وسط تحذير أممي.. تجدد اشتباكات السودان وتبادل الاتهامات بشأن مقتل والي غرب دارفور

السودان قتال
معارك مستمرة وأوضاع متأزمة بالسودان مع دخول القتال شهره الثالث (رويترز)

مع دخول المعارك التي اندلعت منتصف أبريل/ نيسان الماضي في السودان شهرها الثالث، يهدد اتساع رقعة القتال بإطالة أمد العنف واستقطاب جماعات مسلحة، واشتداد الأزمة الإنسانية التي طالت الخرطوم وأقاليم أخرى.

وتجددت الاشتباكات في الخرطوم اليوم الخميس، وقال مراسل الجزيرة مباشر إن الجيش السوداني قصف بالمدفعية مواقع لقوات الدعم السريع في حي حلة حمد وقرب معسكر المظلات بمدينة الخرطوم بحري.

وأعلن المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، اليوم الخميس، مقتل أكثر من 100 شخص في اشتباكات عنيفة دارت بمخيمات النازحين وحولها في دارفور غربي السودان.

وأضاف عبر توتير “هناك تقارير مروّعة عن العنف الجنسي المروّع ضد النساء والفتيات، وسيتفاقم الأمر ما لم تتفق أطراف النزاع على إنهاء القتال الذي يدمّر السودان”.

ومع فشل جهود الوساطة في وقف الحرب وتضاعف المعاناة الإنسانية للسكان، اشتدت وتيرة القتال في العاصمة السودانية الخرطوم وإقليم دارفور بغرب البلاد اليوم الخميس. ودخلت المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع شهرها الثالث، بالتزامن مع تحذير أممي من التداعيات في حال استمرار هذه المأساة.

وترعى السعودية والولايات المتحدة، منذ 6 مايو/ أيار الماضي، محادثات بين الجيش والدعم السريع، أسفرت عن هُدن شهدت خروقا وتبادل اتهامات بين طرفي القتال؛ مما دفع الرياض وواشنطن إلى تعليق المفاوضات.

يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه الحكومة السودانية، رفضها لرئاسة كينيا للجنة الإيغاد الخاصة بمعالجة الأزمة في السودان “لأنها تؤوي متمردين وتقدم لهم الدعم” بحسب ما قالت الحكومة.

من جانبها مددت سلطة الطيران المدني في السودان، إغلاق المجال الجوي في البلاد حتى نهاية الشهر الحالي.

فقد ذكرت سلطة الطيران المدني في السودان أنها مددت إغلاق المجال الجوي للبلاد حتى 30 يونيو/ حزيران، واستثنت من ذلك رحلات المساعدات الإنسانية ورحلات الإجلاء “بعد الحصول على تصريح من قبل الجهات المختصة”.

اتهامات متبادلة

في هذا السياق، نفت قوات الدعم السريع اليوم الخميس، مسؤوليتها عن مقتل حاكم ولاية غرب دارفور خميس عبد الله أبكر، ووصفت الأمر بأنه “تطور خطير في الصراع بين المكونات القبلية”.

واتهم الجيش السوداني مساء أمس الأربعاء في بيان، قوات الدعم السريع، باختطاف حاكم الولاية خميس أبكر من مدينة الجنينة مركز الولاية، ثم قتله.

وقالت قوات الدعم السريع في بيان إنها تدين بأشد العبارات، مقتل والي ولاية غرب دارفور خميس عبد الله أبكر على أيدي من سمتهم “متفلتين” على خلفية الصراع القبلي المحتدم في الولاية.

واتهمت بدورها استخبارات الجيش بالتورط في إشعال الحرب القبلية في الولاية وتغذية القتال بتسليح القبائل؛ مما أدى إلى اشتداد فتيل الأزمة على نحو متسارع، بحسب البيان.

وبشأن ملابسات مقتل الوالي، قالت “إن متفلتين من إحدى المكونات القبلية داهموا مقر إقامة الحاكم وقد طلب الوالي الحماية من قوات الدعم السريع، حيث تحركت على الفور قوة تابعة لقواتنا وقامت بتخليصه من قبضة المتفلتين وإحضاره لمقر حكومي”.

وأضافت “رغم محاولات حماية الوالي كما هو موثق في أحد مقاطع الفيديو المنشورة، فإن المتفلتين داهموا المكان بأعداد كبيرة ودارت اشتباكات مع القوة الموجودة في المقر، مما أدى لخروج الأوضاع عن السيطرة واختطاف الوالي واغتياله”.

ودعت قوات الدعم السريع، إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة للتقصي “حول الأحداث التي وقعت بالولاية وأدت لمقتل الوالي ومئات المواطنين وما ترتب على ذلك من موجات نزوح ولجوء وحرق وتخريب للممتلكات العامة والخاصة وكشف المتورطين في مؤامرة إشعال الفتنة”.

مخاوف من التصعيد

ويشكّل مقتل الوالي تصعيدًا في النزاع، ويتزامن مع تحذيرات متزايدة بتدهور الأوضاع في إقليم دارفور الذي عانى على مدى عقدين من نزاع دامٍ، خصوصًا في الجنينة، مركز غرب دارفور، إحدى الولايات الأربع للإقليم الواقع بغرب السودان عند الحدود مع تشاد.

وكان خميس أبكر زعيم لإحدى حركات التمرّد الموقعة على اتفاق جوبا للسلام مع الحكومة عام 2020 سعيا لإنهاء النزاع.

ويضمّ إقليم دارفور نحو ربع سكان البلاد البالغ عددهم نحو 45 مليون نسمة، وفي العقدين الماضيين تسبب النزاع بالإقليم في مقتل آلاف من الأشخاص ونزوح نحو 2.5 مليون آخرين، بحسب الأمم المتحدة.

ووجّهت المحكمة الجنائية الدولية اتهامات إلى الرئيس المعزول عمر البشير وعدد من مساعديه، بارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في دارفور.

وخلال النزاع، لجأ الرئيس المعزول عمر البشير إلى مليشيا “الجنجويد” لدعم قواته في مواجهة أقليات عرقية في الإقليم، ونشأت قوات الدعم السريع رسميا عام 2013 من رحم هذه المليشيا.

تدهور الأوضاع الصحية

وقالت منظمة (أطباء بلا حدود) اليوم الخميس إن فرقها في مدينة (ود مدني) جنوبي الخرطوم شهدت “زيادة مقلقة في عدد الوافدين من الخرطوم، وفي الأسبوع الماضي ارتفع عدد النازحين من 300 إلى 2800 في موقع واحد تعمل فيه المنظمة.

وأبدت المنظمة قلقها “إزاء ظروف المياه والصرف الصحي في مخيمات النازحين، ولا سيما مع اقتراب موسم الأمطار، وقالت “في الواقع، بدأت حالات الملاريا الازدياد، وهناك مخاوف بشأن انتشار حمى الضنك”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان