت عن سقوط عدد كبير من الضحايا بينهم أطفال ونساء ومُسنون نتيجة الاقتتال في مدينة الجنينة في وضع كارثي، وقد تعذر تمامًا حصر الضحايا، حيث أصبحت جميع المستشفيات هناك خارج الخدمة والمدينة محاصرة والاتصالات منقطعة عنها.
اشتدت وتيرة المعارك في #الخرطوم بشكل كبير، وخلال الساعات الاثنتين وسبعين الماضية، استقبل مستشفى بشائر التعليمي – حيث تعمل فرق #أطباء_بلا_حدود – أكثر من 150 مريضًا يعانون من إصابات حرب بالغة، وأتم 26 عملية تدخل جراحي كبرى. #السودان pic.twitter.com/H7vo7dUYnz
— MSF Sudan (@MSF_Sudan) June 9, 2023
الدعم السريع تدعو لتشكيل لجنة تقصي
من جانبها، دعت قوات الدعم السريع إلى تشكيل لجنة تقصي حقائق حول الأحداث في مدينة الجنينة “للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء الأزمة وكشف المتورطين فيها”.
وذكرت في بيان لها أن “الأزمة الإنسانية التي خلفتها الحرب القبلية بالجنينة تتطلب تضافر الجهود المحلية والإقليمية والدولية لرفع المعاناة عن المواطنين”.
قلق أممي
من جانبه، أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أمس الثلاثاء “قلقًا” بسبب الأوضاع في إقليم دارفور غربي السودان، وذكر المتحدث باسمه أن غوتيريش “قلق للغاية من تزايد البعد الطائفي للعنف”.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة (ستيفان دوجاريك) في بيان إن أنطونيو غوتيريش يشعر بالفزع إزاء التقارير التي تتحدث عن عنف واسع النطاق في أنحاء دارفور، وأضاف أنه يدعو الطرفين المتحاربين إلى وقف طويل الأمد للأعمال القتالية.
وذكر دوجاريك أن غوتيريش “قلق للغاية من تزايد البعد الطائفي للعنف، وكذلك من التقارير الخاصة بالعنف الجنسي”.
#Sudan : We are concerned by the continued devastation of the fighting on civilians. We call on both parties to the fighting to protect civilians & to ensure that those responsible for violations are held accountable https://t.co/vFKIlEyj2v pic.twitter.com/i7RTu67avL
— UN Human Rights (@UNHumanRights) June 9, 2023
في السياق، حذر رئيس بعثة الأمم المتحدة بالسودان (فولكر بيرتس) من أن الأوضاع الأمنية والإنسانية في السودان مستمرة في تدهور سريع مع استمرار القتال بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع.
وقال بيرتس في بيان، إنه منذ اندلاع النزاع بين القوات المسلحة والدعم السريع في 15 إبريل الماضي استمرت الأوضاع الأمنية والإنسانية وحقوق الإنسان في التدهور السريع في جميع أنحاء البلاد، لا سيما بالخرطوم ودارفور (غرب) وكردفان (جنوب).
وأضاف “في حين أن الأمم المتحدة في هذه المرحلة غير قادرة على التحقق من جميع الانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، فإن المعلومات الواردة من العديد من كيانات المجتمع المدني وشبكات المدافعين عن حقوق الإنسان ترسم صورة واضحة لنطاق التأثير المدمر على السكان المدنيين”.
وقال إن المجتمعات المحلية تعاني نقصًا حادًّا في الغذاء والحصول على الإمدادات الطبية وتقييد الحركة خارج مناطق النزاع، بالإضافة إلى مقتل وإصابة آلاف المدنيين، موضحًا أن “الادعاءات المتعلقة بالعنف الجنسي ضد النساء والفتيات تثير قلقًا عميقًا”.
وأضاف المبعوث الأممي أن القلق يساوره مع استمرار تدهور الوضع في دارفور، وبشكل خاص إزاء الوضع في الجنينة (غرب دارفور) في أعقاب موجات العنف المختلفة منذ أواخر إبريل التي اتخذت أبعادًا عرقية.
ويوم الأحد، توسّع نطاق الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم وطالت أحياء جديدة، بينما تحوّلت مدينة الجنينة -مركز ولاية غرب دارفور- إلى ما يشبه مدينة أشباح جراء القتال المتواصل.
ومنذ مايو/أيار الماضي، ترعى السعودية والولايات المتحدة في مدينة جدة محادثات مباشرة بين طرفي القتال، في مسعى للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار تمهيدًا للعودة إلى طاولة المفاوضات لحل الخلافات بالحوار.
وخلَّفت الاشتباكات بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان والدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجة نزوح ولجوء غير مسبوقة في بلد كان يعاني أصلًا أزمات سياسية واقتصادية حادة.