شوارع شبه خالية.. الجزيرة مباشر تنقل “واقعا كارثيا” يواجهه أهالي نيالا في جنوب دارفور (فيديو)

رصدت كاميرا الجزيرة مباشر الأوضاع في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور مع استمرار الاقتتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف إبريل/ نيسان الماضي.
وكشف مراسل الجزيرة مباشر أن الأوضاع في مدينة نيالا “شبه كارثية” بسبب اشتباكات عنيفة شهدتها المنطقة قبل يوم أمس بين الجيش وقوات الدعم السريع، والتي خلفت خسائر في الأرواح والممتلكات.
وأوضح أن التيار الكهربائي انقطع عن المنطقة، كما أن شركات الاتصالات لا تعمل بصورة كاملة، وأن شركة وحيدة فقط هي التي تعمل.
وبدت الشوارع الرئيسية في الحي خالية تمامًا من المارة والمواطنين بالرغم من أنه شارع يكتظ بالمارة في الأصل، وذلك خوفًا من تجدد الاشتباكات في المنطقة أو سقوط قذائف عليهم بشكل مفاجئ.
وقال أحد سكان المنطقة إنه يتمنى من طرفي الصراع وقف الحرب، وطالب جميع الجهات الداخلية والخارجية بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأضاف “جميع الناس في البيوت خائفين، ولا يوجد في المنازل لا أكل ولا شراب ولا دواء، الأموال انتهت بالفعل من بيوتنا، وحتي لو معنا أموال، من أين سنأتي بالطعام والشراب؟”.
وعبّر مواطن آخر من سكان المنطقة عن انتظاره بفارغ الصبر لانتهاء هذه الاشتباكات وعودة الحياة الطبيعية للسودان، مؤكدًا أن المواطنين يعانون بشدة من ويلات هذا الصراع بين الطرفين.
وفي حين أكد مسن سوداني صعوبة الأوضاع المعيشية، إلا أنه كشف عن جانب إنساني كبير لسكان المنطقة، وهو ما جعلهم يستمرون في العيش حتي هذه اللحظات.
وقال “لنا أكثر من شهرين متتالين لم نحصل علي مرتباتنا، نحن عايشين ببركة وفضل الله، لا نملك أي أموال، لكن الجيران يتعاونون، مَن يملك شيئًا يعطيه لجاره، نساند بعضنا البعض، لم يحدث أن نام جار جوعان، لكن ذلك يجب أن ينتهي”.
وأوضح أنهم يعيشون في رعب منذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف إبريل الماضي، وقال “الذخائر تمر من فوق رؤوسنا، هذا إرهاب كبير للناس، جزء كبير من السكان نُهبت بيوتهم بعد أن أخلوها وذهبوا لمناطق أكثر أمانًا خوفًا من الاشتباكات”.
وخلَّفت الاشتباكات بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان والدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجة نزوح ولجوء غير مسبوقة في بلد كان يعاني أصلا من أزمات سياسية واقتصادية كبيرة.