لمواجهة الصين.. “اتفاق أمني تاريخي” يسمح لأمريكا باستخدام قواعد عسكرية في بابوا غينيا الجديدة

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين مع رئيس وزراء بابوا غينيا الجديدة جيمس ماراب (رويترز)

أصبح بإمكان الجيش الأمريكي تطوير وتشغيل قواعد عسكرية في بابوا غينيا الجديدة، وفقًا لاتفاق أمني تاريخي يعد جزءًا من جهود واشنطن لتطويق الصين في المحيط الهادئ.

وقد عُرض النص الكامل للاتفاق الذي بقي سريًّا منذ توقيعه على برلمان بابوا غينيا الجديدة، مساء أمس الأربعاء، مما سمح بكشف تفاصيله.

وبموافقة بابوا غينيا الجديدة، سيكون بإمكان الولايات المتحدة نشر سفن وقوات في المطارات الرئيسية، إضافة إلى مواقع مثل قاعدة لومبروم البحرية في جزيرة مانوس وميناء بحري في العاصمة بور مورسبي.

“الدخول بلا عراقيل”

وينص الاتفاق على منح واشطن حق “الدخول بلا عراقيل” إلى المواقع من أجل “تخزين مسبق لمعدات وإمدادات وعتاد”، وحق “استخدام حصري” لبعض القطاعات في القواعد التي يمكن أن تشهد “أنشطة بناء”.

ويفتح الاتفاق الباب أمام واشنطن لإنشاء وجود عسكري جديد في غرب المحيط الهادئ، في وقت يتزايد فيه التنافس مع بيجين.

ويمكن استخدام الوصول إلى لومبروم لتعزيز المنشآت الأميركية في غوام في الشمال، التي يمكن أن تكون أساسية في حالة نشوب نزاع على تايوان.

وقد اضطر رئيس الوزراء جيمس مارابي إلى الدفاع عن الاتفاق في مواجهة موجة احتجاجات تتهم السلطات بالتخلي عن سيادة البلاد.

وقال مارابي أمام البرلمان مساء الأربعاء “تركنا جيشنا يضعف في السنوات الـ48 الأخيرة”، مؤكدًا أن “السيادة تتحدد بصلابة الجيش وقوته”.

محور أساسي في المواجهة

وأصبحت بابوا غينيا الجديدة الغنية بالموارد الطبيعية والقريبة من طرق الشحن الرئيسية، محورًا أساسيًّا في المواجهة الدبلوماسية بين واشنطن وبيجين.

من جهته، قال رئيس الوزراء السابق بيتر أونيل إن الاتفاق “يجعل من بابوا غينيا الجديدة هدفًا”. وأضاف أن “أمريكا تقوم بذلك لحماية مصالحها الوطنية الخاصة، نحن جميعا نفهم الجغرافيا السياسية التي تحدث داخل منطقتنا”.

وكان من المقرر أن يزور الرئيس الأمريكي جو بايدن بابوا غينيا الجديدة غير أن هذه الرحلة ألغيت بسبب النزاع المتعلق بالميزانية في الكونغرس الأمريكي.

وتحاول واشنطن استمالة دول المحيط الهادئ بمجموعة من الحوافز الدبلوماسية والمالية مقابل الدعم الاستراتيجي، بعد قيام بيجين بتحركات مماثلة.

وتهافتت الشركات الصينية على المناجم والموانئ عبر المحيط الهادئ، ووقعت العام الماضي اتفاقية أمنية سرية مع جزر سليمان المجاورة تسمح للصين بنشر قوات في البلاد.

وتخشى الولايات المتحدة من موطئ قدم للجيش الصيني في جنوب الهادئ يمكن أن يطوق منشآتها في غوام، ويجعل الدفاع عن تايوان أكثر تعقيدًا في حال غزوها من قبل الصين.

المصدر : الفرنسية

إعلان